تصدرت تصريحات اللاعب المغربي حمزة إيغمان، المحترف في صفوف فريق رينجرز الاسكتلندي، الصفحات الأولى للصحف ووسائل الإعلام، وذلك بعد أن عبر عن صعوبة انضمامه إلى المنتخب الوطني المغربي في معسكر شهر مارس القادم، على الرغم من الأداء المتميز والمستويات العالية التي يقدمها مع ناديه الاسكتلندي.
وكشفت تصريحات اللاعب الشاب، البالغ من العمر 22 عامًا، عن قوة المنافسة الشديدة داخل المنتخب المغربي الأول، وذلك بسبب وفرة المواهب الكروية المغربية في مختلف الدوريات الأوروبية والعالمية. كما زادت هذه التصريحات من الضغط على وليد الركراكي، مدرب المنتخب الوطني المغربي، الذي يستعد للإعلان عن قائمة اللاعبين الذين سيتم استدعاؤهم لخوض المباراتين الهامتين ضد منتخبي النيجر وتنزانيا، وذلك ضمن منافسات التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2026.
وأكد حمزة إيغمان، في حوار صحفي مع موقع “أونز مونديال” الفرنسي، أن الانضمام إلى المنتخب المغربي وتمثيله ليس بالأمر الهين أو السهل، حيث قال: “في المغرب، هناك عدد كبير من اللاعبين الموهوبين والمميزين، لذلك فإن المنافسة على المراكز في المنتخب صعبة للغاية، فكل مواطن مغربي يحلم بتمثيل بلاده والدفاع عن ألوانها، ولكن يجب أن تكون في قمة مستواك لتنال شرف الانضمام إلى صفوف المنتخب الوطني”.
وعلى الرغم من اعترافه بصعوبة المهمة، إلا أن حمزة إيغمان أبدى حماسًا كبيرًا ورغبة قوية في الدفاع عن ألوان المنتخب المغربي الملقب بـ “أسود الأطلس”. وأضاف المهاجم السابق لنادي الجيش الملكي المغربي: “سأكون كاذبًا إذا قلت إنني لا أفكر في الدفاع عن ألوان وطني المغرب، بالتأكيد أفكر في ذلك وأطمح إليه، ولكن ما زال أمامي الكثير من الوقت للعمل بجد واجتهاد، وذلك لجعل المدرب وليد الركراكي يرغب في استدعائي ويقتنع بمستواي وأدائي داخل الملعب”.
تأتي تصريحات حمزة إيغمان في وقت حرج ومهم بالنسبة للمدرب وليد الركراكي، الذي يواجه مهمة صعبة ومعقدة في اختيار قائمة اللاعبين الذين سيشاركون في المباراتين القادمتين ضد منتخبي النيجر وتنزانيا. وتشير هذه التصريحات إلى الرغبة الكبيرة التي يمتلكها إيغمان في تمثيل المنتخب الوطني، إلا أنها في الوقت نفسه تضع الركراكي أمام صعوبة إضافية في حسم قائمة اللاعبين المدعوين لمعسكر شهر مارس، خاصة وأن اللاعب يواصل تقديم أداء مميز ومستويات رائعة مع فريق رينجرز الاسكتلندي، حيث بدأ يثبت نفسه كأحد أبرز اللاعبين في الدوري الاسكتلندي الممتاز.
وقد شارك لاعب رينجرز في 25 مباراة خلال الموسم الحالي، تمكن خلالها من تسجيل 13 هدفًا وصناعة 3 أهداف أخرى لزملائه. وعلى الرغم من عدم تلقيه أي اتصال رسمي حتى الآن من الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، أشار إيغمان إلى أن تركيزه منصب حاليًا على تطوير أدائه ورفع مستواه مع ناديه الحالي. وقال اللاعب: “ما زال أمامي الكثير لأثبته وأقدمه لكسب ثقة المدرب وليد الركراكي في المستقبل، أنا أركز بشكل كامل على عملي مع رينجرز، وأدرك تمامًا أن الاستدعاء للمنتخب يحتاج إلى عمل شاق ومستمر وإلى تقديم أداء ثابت ومميز”.
ويشهد المنتخب المغربي حاليًا فترة ذهبية وازدهار كبير بعد الإنجاز التاريخي الذي حققه في بطولة كأس العالم 2022 في قطر، بوصوله إلى الدور نصف النهائي من البطولة، حيث يمتلك الفريق مجموعة رائعة من النجوم الذين يلعبون في أفضل وأقوى الأندية الأوروبية. هذا التنوع الكبير والثراء في الخيارات المتاحة يشكل ضغطًا كبيرًا على المدرب وليد الركراكي، الذي يتعين عليه الموازنة بعناية بين الاعتماد على اللاعبين الأساسيين الذين خاضوا منافسات كأس العالم، ومنح الفرصة في الوقت نفسه للعناصر الشابة والواعدة مثل حمزة إيغمان لإثبات جدارتهم وقدراتهم.
ويعكس حديث حمزة إيغمان إصرارًا وعزيمة قويين على تحقيق حلمه بارتداء قميص المنتخب الوطني المغربي وتمثيل بلاده في المحافل الدولية، ولكنه في الوقت نفسه يظهر وعيًا وإدراكًا بأن تحقيق هذا الهدف يتطلب المزيد من العمل والجهد والمثابرة. ومن جهته، سيجد المدرب وليد الركراكي نفسه أمام تحدٍ كبير لإدارة هذه التطلعات المتزايدة من اللاعبين الشباب الذين يرغبون في إثبات أنفسهم على الساحة الدولية وتمثيل المنتخب الوطني.