خاص| اتهامات بن غفير لنتنياهو تكشف انقسامات إسرائيلية عميقة حول قضية الرهائن

نتنياهو وبن غفير

اتهم وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالتضحية بمصالح الرهائن الإسرائيليين المحتجزين لدى حركة حماس لتحقيق استقرار حكومته السياسية، وذلك في مقال نشرته صحيفة "هآرتس", ما أثار جدلًا واسعًا داخل إسرائيل بشأن استغلال القضايا الإنسانية لتحقيق مكاسب سياسية.

انقسامات سياسية تعمق الأزمة

قال النائب عصام هلال عفيفي، وكيل لجنة الشئون الدستورية والتشريعية بمجلس الشيوخ، في تصريح خاص لـ"بلدنا اليوم"، إن تصريحات بن غفير تعكس المشهد السياسي المعقد داخل إسرائيل، حيث أصبحت الانقسامات السياسية تطغى على الأولويات الإنسانية. 

وأشار إلى أن هذه الاتهامات تظهر حجم الصراعات الداخلية في حكومة نتنياهو، التي تواجه ضغوطًا شعبية ودولية متزايدة لإيجاد حل لقضية الرهائن.

تحليل للمشهد: التوترات السياسية تهيمن

وأوضح النائب أن الاتهامات المتبادلة بين الأطراف السياسية الإسرائيلية ليست جديدة، لكنها تبرز الآن بشكل أكثر حدة مع تعقد الأزمة الراهنة. 

ولفت إلى أن هناك عدة عوامل رئيسية تؤثر على هذا الملف:

الخلافات السياسية الداخلية

تعدد الأحزاب والائتلافات الهشة يدفع بعض الأطراف لاستغلال القضايا الحساسة، مثل ملف الرهائن، لتعزيز مكانتها أو التأثير على الرأي العام.

الرهائن كأداة ضغط: تأخير صفقة تبادل الرهائن قد يفسر كوسيلة لتحقيق مكاسب سياسية، مما يضر بصورة الحكومة أمام الجمهور.

تصريحات بن غفير

كون بن غفير شخصية مثيرة للجدل، فإن تصريحاته غالبًا ما تحمل طابعًا سياسيًا يسعى للضغط على نتنياهو أو التأثير على سير المفاوضات.

الأبعاد الإنسانية والسياسية

بالإضافة إلى ذلك، شدد عصام هلال على أن التعامل مع قضايا إنسانية مثل الرهائن يجب أن يكون بمنأى عن التجاذبات السياسية.

وأوضح أنه إذا صحت اتهامات بن غفير، فإن ذلك يعكس تفضيل المصالح السياسية على حقوق الإنسان، مما يثير انتقادات واسعة داخل وخارج إسرائيل.

السياق الإقليمي والدولي

وأضاف أن هذه التصريحات تأتي في وقت تتصاعد فيه التوترات بين إسرائيل وحماس، حيث أصبحت القضايا الإنسانية مثل ملف الرهائن أداة ضغط في المعادلة السياسية. 

وأكد أن تعامل حكومة نتنياهو مع هذه الأزمة سيؤثر بشكل مباشر على صورتها أمام المجتمع الدولي وثقة الجمهور في إدارتها للأزمات.

رؤية عامة للموقف

أكد النائب عصام هلال على أن هذه الاتهامات تكشف حجم التصدعات داخل الحكومة الإسرائيلية، مشددًا على أهمية التركيز على الحلول الدبلوماسية بعيدًا عن الاستغلال السياسي للقضايا الإنسانية.