تشهد صناعة السيارات العالمية مجموعة من الاستدعاءات المهمة في السنوات الأخيرة، مما يبرز الجهود المتواصلة من قبل الشركات الكبرى مثل تسلا وفورد لمعالجة مشكلات فنية قد تعرض سلامة السائقين والركاب للخطر،تتنوع هذه الإشكاليات بين أعطال في أنظمة مراقبة ضغط الإطارات ونظام الوسائد الهوائية، وصولاً إلى مشاكل في البطاريات وأنظمة التوجيه، مما يوضح التحديات التي تواجهها الصناعة في المواءمة بين الابتكار التكنولوجي ومتطلبات السلامة الصارمة.
تسلا تستدعي أكثر من 77 ألف سيارة في الصين
أعلنت شركة تسلا، يوم الثلاثاء، عن استدعاء 77,650 سيارة من طرازات “3” و”واي” التي تم تصنيعها في الصين، وذلك لمعالجة مشكلة برمجية تتعلق بسلامة ضغط الإطارات،وأوضحت هيئة تنظيم السوق الصينية أن هذه المشكلة قد تمنع عرض ضغط الإطارات على شاشة المركبة فور تشغيلها، مما دفع الشركة للامتثال للوائح المحلية المتعلقة بالسلامة،بخلاف ذلك، شملت عمليات الاستدعاء 63 سيارة مستوردة من طرازات “إس” و”إكس” في الصين، بسبب مشكلات في الوسائد الهوائية الأمامية للسائق.
استدعاءات سابقة من تسلا
لم تكن هذه هي المرة الأولى التي تواجه فيها تسلا قضايا تتعلق بالاستدعاءات، ففي 20 ديسمبر، استدعت الشركة 694,304 سيارة في الولايات المتحدة بسبب عيوب في نظام مراقبة ضغط الإطارات لطرازات “3” و”واي” و”سايبرترك”،كما أعلنت في نوفمبر عن استدعاء 2,400 وحدة من طراز “سيبرتراك” بسبب خلل قد يزيد من احتمالية حدوث مشكلات طبية،وفقاً للتقارير، بلغ عدد السيارات التي استدعتها تسلا خلال الربع الثالث من عام 2025 أكثر من 1.85 مليون سيارة، وهو رقم قياسي في الولايات المتحدة.
فورد تواجه مشكلات مشابهة
بجانب تسلا، تستعد شركة فورد لاستدعاء أكثر من 20,484 سيارة هجينة من طرازات “إسكيب” و”لينكولن كورسير” من إنتاج عامي 2020 إلى 2025، وفقاً لتقارير الإدارة الوطنية لسلامة المرور على الطرق السريعة في أمريكا،وتعود هذه الاستدعاءات إلى المخاوف المتعلقة ببطاريات الجهد العالي، التي قد تحتوي على عيوب تصنيع تؤدي إلى حدوث ماس كهربائي داخلي وفشل في أداء البطارية،كما أعلنت فورد هذا الشهر عن استدعاء آخر يشمل 11,922 سيارة بسبب عيوب في صامولة ذراع التحكم العلوي الأمامي، والتي قد تسبب فقدان السيطرة على التوجيه.
ارتفاع الاستدعاءات في عام 2025
بلغ إجمالي السيارات التي استدعتها شركة فورد في عام 2025 حوالي 2.83 مليون سيارة، مما يعكس استمرار التحديات المتعلقة بالسلامة في القطاع،إلى جانب الاستدعاء الأخير الذي شمل أكثر من 20,000 سيارة، وفقاً للإدارة الوطنية لسلامة المرور،يعد هذا الاتجاه في الاستدعاءات تعبيراً عن الجهود الدؤوبة التي تبذلها الشركات لضمان سلامة العملاء، بينما تسعى إلى تحسين معايير التصنيع والابتكار في عالم السيارات المتطور.
من الواضح أن صناعة السيارات تواجه تحديات متعددة تتعلق بالسلامة، إذ تتطلب هذه المواقف استجابة سريعة وفعالة من الشركات،إن التزام كل من تسلا وفورد بتحسين السلامة من خلال إجراءات الاستدعاء يعكس أولوية الحفاظ على أرواح المستهلكين،تؤكد هذه الأحداث أيضاً على أهمية تطبيق القوانين والتشريعات التي تحكم هذه الصناعة، مما يؤمن للمستخدمين الثقة في خياراتهم ويضمن استمرار الابتكار التكنولوجي في إطارٍ آمن وموثوق.
