ذكرى عودة رأس القديس مار مرقس الرسول .. تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية اليوم الخميس، الذي يوافق الثامن من شهر طوبة القبطي، بذكرى عودة رأس القديس مار مرقس الرسول.
بحسب ما ورد في كتاب السنكسار الكنسي، الذي يوثق سير الآباء الشهداء والقديسين، فإن في مثل هذا اليوم من سنة 360 للشهداء (644م)، تُحيي الكنيسة ذكرى عودة الرأس المقدسة للقديس مار مرقس الرسول.
السنكسار عن القديس مار مرقس الرسول
ويُضيف السنكسار أن الرأس كانت محفوظة داخل كنيسة بوكاليا، المعروفة كذلك باسم دار البقر. خلال تلك الفترة، دخل أحد البحارة العرب إلى الكنيسة ووجد تابوتًا توهّم أنه يحتوي على ذهب. فوضع يده داخله وأخذ الرأس المقدسة ليلًا وأخفاها في سفينته. لاحقًا، عندما قرر القائد عمرو بن العاص الإبحار، تحركت جميع السفن باستثناء السفينة التي كانت تخفي الرأس. بعد ذلك، أمر القائد بتفتيش السفينة، فعثروا على الرأس المقدسة مخبأة بداخلها. وبمجرد إخراجها، تحركت السفينة بشكل طبيعي.
وتابع السنكسار ذكر الأحداث قائلاً إن القائد استدعى البحار الذي اعترف بجريمته ونال عقوبته. بعد ذلك، سأل عمرو بن العاص عن بابا الأقباط، الأنبا بنيامين الثامن والثلاثين، الذي كان مختبئاً في أديرة الصعيد. فأرسل له خطاب أمان يدعوه للظهور والحضور، وبالفعل جاء البابا واستلم الرأس المقدس.
وبحسب روايات الكنيسة، القديس مارمرقس هو يوحنا المعروف باسم مرقس، الذي ورد اسمه كثيراً في سفر الأعمال والرسائل. حمل القديس مارمرقس اسمين: يوحنا، وهو اسم عبري يعني “يهوه حنان”، ومرقس، وهو اسم روماني يعني “مطرقة”.
وُلد القديس مرقس في القيروان، إحدى مدن الخمس الغربية بليبيا، ببلدة تُدعى أبرياتولس، وكان ينتمي إلى أسرة يهودية من سبط لاوي. والده كان يُدعى أرسطوبولس ووالدته مريم، التي عُرفت بتقواها ومكانتها المرموقة بين المسيحيين الأوائل في أورشليم.
بسبب هجوم بعض القبائل المتبربرة على ممتلكاتهم، انتقلت الأسرة من القيروان إلى فلسطين، وطنهم الأصلي، واستقروا في أورشليم. نشأ القديس مرقس في أسرة متدينة ومعروفة بإيمانها المبكر بالمسيحية وخدمتها المستمرة لها.
ويُعتقد أن منزل أسرته كان المكان الذي شهد عشاء السيد المسيح الأخير مع تلاميذه، حيث أسس فيه أول قداس إلهي وأول سر للتناول المقدس.
كما تشير الروايات إلى أن القديس مرقس كان من بين السبعين رسولاً الذين اختارهم السيد المسيح للخدمة، وقد أكّد ذلك كل من العلامة أوريجينوس والقديس أبيفانيوس.
أول من نشر المسيحية إلى مصر القديس مار مرقس الرسول
وفقًا للتقليد الكنسي. القديس مار مرقس الرسول بدأت خدمته مع بطرس الرسول في مناطق أورشليم واليهودية، ثم شارك في الرحلة التبشيرية الأولى برفقة الرسولين بولس وبرنابا، حيث بشر في إنطاكية وقبرص وآسيا الصغرى. كما ساهم مع بولس الرسول في تأسيس بعض الكنائس الأوروبية، ومن أبرزها كنيسة روما.
وصل القديس مار مرقس الرسول إلى مصر عام 60 ميلادي، وبدأ بالتبشير بالمسيحية، حيث كان أنيانوس أول من آمن بالمسيحية من المصريين في الإسكندرية على يديه. ووفقًا للتقليد الكنسي الإسكندري، يُعتبر مار مرقس البطريرك الأول ومؤسس الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في مصر.
تخليدًا لذكراه، تم إطلاق اسم القديس مار مرقس الرسول على الكاتدرائية المرقسية الكبرى بالعباسية.