الأربعون وما أدراك ما الأربعون! مرحلة لها خصوصيتها وظروفها وتحدياتها ونجاحاتها وإخفاقاتها.. خاصة عند المرأة التي تلعب دورًا واضحًا لا يستطيع أن يُنكرِه إلا جاحدٌ في بناء المجتمع منذ فجر التاريخ وحتى يوم النَّشر وسط عالم ممتلئ بالتحولات المثيرة والغريبة.
اسمحوا لي أن أصطحبكم إلى جولة داخل عقل المرأة في تلك المرحلة العمرية المهمة لعلَّنا نعرف تفاصيل التحديات التي تُواجهها وكيفية التعامل معها بطريقة إيجابية.
المرأة الأربعينية والاستقرار المهني
أول شيء ملموس تُحققه المرأة الأربعينية هو الاستقرار، سواء كان مهنيًّا أو عائليًّا؛ ففي تلك المرحلة العُمرية تجد المرأة نفسها مستقرةً مِهنيًّا، لديها توازن معقول بين طبيعة عملها ومهامها الأُسرية، فتراها قد نضجت ووصلتْ إلى الحَدِّ الذي يجعلها تُوائم بين عملِها ورعايتها لأسرتها وعائلتها.
المرأة الأربعينية وتأكيد الذات
إذا وصلت المرأة إلى سن الأربعين تراها تبحث عن شيء مهم، وهو تأكيد ذاتها، فبَعد نضوجها فكريًّا وزيادة خبرتها المهنية نراها متوازنة في التعامل مع الآخرين؛ إذ تزداد ثقتُها بنفسها وقدراتها، بعد تولُّد خبرات عديدة نتيجة عملها خلال سنين عديدة.
التحولات الجسدية والذهنية للمرأة الأربعينية
إذا دخلتِ المرأةُ في دائرة الأربعين نراها تُواجه تغيرات جسدية وعقلية في آنٍ واحد؛ ما يتطلَّب منها أن تفكر في استعادة استكشاف الجديد في شخصيتها، ومعلوم أن بَعد سن الأربعين تَقِلّ نِسبة الحرق المسماة بـ«الأَيْض»؛ مما يترتب عليه احتمالية زيادة الوزن، وظهور بعض التجاعيد البسيطة التي تبدأ في التنامي؛ وذلك يجعل المرأة في حالة مزاجية سيئة إن لم تتقبَّل الوضع الجديد؛ إذ هي حديثة عَهْد بتلك التغيرات، لكن مع تغيُّر الجسد هناك نمو ونضوج ورزانة عقلية لا بأسَ بها.
هذه المرحلة العمرية فُرصةٌ للإبداع والاستكشاف؛ فهي مرحلة اكتمال العقل، فباستطاعة المرأة تحقيق أحلامها التي طالما أجَّلتها، كما يمكنها اكتشافُ مواهب جديدة بعد التفكير بهدوء وتروٍّ.
مميزات المرأة الأربعينية
المرأة الأربعينية هي رمز للإصرار والقوة والصلابة؛ فرغم التغيرات الجسدية التي تطرأ عليها؛ فإن هناك نساء كثيرات يزددن جمالًا ورِقَّةً وعذوبةً بعد الأربعين، لكن المؤكد أنها تحتاج في تلك المرحلة إلى الدعم والتقدير والتشجيع من الرجل لمواصلة تقدُّمها والاستمرار في نجاحها.. ويجب أن نضع نصبَ أعيننا تلك الجملة القائلة بأن «العمر مُجرَّد رقم يوضع في بطاقة الرقم القومي»، ولا ينبغي لنا الوقوف أمام الأرقام كثيرًا حتى لا يؤثر ذلك سلبيًّا في تقدمنا ونجاحنا.
إذن سن الأربعين له ميزاته التي تحدَّثنا عن بعضها، وهناك نساء كثيرات برزن في مجالات عديدة في تلك المرحلة العمرية المهمة، سواء سياسية أو اجتماعية أو طبية أو غير ذلك؛ ما يؤكد أهمية تلك المرحلة، ووجوب استثمارها الاستثمار الأمثل حتى نُحقِّق ما لم نُحقِّقه في العشرينيات أو الثلاثينيات أو ما قبل الأربعين.
