في جزء أول، يجمع كتاب جديد خطب الفقيه المغربي خطيب مكناس الراحل أحمد بصري، تحت عنوان “الخطب المنبرية على نهج الكتاب والسنة النبوية”، وهو عمل جمعه معاذ بصري، قسّم في جزئه الأول خطب جمعة رئيس المجلس العلمي بمكناس عضو المجلس العلمي الأعلى بين “الشؤون العامة والقضايا الاجتماعية”، و”الأيام العالمة”، و”الحقوق الدولية”، و”الأعياد الدينية”.
يقول تقديم الكتاب إنه “بفضل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سادت الأمة الإسلامية بين سائر الشعوب، وطبقت شعائرها، وسمت أخلاق أفرادها؛ فصارت نموذجا حضاريا سلب العقول واستهوى القلوب، لينتشر بعد ذلك من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب. لكن ومع مرور الأزمنة تكالبت على هذه الأمة أزمات وعوامل أدت إلى انحراف العديد من أفرادها عن المسلك القويم، وضرب أهم عنصر في جوهرها ألا وهو مكارم الأخلاق”.
ثم استرسل التقديم قائلا: “فما أحوجنا اليوم ونحن نعيش مرحلة صعبة من تاريخ هذه الأمة إلى رص الصفوف من جديد، والنهوض مرة أخرى من هاته الكبوة، وذلك بتذكير الناس بدينهم الحنيف، وبما جاء به من أخلاق فاضلة تسمو بها النفوس. ومن هذا المنطلق شرع الإسلام خطبة الجمعة تذكيرا أسبوعيا للمؤمنين والمؤمنات، وتحذيرا من هوى النفس والشيطان، وتحفيزا على الالتزام بشريعة الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم”.
وأردف المؤلّف: “وعلى هذا الأساس، وتخليدا لذكرى الفقيد العلامة الفقيه أحمد بصري، جمعت هاته الخطب التي كان يلقيها كل جمعة سواء بالمسجد الأعظم بمكناس أو بمساجد أخرى بنفس المدينة، كنبراس يستضيء به طلبة العلم والأئمة وعامة الناس، وكثمرة خالدة لعلم كرس من أجله الفقيد حياته ليبثه بين صدور المسلمين”.
يذكر أن الفقيه أحمد بصري الراحل سنة 2021، كان عضو المجلس العلمي الأعلى ورئيس المجلس العلمي بمكناس سابقا، ويعرّفه كتاب “تراجم أعلام حاضرة مكناس في القرن العشرين” بالقول: “في سنة 1960 التحق بمهنة التعليم، حيث عمل أستاذا بالمعهد الإسلامي بمكناس، كما تقلد العديد من المهام التربوية والإدارية، أبرزها ناظر ومدير ثانوية الإمام مالك، إلى أن أحيل على المعاش سنة 1994”.
وتابع المصدر ذاته: “خلال هذه المسيرة كانت إشعاعات هامة في الوعظ والإرشاد والتدريس، فكانت حلقاته العلمية تلتئم في كل من جامع النجارين، ومسجد مولاي مليانة، ثم المسجد الأعظم، ناهيك عن خطبة الجمعة في كل هذه المساجد”.
ومن بين ما تذكره ترجمة الفقيد أنه “من بين المهام الوازنة التي أنيط بها، إلقاء نص الظهير الشريف الذي بمقتضاه تأسس المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، وذلك بأجدير”، بحضور الملك محمد السادس. وإلقاء خطبة الجمعة بحضور الملك “بمناسبة الزيارة الملكية لمدينة مكناس سنة 2000، وذلك بالمسجد الأعظم”.
