سحق برشلونة بقيادة مدربه هانز فليك غريمه اللدود ريال مدريد بقيادة كارلو أنشيلوتي، على ملعب "سانتياغو برنابيو" برباعية نظيفة جاءت كلها في الشوط الثاني، ليتقدم بفارق ست نقاط في سباق لقب الدوري الإسباني.
مصيدة التسلل والفارق في التطبيق
قبل هذه المباراة وفي 10 مباريات سابقة وقع ريال مدريد في التسلل 12 مرة فقط وهو ثالث أقل رقم في الليغا، لكن أمام برشلونة في 90 دقيقة، وقع لاعبو الملكي في الرقم نفسه.
هذا هو أسلوب برشلونة المعروف مع هانز فليك لكن ريال مدريد وقع في المصيدة بفشل تام في ضبط مصيدة التسلل، حيث وقع مهاجمه كيليان مبابي بمفرده في 8 حالات تسلل، وأهدر مجهود فريقه بسوء الحركة والتمركز واللعب على آخر مدافع.
ريال مدريد فشل في تطبيق الفكرة نفسها
بعد أن نجحت مصيدة التسلل الدفاعية لبرشلونة بشكل جيد للغاية خلال الشوط الأول، انهارت مصيدة التسلل الدفاعية لريال مدريد تمامًا في المرة الأولى التي تم اختبارها فيها، والسبب واضح، أن برشلونة يتدرب على هذا الأسلوب وينفذه بإجادة خاصة في الهدف الأول لروبرت ليفاندوفسكي.
كان الفرنسي فيرلاند ميندي على بعد ياردة واحدة من زملائه، وهو ما كان كافيًا ليحصل ليفاندوفسكي على الكرة في وضع قانوني للهدف الأول ويسدد كرة الهدف.
كان الدفاع أسوأ بعد لحظات قليلة، لم يقترب لوكاس فاسكيز بما يكفي لمنع أليخاندرو بالدي من إرسال عرضية إلى منطقة الجزاء. لكن الأسوأ بكثير كان أن كلا المدافعين إيدير ميليتاو وأنطونيو روديغر تركا ليفاندوفسكي في مساحة كبيرة، على بعد 10 ياردات فقط من المرمى. مع وجود مهاجم برشلونة في مثل هذا التمركز القاتل، كان الهدف حتميًا.
ماذا فعل برشلونة فليك في الشوط الثاني؟
نظام مصيدة التسلل هو مجازفة كبيرة طبقها برشلونة لكنه أجاد فيها، لكن ما كان يعيب برشلونة في الشوط الأول أنه لم يكن يضغط بشكل قوي على حامل الكرة من ريال مدريد ويعطيه أريحية في التمرير خلف خط دفاعه المتقدم.
عندما تلعب بدفاع متقدم وبضغط متقدم، يجب أن يحدث تعطيل للكرة، لكن إيدر ميليتاو ومدافعي ريال مدريد كانوا قادرين على اللعب بأريحية كرات طويلة سببت خطورة على برشلونة، مثل الحالة في الصورة أدناه.
الصورة توضح الآتي، تمريرة واحدة من ريال مدريد طويلة أخرجت 9 لاعبين من برشلونة من اللعب، لكن في الشوط الثاني لم يمنح لاعبو هانز فليك ريال مدريد أي وقت على الكرة ليكرروا هذا الأمر، لدرجة أنهم خطفوا حتى بعض الكرات من الحارس.
وبهذا واصل برشلونة تميزه في أخذ الكرات من ثلث ملعب الخصم كأكثر فريق في الليغا، وهذا مرة أخرى تأثير فليك في الضغط المتقدم الناجح، وفي فرض مصيدة التسلل، والأسلوبان مرتبطان ببعضهما بعضًا.
تغيير دي يونغ
اختار برشلونة نفس التشكيلة الأساسية التي استخدمها ضد بايرن ميونخ. كان أكبر اختيار لفليك في دور خط الوسط الهجومي هو تمسكه بفرمين لوبيز، الذي صنع أول هدفين لبرشلونة أمام بايرن.
