استيقظ سكان طهران، اليوم السبت، بعد ليلة شابها القلق إثر الضربات الإسرائيلية التي تسببت في انفجارات تردد صداها في جميع أنحاء المدينة، وأدت إلى مقتل جنديين وتسببت في “أضرار محدودة” بحسب السلطات الفارسية.
وخلال الليل سمع دوي انفجارات عدة مصحوبة بشهب ضوئية في العاصمة الإيرانية، حسبما أفاد مراسلو وكالة فرانس برس.
بعدها عادت العاصمة الإيرانية إلى إيقاعها المعتاد، وسارت الحافلات عبر الشوارع لنقل إيرانيين قلقين إلى مراكز عملهم.
وقلل المسؤولون ووسائل الإعلام الإيرانية من أهمية الهجوم، لكن في شوارع طهران أعرب كثيرون عن قلقهم من أن الضربات شكلت تصعيدا جديدا وخطوة نحو حرب مفتوحة.
وكان هومان البالغ 42 عاما، وهو مستخدم في مصنع، في نوبة عمل ليلية عندما سمع دوي الانفجارات، وقال لوكالة فرانس برس: “كان دويا قويا تردد صداه (..) ومروعا ومرعبا”، وأضاف: “للأسف، الآن وبعدما اندلعت الحرب في الشرق الأوسط نخشى أن تشملنا أيضا، وأن ننجر إليها”.
وقال الجيش الإسرائيلي، اليوم السبت، إنه وجه ضربات “دقيقة وموجهة” إلى مواقع تصنيع صواريخ وقدرات جوية أخرى في إيران ردا على الهجوم الذي شنته طهران على إسرائيل مطلع الشهر الحالي، مهددا النظام بجعله يدفع “ثمنا باهظا” في حال قرر الرد.
وكانت طهران أطلقت في الأول من أكتوبر الجاري حوالي 200 صاروخ في اتجاه إسرائيل؛ اعترضت غالبيتها.
وقبيل السادسة صباحا بالتوقيت المحلي أعلن الجيش الإسرائيلي انتهاء الضربات الجوية على أهداف عسكرية في إيران، موضحا في بيان: “الضربة الانتقامية تمت والمهمة أنجِزَت”.
وأكدت طهران أن هجوما إسرائيليا استهدف مواقع عسكرية في طهران ومناطق أخرى في البلاد، و”تسبب في أضرار محدودة”، وفي مقتل جنديين اثنين.
وأكدت وزارة الخارجية الإيرانية “إدانة الضربات” ضد أراضيها، مضيفة أنّ “من حقها وواجبها الدفاع عن نفسها”.
أصداء شعبية
بينما أعرب البعض في شوارع طهران عن مخاوفهم من تصعيد الصراع، قال آخرون إنهم “لم يكونوا على علم على الإطلاق بحدوث هجوم”.
وقال محرّم، وهو عامل يبلغ الحادية والخمسين، “إذا قاموا بالهجوم فسنكون نحن العمال من يتعرض للسحق”.
وقللت وسائل الإعلام الإيرانية من أهمية الهجوم الإسرائيلي، الذي استهدف أيضا مناطق في محافظتي خوزستان وإيلام الحدوديتين، وذكرت أنه تسبب في “أضرار محدودة” بفضل تدخل قوات الدفاع الجوي الإيرانية.
وبثت وسائل الإعلام الرسمية لقطات تظهر حركة المرور تتدفق بشكل طبيعي في الكثير من المدن الإيرانية، بينما كان الناس يمارسون أنشطتهم اليومية الروتينية.
وأكد المسؤولون الإيرانيون أن “جميع الأنشطة المدرسية والفعاليات الرياضية ستقام كما هو مقرر”.
وتم تعليق الرحلات الجوية فوق إيران لفترة وجيزة، لبضع ساعات بعد الهجوم، لكنها استؤنفت لاحقا.
وأشارت زبيدة البالغة 30 عاما، وهي مديرة تأمين، إلى أنها استيقظت اليوم السبت وهرعت كعادتها إلى العمل رغم مخاوفها، وأضافت: “الحرب مرعبة، ولدى الجميع مخاوف بشأن ما يحدث أثناءها. إن أضرار الحرب تؤرق الجميع، لكنني لا أعتقد أن حربا مروعة ستندلع في إيران”.