علمت جريدة هسبريس الإلكترونية، من مصادر طبية في مدينة طنجة، أن عدد الإصابات بداء الحصبة المعروف في الأوساط الشعبية باسم “بوحمرون” يواصل الارتفاع بين ساكنة المنطقة، إذ يقدر بالمئات وسط تحديات كبيرة تهدد الساكنة مع استمرار حالة النفور والامتناع عن التلقيح ضد الوباء الشديد العدوى.
وقال المصدر المسؤول بإحدى المؤسسات الصحية في مدينة البوغاز، في تصريح للجريدة، إن “عدد الإصابات في تزايد مستمر، ويقترب من 2000 حالة بالإقليم”، مؤكدا أن الأيام الأخيرة تعرف توافد الحالات من مختلف الأعمار ويتلقون وصفة العلاج ويغادرون.
وأضاف المصدر، الذي فضّل عدم كشف اسمه لأنه غير مخول له الحديث إلى الصحافة، أن “الوضع مثير للتساؤل والخوف، ونواجه تحديات على مستوى إقناع الناس بضرورة التلقيح ضد المرض”، مشددا على أن هذا الأمر هو “السبيل الوحيد للحد من انتشار الداء، وأي تهاون سيضعنا أمام ارتفاع الإصابات بشكل كبير في المستقبل والوفيات أيضا”.
وزاد المصدر عينه مبينا: “نستغرب كيف أن المواطنين يرفضون اللقاح بحجج ومبررات واهية”، معتبرا أن المجتمع باتت تسيطر عليه “الشائعات والتخويف من التلقيح وعواقبه رغم أن الخطر كله في عدم التلقيح ضد بوحمرون”.
ودعا المسؤول الصحي ساكنة إقليم طنجة إلى الإقبال الكثيف على تلقيح أبنائهم ضد بوحمرون من أجل حمايتهم أولا، وضمان عدم انتشار العدوى لدى الساكنة ثانيا، مشددا على أن أي شخص “ظهرت عليه أعراض بوحمرون أو خالط مصابا في العائلة أو مقر العمل عليه أن يلقح ضد الداء لتفادي مخاطره ومنع انتشاره بين أفراد أسرته ومحيطه القريب”.
وأشارت المعطيات التي حصلت عليها جريدة هسبريس الإلكترونية إلى أن مستشفى محمد الخامس وسط المدينة بات يستقبل ما بين 20 و30 إصابة ببوحمرون كل يوم، وهو مؤشر يبين أن الوباء نشط في المدينة ويتزايد بشكل مستمر.
ويعيش المغرب، منذ أسابيع، على إيقاع وضعية “غير عادية” لانتشار داء الحصبة، حيث سُجلت 25 ألف إصابة و120 وفاة منذ شتنبر 2023.
وقال محمد اليوبي، مدير مديرية علم الأوبئة ومحاربة الأمراض بوزارة الصحة والحماية الاجتماعية، إن الوضعية الحالية لانتشار داء “بوحمرون” لدى المغاربة يمكن أن نطلق عليها وباء، مؤكدا أن الوضعية هي “غير عادية منذ شتنبر 2023″.
وحسب التوضيحات التي قدمها اليوبي ضمن تصريح سابق لهسبريس، فإن هناك انتشارا واسعا لـ”بوحمرون”، إذ منذ شتنبر 2023 تم تسجيل 25 ألف حالة؛ في حين كنا نسجل، في وقت سابق، ثلاث إلى أربع حالات سنويا”.
أما بالنسبة للوفيات، فقد أكد اليوبي أنه، إلى حدود يوم الأحد الماضي، توفي 120 شخصا نتيجة مضاعفات “بوحمرون”، مفيدا بأن هؤلاء الأشخاص من جميع الفئات؛ لكن أغلبهم هم أطفال أقل من خمس سنوات وحتى الأشخاص البالغين أكثر من 37 سنة”.