حرصت بوابة "الفجر" على تغطية الكشف الأثري الجديد للدكتور زاهي حواس في منطقة العساسيف بالأقصر، والذي وصفه حواس بأنه أحد أهم الاكتشافات الملكية منذ العثور على مقبرة توت عنخ آمون.
حضر الكشف عدد كبير من وسائل الإعلام والمسؤولين والجهات المعنية لما له من أهمية تاريخية وأثرية، كما أكد الدكتور محمد إسماعيل، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أهمية هذا الكشف وتأثيره العالمي.
وعلى هامش احتفالية عيد الأثريين التي انطلقت مؤخرًا، توجهت "الفجر" بسؤال إلى وزير السياحة والآثار، السيد شريف فتحي، حول غيابه عن حضور الكشف وعدم صدور بيان رسمي عن الوزارة، رغم أن الحدث جرى بالتعاون مع بعثة الدكتور زاهي حواس.
أوضح الوزير أن غيابه يعود إلى ترتيبات العمل داخل الوزارة، حيث لا يمكن حضور كل القيادات لكل الفعاليات. وأشار إلى أن الكشف حظي بتمثيل رسمي من الوزارة، من خلال حضور الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار والمستشار الإعلامي للوزارة، نيفين العارف، مؤكدًا اهتمام الوزارة بالحدث وتقديرها لأهميته.
وفيما يتعلق بعدم إصدار بيان رسمي، أشار الوزير إلى أنه تم نشر بيان عبر الحساب الرسمي للوزارة على موقع "فيسبوك"، إلا أن مراجعة الصفحة الرسمية للوزارة أظهرت تركيز المنشورات الأخيرة على اكتشافات أخرى، مثل اكتشافات سقارة التي أعلنت عنها الوزارة خلال الأيام الماضية، دون أي إشارة إلى كشف الدكتور زاهي حواس في العساسيف.
هذا وتثير هذه التصريحات تساؤلات حول التنسيق الإعلامي للفعاليات المشتركة، خاصة تلك التي تحظى باهتمام عالمي وتسهم في الترويج للسياحة الثقافية في مصر.
وبالرجوع لصفحة الوزارة الرسمية لم نجد منشورًا سوى الاكتشافات الرسمية للوزارة والتي تحققت على أيدي الأثريين المصريين ومنها اكتشافات سقارة منذ ثلاثة وأربعة وستة أيام مضت وتلك هي البيانات الحديثة الموجود بياناتها على الصفحة دون إشارة لكشف الدكتور زاهي حواس.
الكشف الأثري للدكتور زاهي حواس
زاهي حواس من الأقصر: نحن أمام أهم كشف ملكي منذ كشف مقبرة توت عنخ آمون
وأكد أن البعثة كشفت عن جزء من أساسات معبد الوادي الذي كان يقع عند مشارف الوادي وهو بوابة الدخول الرئيسية للمعبد الجنائزي للملكة حتشبسوت المسمى "جسر جسرو" والذي يعد أجمل المعابد الفرعونية على الإطلاق.
وأشار "حواس" ان البعثة عثرت على عدد كبير من نقوش معبد الوادي والتي تعد من أندر وأجمل نماذج فن النحت في عصر الملكة حتشبسوت وتحتمس الثالث، والتى لا يوجد مثيل لها في المتاحف المصرية سوى نماذج قليلة في متحفي الأقصر والمتروبوليتان، وتعد مجموعة النقوش الملكية المكتشفة حديثًا هي الأكمل على الإطلاق من بقايا معبد الوادي والذي تعرض للهدم خلال عصر الرعامسة والأسرة التاسعة عشرة.
قال عالم الآثار المصرية الدكتور زاهي حواس رئيس البعثة الأثرية المشتركة التابعة لمؤسسة زاهي حواس للآثار والتراث بالتعاون مع المجلس الأعلى للآثار _وزارة السياحة والآثار عن العديد من الإكتشافات الأثرية.
الكشف بقايا معبد الوادي للملكة حتشبسوت
الكشف مقبرة المدعو جحوتي مس
المشرف على قصر الملكة تتي شيري الجدة الكبرى لملوك الأسرة الثامنة عشرة التي توصف بالعصر الذهبى للحضارة المصرية القديمة.
الكشف عدد من المقابر الصخرية من عصر الدولة الوسطى
الكشف عدد من أبيار الدفن من عصر الأسرة السابعة عشرة*
الكشف جزء من جبانة بطلمية ممتدده
معبد الوادي للملكة حتشبسوت (١٤٧٩ – ١٤٥٨ قبل الميلاد)*
قال حواس إن البعثة عثرت على عدد من المقابر الصخرية من عصر الدولة الوسطى (٢٠٥٠ – ١٧١٠ قبل الميلاد)، وكشفت بموقع معبد الوادي عن التسلسل التاريخي للموقع والذي بدأ إشغاله في عصر الدولة الوسطى وإستمر حتى بداية الأسرة الثامنة عشرة عندما أمر المهندس الملكي سنموت بوقف الدفن في المنطقة وإختاره لها كموقع لتشييد معبد الوادي وجزء من إمتداد الطريق الصاعد الذي يربط بين معبد الوادي والمعبد الجنائزي، قام سنموت بدفن هذة الجبانة أسفل كميات كبيرة من الرمال وذلك ضمن أعمال تمهيد الموقع لتشييد معبد الوادي.
