قال مهنيون في المجال السياحي إن تدشين أول رحلة مباشرة تربط نيويورك الأمريكية بمراكش الحمراء، الجمعة، يوجّه الأنظار إلى “جهود” تُبذل في الوقت الحالي وإلى أخرى تتطلب أن تُبذل، في مسار تعزيز الربط الجوي المباشر نحو مختلف المدن المغربية؛ وذلك من أجل تقريب مختلف السياح الموجودين في قارات بعيدة من المغرب عبر رحلات “تخلّصهم من أعباء المواصلة في مطارات أخرى”.
تعزيز جوي
حميد بن الطاهر، رئيس الكونفدرالية الوطنية للسياحة، قال إن “إطلاق الخطّ بين مراكش ونيويورك ليس غاية؛ بل يتعين أن نشتغل على ولايات أمريكية أخرى”، معتبرا أن “السائح الأمريكي يتميز بقدرة شرائية عالية مقارنة مع بلدان أخرى. ولذلك، علينا أن ندفع شركات الطيران الموجودة في بلاد “العم سام” لتبادر في سياق تعزيز الخطوط المباشرة؛ فهناك مقاولات طيران عديدة في أمريكا نحتاج إلى أن تتحرك من تلقاء نفسها حين تشعر بأهمية الوجهة المغربية”.
ولفت بن الطاهر، في تصريح لهسبريس، إلى أن “المكسيك نحتاج رحلات مباشرة مكثفة تربطنا معها والهند واليابان والبرازيل وكوريا الجنوبية كذلك”، موضحا أن “طائرات تعفي السياح من عبء المواصلة ستكون تشجيعا لهؤلاء حتى يجرّبوا العرض المغربي”.
وزاد المتحدث: “دورنا أن نعرّف بما هو متاح عندنا. ولدينا تصور واستراتيجية نشتغل وفقها. وقد جنينا ثمارا كثيرة إلى حدود اللحظة، وسنصل المزيد حين نستطيع أن نجعل الرحلات الجوية المباشرة نحو مناطق بعيدة يوميّة؛ فتعود بالنفع سياحيا على بلدنا”.
وأبرز رئيس الكونفدرالية المهنية أن “الصين وكندا بدورهما نحتاج توسيع الرحلات المباشرة نحوهما، لكونهما سوقين لا تقلّان أهمية. ثم إن مناعة العرض السياحي الوطني تتجسد في الانفتاح على أسواق جديدة ستكون حاسمة في مسار تقوية منتوجنا ليكون تنافسيا على المستوى العالمي”، خالصا إلى أن “المطارات المغربية الكبرى لا بد أن تستفيد من هذا المدّ الذي تشهده الرحلات المباشرة؛ فنحن لسنا بلدا كلّ ما لديه منحصرٌ في مدينة بعينها”.
أسواق محميّة
مصطفى أماليك، الكاتب العام للمجلس الجهوي للسياحة بمراكش، كشف “وجود اشتغال لفتح خطوط جوية مباشرة كانت موجودة ولكن توقفت في السنوات الأخيرة”، معتبرا أن “تفعيلها يتطلّب وقتا؛ لكن الأساسي هو توفّر الإرادة لدى الطرفين”.
وأورد: “المغرب بعد السمعة الطيبة التي استحقها في كأس العالم بقطر، فضلا عن أحداث وتظاهرات كثيرة، جعلت البلد الشمال إفريقي قبلة مميزة لكبريات الشركات العاملة في النقل وفي السياحة”.
وضّح أماليك لهسبريس أن “التظاهرات المقبلة التي تحتضنها المملكة المغربية، لاسيما كأس العالم 2030 إلى جانب إسبانيا والبرتغال، ستتطلّب خطوطا من هذا النوع؛ وهو مفيد بالنسبة لقطاعنا السياحي الوطني”.
وأبرز المتحدث أن “تعزيز الربط الجوي مع بلدان بعيدة ولديها مقدّرات ومؤهلات مميزة من حيث الإنفاق السياحي مثل أمريكا الجنوبية وبعض مناطق آسيا هو تسريع للوصول إلى أهداف الاستراتيجية الوطنية السّياحية لا من حيث عدد الزوار ولا من حيث الخدمات”.
وشدد الفاعل السياحي على ضرورة “حماية الأسواق التقليدية في عز عملية الانفتاح على وجهات أخرى”، وزاد مضيفا: “نحتاج الإبقاء عليها كمُستهلك وفي وتقليدي للعرض المغربي”، خالصا إلى أن “الاشتغال على الجانبين؛ أية حماية الموجود وتثمينه وتحفيزه وكذا الانفتاح على الممكن وتقويته وتعزيزه، يجعلنا نحظى بمكانة تليق بما وصلنا إليه على المستوى السياحي في السياق الدّولي؛ والأمر يتطلب جهودا إضافية”.