لكن فيرمين لوبيز لم يظهر بالصورة الجيدة وتمريراته كانت محدودة وتأثيره ضئيلًا، ليقرر فليك الدفع بدي يونغ إلى جانب كاسادو في وسط الملعب الدفاعي، مع تحريك بيدري ليلعب هو في المركز (رقم 10).
تحول أداء برشلونة بعد دخول دي يونغ العائد من إصابة طويلة، وأعاد التوزان لوسط ملعب برشلونة. مع تقدم بيدري للمركز (رقم 10)، حصل برشلونة على المزيد من الوقت على الكرة وتقلصت الهجمات المرتدة لريال مدريد بشكل كبير، كما وضع دي يونغ نفسه بين قلبي الدفاع لمساعدة فريقه في بناء اللعب، وحافظ كاسادو على عمله المميز.
أثقل برشلونة كاهل خط وسط ريال مدريد بهذا التغيير وهذا أعطاهم الأفضلية. فاجأت تمريرة كاسادو إلى ليفاندوفسكي في الهدف الأول دفاع مدريد بعد تسلسل تمريرات جيد.
كان هذا ينطبق على الهدف الثاني أيضًا، عندما احتفظ برشلونة بالكرة في خط الوسط لفتح تمريرة إلى أليخاندرو بالدي على الجناح الأيسر عندما حان الوقت المناسب. أنهى ليفاندوفسكي اللقاء بهدفين رائعين، لكن كل شيء بدأ بتعديل فليك في الشوط الأول.
أنشيلوتي في حصة تدريبية مرة أخرى
لم يعد أنشيلوتي فريقه للتعامل مع سمات برشلونة في الضغط المتقدم أو مصيدة التسلل، واتخذ القرار المثير للجدل بترك لوكا مودريتش خارج الملعب في تشكيلة دفاعية في الغالب في خط الوسط والاعتماد على سرعته في الهجمات المرتدة. ورغم ذلك، تعرض فريقه لضربات شديدة.
أنشيلوتي حتى وقت كتابة هذه السطور لا يعرف كيف يستفيد من كيليان مبابي وفينيسوس جونيور وجود بيلينغهام معًا، وما هي الطريقة المناسبة لهما، كما أن هناك فردية واضحة على أداء الفريق عكس الموسم الماضي.
أنهى فينيسيوس المباراة بدون تسديدات على المرمى طوال المباراة، وواصل اتخاذ القرارات الخطأ أمام المرمى، ففي إحدى انفراداته كان عليه اتخاذ قرار أفضل بالتمرير لبيلينغهام الخالي من الرقابة أو التسديد في الزاوية اليسرى البعيدة، فاتخذ أسوأ قرار بالتسديد في الزاوية القريبة.
كفاءة برشلونة الهجومية من أيت جاءت؟
رباعية في بايرن ميونخ ورباعية في ريال مدريد في أيام معدودة، تبرهن على أننا أمام أفضل فريق هجومي في أوروبا، لكنها تبرهن على شيء آخر وهو تأثير فليك، لأن هذا هو نفس الفريق الذي ورثه تقريبًا من تشافي.
بالنظر إلى مدى انخفاض مستوى الفريق في نهاية الموسم الماضي، يمكنك القول إن أي مدرب آخر لبرشلونة لم يحقق مثل هذا التأثير الهائل في الأشهر الثلاثة الأولى له في النادي، كما أن فليك أنهى سجلًا سيئًا لأول كلاسيكو لآخر مدربين لبرشلونة من قبله وخسروا جميعهم.
كانت كفاءة برشلونة أمام المرمى الليلة فارقًا كبيرًا بين الفريقين، لدرجة أن الأهداف المتوقعة لبرشلونة وريال مدريد بلغت 2.45 لبرشلونة و1.48 لريال مدريد، وهذا يدل على قوة هجوم برشلونة في الحسم.
في هدف لامين يامال، لمسة واحدة ثم تسديدة، ورافينيا يسجل بنفس الطريقة التي سجل فيها أمام بايرن باستلام كرة طويلة، حيث يتضح مستوى الثقة الهائلة لرافينيا من الطريقة الدقيقة التي رفع بها الكرة فوق رأس لونين، وركض على الفور للاحتفال، ولم يشك أبدًا في أنه وضع الكرة بما يكفي لضمان وصولها إلى الشباك.