وأضاف ان البعثة عثرت علي عدد من المقابر الصخرية التي تعود لعصر الأسرة الدولة الوسطى وعثر بها على عدد من القطع الأثرية المهمة ومنها موائد القرابين المصنوعة من الفخار وعليها مجسمات للقرابين من خبز ونبيذ ورأس وفخذ الثور، وتعد هذة الموائد من الأثار المميزة لعصر الدولة الوسطى.
واوضح أنه تم الكشف ايضا عن عدد من أبيار الدفن من عصر الأسرة السابعة عشرة (١٥٨٠ – ١٥٥٠ قبل الميلاد) المنحوتة في الصخر والتي تعود لعصر الأسرة السابعة عشرة وعثر بداخلها على عدد من التوابيت الخشبية بالهيئة الإنسانية والتي تعرف بالتوابيت الريشية وهي المميزة لعصر الأسرة السابعة عشرة ومن أهم تلك التوابيت تابوت لطفل صغير مغلق وموثق بالحبال والتي لا تزال على هيئتها منذ دفنها قبل ٣٦٠٠سنة. وبجانب تلك التوابيت تم العثور على حصير ملفوف لا يزال بهيئتة المكتشف عليه وتعد البعثة حاليًا برنامج خاص لترميمة ونقله للعرض بمتحف الحضارة، حيث قامت البعثة المصرية بنقل واحد من أهم مكتشفاتها وهو سرير من الخشب والحصير المجدول إلى متحف الحضارة في موسم الحفائر الماضى ٢٠٢٣ – ٢٠٢٤ والذي يعود إلى تلك الفترة وكان يخص أحد حراس الجبانة حيث عثر عليه في حجرة صغيرة مخصصة لإعاشة حرس الجبانة.
وأشار الدكتور حواس إلى إنه تم العثور على أقواس الرماية الحربية واحد من المكتشفات المهمة للبعثة المصرية والتي تشير إلى وظيفة أصحاب هذة القبور وخلفيتهم العسكرية وكفاحهم لتحرير مصر من الهكسوس.كما تم العثور علي مقبرة المدعو جحوتي مس، المشرف على قصر الملكة تتي شيري الجدة الكبرى لملوك الأسرة الثامنة عشرة التي توصف بالعصر الذهبى للحضارة المصرية القديمة.
وكشفت البعثة عن مقبرة المشرف على قصر الملكة تتي شيري جدة الملك أحمس محرر مصر من الهكسوس وأم والده الملك سقننرع أول ملك شهيد في حرب الكفاح والتحرير من أهم الإكتشافات الأثرية التي تلقي كثير من الضوء على تلك الفترة المهمة من تاريخ مصر والتي لم يعثر لها على كثير من الأثار، وتؤرخ المقبرة بالعام التاسع من حكم الملك أحمس الأول (١٥٥٠ – ١٥٢٥ قبل الميلاد) كما أكد التاريخ المكتوب على اللوحة الجنائزية لجحوتي مس التي عثر عليها بالمقبرة.
تخطيط المقبرة
المقبرة لها تخطيط بسيط عبارة عن حجرة مربعة منحوتة في الصخر تتقدمها مقصورة من الطوب اللبن المكسو بطبقة من الملاط الأبيض ولها سقف مقبي. وداخل حجرة المقبرة عثر على بقايا رسوم ملونة باللون الأحمر على طبقة من الملاط الأبيض. وفي أرضية الحجرة عثر على بئر مستطيل يودي إلى حجرتي دفن. وفي البئر تم العثور على مائدة قرابين من الحجر الجيري وكذلك على اللوحة الجنائزية لصاحب المقبرة جحوتي مس.
وعلى الرغم من اللقب المهم الذي كان يحمله صاحب المقبرة بوصفة المشرف على قصر الملكة تتي شيري أهم وأقوى ملكة في التاريخ المصري القديم إلا أن هيئة وبساطة المقبرة تعطي الكثير من المعلومات الإقتصادية عن بدايات الأسرة الثامنة عشرة والتي جاءت بعد حروب مريرة من أجل التحرير إستنزفت إقتصاد الدولة.
واكد "حواس" إنه تم الكشف جزء من جبانة بطلمية ممتدده شغلت موقع الطريق الصاعد ومعبد الوادي وشيدت مقابرها من الطوب اللبن وأجزاء من حجارة معبد الملكة حتشبسوت هذة الجبانة كان قد تم الكشف بعض من أجزائها عن طريق بعثات أجنبية في بدايات القرن الماضي ولم يتم توثيقها بشكل مناسب.
كما كشفت البعثة المصرية عن عدد كبير من الأثار من تلك الفترة ومنها عملات برونزية تحمل صورة الإسكندر الأكبر وتعود لعصر بطلميوس الأول (٣٦٧ - ٢٨٣). وكذلك تم العثور على آلعاب أطفال من التراكوتا (الطين المحروق) وبأشكال أدمية وحيوانية، وكذلك عدد من قطع الكارتوناج والماسكات الجنائزية التى كانت تغطي المومياوات وعدد كبير من الجعارين المجنحة والخرز والتمائم الجنائزية.