تعتبر متلازمة داون من القضايا الصحية المهمة التي تثير اهتمام المجتمع في جميع أنحاء العالم،إن فهم هذه الحالة يتطلب دراسة عميقة للأبعاد الطبية والاجتماعية والنفسية المرتبطة بها،في هذا المقال، سوف نستعرض أحاديث شريفة تتعلق بالرحمة تجاه أصحاب العلل، ونعرض أيضًا أسباب الإصابة بمتلازمة داون، وطرق التشخيص والدعم اللازم للمصابين،كما سنسلط الضوء على أهمية الدعم المجتمعي والعائلي لهذه الفئة،تهدف هذه الدراسة إلى تعزيز الوعي والتعاطف مع المصابين بمتلازمة داون.
حديث شريف عن متلازمة داون
تتعدد الأحاديث التي تتعلق بالرحمة والمواساة لأصحاب العلل، ولكن لا يوجد حديث شريف يتناول متلازمة داون بشكل مباشر،ومع ذلك، نجد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تحدث عن قيمة العلم والمواساة، حيث روى عن عائشة رضي الله عنها “إنَّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ أوحى إليَّ أنَّهُ من سلَكَ مَسلَكًا في طلبِ العلمِ سَهَّلتُ لهُ طريقَ الجنَّةِ؛ ومن سلَبتُ كريمتيهِ أثَبتُهُ عَليهما الجنَّةَ.” وتعبر هذه الأقوال عن روح التعاون والتعاطف التي يجب أن تسود تجاه من يعانون من حالات خاصة.
بالإضافة إلى ذلك، نجد في حديث آخر عن عائشة رضي الله عنها أن الرسول الكريم قال “ما من مسلمٍ يُشاك شوكةً فما فوقها إلا كُتِبتْ له بها درجةٌ ومُحِيَتْ عنه بها خطيئةٌ.” وهذا يعكس أهمية تحمل الآلام والمصاعب، وهو ما ينطبق على المصابين بمتلازمة داون.
علاوة على ذلك، يتحدث الرسول عن تكريم النبي للمتضررين، حيث جاء عمرو بن الجموح إلى النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد وقال “يا رسولَ اللَّهِ مَن قُتلَ اليومَ دخلَ الجنَّةَ” فيجيب النبي بأنه نعم، في إطار دعمه ووقفته المشرفة مع الذين يتعرضون لصعوبات.
كما ينقل الحديث عن البركة في المصائب، حيث وضح النبي أن بعضهم إذا أقسم على الله أبره، مثل عمرو بن الجموح الذي كان يتوق إلى دخول الجنة رغم إعاقته.
من ناحية أخرى، نجد أن النبي يطبق أقواله عمليًا بتعزيز الحقوق، حيث استخلف ابن أم مكتوم، وهو أعمى، على المدينة، مما يدل على أنه كان يولي أهمية كبيرة للقدرات البشرية بغض النظر عن الإعاقة.
أسباب الإصابة بمتلازمة داون
- تعتبر متلازمة داون الحالة الأكثر شيوعًا من اضطراب الكروموسومات، حيث يولد الطفل المصاب بها من آباء أصحاء من جميع الأعراق.
- تحدث هذه الحالة نتيجة وجود خلل في عدد الكروموسومات، حيث يكون لدى الطفل ثلاثة كروموسومات من النوع 21 بدلاً من اثنين.
- لذا، فإن هذا الاضطراب يؤثر بشكل مباشر على تطور النمو، مما يعني أن الشفاء الفعلي منها هو أمر غير ممكن، نظرًا لجذورها في التركيب الجيني للطفل.
تشخيص متلازمة داون
- لا يتم تأكيد التشخيص بناءً على المظهر الخارجي فقط، بل يعتمد على إجراء اختبارات للدم تحلل عدد الكروموسومات.
- يتميز الأطفال المصابون بمتلازمة داون عادةً بجفون مائلة، وعدد من الصفات المميزة مثل الأسنان البارزة والأذان الصغيرة،ومع ذلك، قد يُظهر بعض الأطفال بعض هذه الميزات دون تشخيصهم بالمتلازمة.
- من المهم أن يتلقى الطفل فحوصات طبية شاملة بعد ولادته للتأكد من عدم وجود مشكلات في القلب والدورة الدموية التي عادةً ما تكون موجودة.
- يجب أن يتضمن الفحص عروضًا للسمع والبصر، حيث يعاني الكثير من الأطفال المصابين من صعوبات في التعلم نتيجة ضعف إدراكهم الحسي.
- كما يجب إجراء فحوصات للدورة الدموية، حيث إن حوالي ربع المصابين قد يتعرضون لوكيميا الدم الخلقي بحاجة لفحص دمٍ دقيق.
كيفية دعم المصابين بمتلازمة داون
- يعاني الأطفال المصابون بمتلازمة داون من ضعف التوتر العضلي، مما ينعكس بشكل مباشر على قدراتهم على الحركة والتفاعل الحركي.
- تهدف الخطط العلاجية إلى تمكين الأطفال من اتخاذ خطوات نحو الاستقلالية، حيث يمكن أن يكون تخصص العلاج بالمهن هو الحل لاستعادة مهاراتهم.
- ينبغي أن يتواجد الأخصائي لدعم تطوير مهارات الأطفال بالرعاية المطلوبة.
- تتضمن أهمية دعم الأسرة فهم طبيعة الحالة وكيفية توجيه الطفل للتعامل مع تميزه واختلاف نمط حياته عن باقي الأطفال، غير المصابين.
- يجب على الآباء ترك الفرصة للأطفال في اتخاذ قراراتهم، مثل اختيار الملابس والأنشطة الترفيهية.
- توفير مساحة آمنة للأطفال للتعبير عن مشاعرهم وامتلاك القدرة على حل مشاكلهم بأنفسهم.
- إعداد البيئة المحيطة ليكون الطفل في وضعية شخص عادي، مما يسمح له بالمشاركة في الأنشطة الاجتماعية المناسبة لقدرته.
- توعية المجتمع حول كيفية التعامل مع الأطفال المصابين وتعزيز تقدير حالاتهم الخاصة.
يتضح من خلال أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم ضرورة إحترام المرضى والمصابين، مما يعكس أهمية الدعم العائلي والمجتمعي،فالرحمة والمساعدة تشكلان أساسًا لتحسين الحالة النفسية للمصابين بمتلازمة داون، مما يساعدهم على مواجهة تحديات الحياة بشكل أفضل.
