بجماعة أوريكة بإقليم الحوز عادت بعض الأسر للاستقرار في منازلها، التي انهارت فوق رؤوسها في الثامن من شتنبر من سنة 2023.
في هذه الجماعة القروية، التي تبعد بحوالي 17 كيلومترا عن مقر عمالة الحوز، بدأت بعض الأسر تتلمس الطريق نحو سكن لائق يحقق آمالها وينسيها مأساة “زلزال الحوز”.
رواية مستفيد
يحكي محمد، وهو رجل في الخمسينات من عمره، عن ليلة “زلزال الحوز” وتفاصيلها، وكيف نجا وأسرته من الموت المحقق بعد انهيار المنزل فوق رؤوسهم.
يقول هذا الرجل إنه لم يجد من حل للنجاة من انهيار المنزل فوقه وباقي أفراد أسرته سوى الهرب.
وبعد هدوء الأوضاع عاد إلى منزله، لكن الخراب عم المكان، ولم يكن أمامه سوى البحث عن بديل عبر كراء منزل آخر إلى حين تسوية وضعيته.
وأضاف أن السلطات على مستوى الحوز تعاملت معه بشكل إيجابي، وقدمت له الدعم والإرشاد من أجل الاستفادة من دعم السكن المخصص من طرف الحكومة.
وأشار إلى أنه حصل على الدعم الخاص بإعادة الإعمار، وعاد اليوم ليستقر قبل أسبوعين في منزل جديد أفضل من سابقه، معربا عن شكره للملك محمد السادس لاهتمامه برعاياه، وكذا للسلطات على مستوى الإقليم لتعاونها.
26184 مستفيدا من الدعم
تؤكد سلطات عمالة الحوز أن عملية إعادة الإعمار تسير بشكل انسيابي، وأن أعداد المستفيدين تجاوزت المتوقع.
أمين بويه، عضو لجنة القيادة المكلفة بتتبع عملية إعادة الإعمار بالحوز، أكد أن 26184 مستفيدا بعمالة الحوز حصلوا على الجزء الأول من الدعم المخصص للسكن.
وأضاف عضو اللجنة، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، “إلى حدود الساعة تسير الأشغال بالنسبة لعملية إعادة البناء بشكل جيدة، حيث إن حوالي 13 ألف منزل تم الانتهاء من وضع أساسها (الطبلة)، ضمنها 8 آلاف منزل شيدت الأعمدة، فيما تم تسقيف حوالي 3500 منزل”.
وأشار إلى أن الأسر التي عادت إلى الاستقرار بمنازلها بعد الانتهاء من عملية الإصلاح النهائي بلغ عددها 2000 أسرة.
وحسب محدثنا، فإن الاستفادة كانت بناء على تقرير لجنة مختلطة سهرت على إحصاء المتضررين، مضيفا أنه مباشرة بعد الزلزال، وبناء على التعليمات الملكية، تم الشروع في عملية إحصاء المنازل، التي تم تشخيصها بين منازل منهارة جزئيا وأخرى كليا.
وبخصوص كيفية تقديم الدعم للمستفيدين، أوضح عضو لجنة القيادة أنه يتم منح شطر أول وشطر ثان بعد الانتهاء من وضع الأساس للمنزل، ثم دفعة ثالثة بعد تقدم الأشغال بنسبة 50 بالمائة، فيما يتم منح الدفعة الأخيرة بعد الانتهاء من الأشغال.
وتواجه السلطات بشكل مستمر شكايات عدد من المواطنين، الذين يتحدثون عن أحقيتهم في الاستفادة لكن يتم استبعادهم.
وفي هذا الصدد قال أمين بويه: “بعد التوصل بشكايات حول تعرض بعض المواطنين للإقصاء، تمت دراستها عبر لجان مختلطة، واستفاد كل من استوفى الشروط المنصوص عليها، استنادا إلى رأي اللجنة المشرفة على ذلك”.
وأضاف أن بعض الأشخاص لم يستفيدوا من الدعم بالنظر إلى كونهم غير مقيمين بالمناطق المتضررة، ناهيك عن وجود آخرين يتوفرون على سكن آخر، ويعتبر منزلهم الموجود بالحوز سكنا ثانويا.
وبالرغم من الجهود المبذولة من طرف السلطات لتسريع عملية إعادة الإعمار، فإن إكراهات تواجه المشرفين على هذا الملف، من قبيل وجود مناطق بها خطر البناء على غرار شقوق زلزالية أو وجود أحجار قد تتساقط على المنازل، وهو ما يدفع اللجان الإقليمية إلى البحث عن أماكن لإعادة ايواء ساكنة هذه المناطق.
تنضاف إلى ذلك، وفق المتحدث نفسه، قلة اليد العاملة في ظل المشاريع الكبرى التي تعرفها مختلف المدن الكبرى، وبالتالي يجد المواطنون صعوبة في العثور على عمال البناء من أجل استكمال أوراشهم والسكن في منازلهم بشكل سريع.