تعتبر صحة القلب والأوعية الدموية من أهم جوانب الصحة العامة، ولعل ارتفاع ضغط الدم من أهم العوامل المؤثرة فيها،إن التعرف على كيفية معرفة ما إذا كان ضغط الدم مرتفعًا يعد أمرًا حيويًا للعديد من الأشخاص الذين يعيشون مع هذا المرض المزمن،حيث قد لا يشعر العديد من المصابين بارتفاع ضغط الدم بأي أعراض تذكر، مما يجعل من الضروري فهم الإشارات والأعراض المرتبطة به لضمان اتخاذ الخطوات المناسبة للحد من المخاطر الصحية،سنستعرض في هذا المقال كيفية التعرف على ارتفاع ضغط الدم، وأعراضه وتأثيراته المختلفة، بالإضافة إلى كيفية قياسه والعوامل المؤثرة عليه.
كيف اعرف ان ضغطي مرتفع
القلب هو العضو الأكثر أهمية في الجسم، حيث يقوم بضخ الدم إلى جميع الأجزاء من خلال شبكة من الأوعية الدموية،يتطلب هذا الضخ قوة كافية التي تؤدي إلى ضغط معين على جدران تلك الأوعية، وهذا الضغط يتم قياسه بشكل دوري للتأكد من عدم تجاوزه المعدلات الصحية،عرفنا أن مستوى ضغط الدم الطبيعي يتراوح عمومًا بين 120/80 ملم زئبق، وإذا تجاوز ضغط الدم الانقباضي 140 أو ضغط الدم الانبساطي 90، فإن الشخص يعاني من ارتفاع ضغط الدم.
تتوزع أسباب ارتفاع ضغط الدم على فئتين ارتفاع ضغط الدم الأساسي والذي لا توجد له أسباب واضحة، أما النوع الثاني أي الضغط الثانوي فيحدث بسبب أعراض أو ظروف صحية محددة مثل أمراض الكلى أو اضطرابات الغدة الدرقية،لذلك، من الأهمية بمكان أن يكون الأفراد مدركين لأهمية الفحص الدوري لضغط الدم.
عندما يتجاوز ضغط الدم الحدود الطبيعية، يحتاج القلب إلى بذل جهد إضافي لضخ الدم، مما يؤدي إلى الضغط الإضافي على الشرايين،مع مرور الوقت، يمكن أن يسبب هذا الأمر مشاكل صحية خطيرة مثل الجلطة أو السكتة الدماغية، لذا فإن معرفة كيفية التعرف على ارتفاع ضغط الدم يعد أمرًا حيويًا لتفادي هذه المخاطر.
أعراض ضغط الدم المرتفع
بعد أن تطرقنا إلى كيفية التعرف على ارتفاع ضغط الدم، يُعتبر من الضروري معرفة الأعراض المرتبطة به،يشير العديد من المتخصصين إلى أن ثلثي الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم لا يعرفون إصابتهم بذلك، وغالبًا ما تتم معرفتهم له بشكل عرضي،يعاني البعض من أعراض واضحة، بينما لا تظهر على البعض الآخر أي علامات تدل على وجود المرض،الأمر الذي يبرز أهمية الفحوصات المنتظمة لقياس ضغط الدم كجزء من العناية بالصحة العامة.
تشمل الأعراض الشائعة لارتفاع ضغط الدم ما يلي
- الصداع الشديد والمتكرر.
- الشعور بالتعب والإعياء.
- الدوخة والارتباك.
- آلام الصدر أو الوخز فيه.
- وجود دم في البول.
- تسارع نبضات القلب.
- صعوبة في التنفس.
- الشعور بوخز في الأذنين أو الرقبة.
- حدوث اضطرابات في الرؤية.
- نزيف الأنف.
- عدم انتظام ضربات القلب.
توجد بعض الأعراض النادرة التي قد تظهر لدى بعض المرضى، ومن ضمنها
- كثرة العصبية والانفعالات.
- الشعور بالتعرق الشديد.
- احمرار الوجه.
- هبات ساخنة.
- ظهور بقع دموية في العين.
كيفية قياس الضغط بدون جهاز قياس الضغط
إذا لم يكن لديك جهاز قياس ضغط الدم، فلا يزال هناك طرق يمكنك من خلالها محاولة معرفة حالتك،تشمل تلك الطرق
- يمكن الضغط بلطف على شرايين الحنجرة وعد المرات التي تشعر فيها بالنبضات،إذا كانت عدد النبضات تتخطى 60-70 في الدقيقة، فهذا مؤشر على ارتفاع الضغط.
- تحسس نبضات الشرايين في منطقة الفخذين، إذا كان عدد النبضات أكثر من 70-80 في الدقيقة، فقد يشير ذلك إلى ارتفاع ضغط الدم.
- يمكن أيضًا التحسس بضربات المعصم، حيث يجب متابعة النبضات،إذا انخفضت أو زادت عن 80، فهذا قد يدل على ارتفاع الضغط.
العوامل التي تزيد من ارتفاع ضغط الدم
تؤثر عدة عوامل في ضغط الدم، بعض هذه العوامل خارجة عن السيطرة مثل العوامل الوراثية، بينما يمكن تجنب أخرى،من بين هذه العوامل التي تزيد من فرص الإصابة بارتفاع ضغط الدم
- الاستعداد الوراثي.
- السمنة و الوزن.
- قلة النشاط البدني والكسل.
- الإفراط في تناول الكحول.
- استهلاك الملح.
- نقص البوتاسيوم في النظام الغذائي.
- العوامل النفسية والإجهاد.
كيفية علاج ضغط الدم المرتفع
يتم علاج ضغط الدم المرتفع من خلال تشخيص دقيق من قبل الأطباء وتقديم الأدوية المناسبة،يشمل العلاج أيضًا تحسين نمط الحياة، مثل تناول الفواكه والخضروات، غذاء صحي ومتوازن، بالإضافة إلى ممارسة الرياضة بانتظام وتحسين سلوكيات التغذية،يجب أيضًا الحرص على شرب كميات كافية من الماء.
نصائح لمرضى ضغط الدم المرتفع
- عند قياس ضغط الدم، يجب أن يكون الذراع ممدودًا ومسترخيًا.
- يجب تجنب تناول المنبهات والكافيين قبل القياس بنصف ساعة.
- من المهم أن يجلس المريض في وضع هادئ قبل أخذ القياس، مع وضع القدمين على الأرض والذراع في مستوى القلب.
- يفضل عدم التحدث أثناء القياس، ويمكن قياس الضغط مرتين مع فاصل مدته خمس دقائق بين القياسات.
- إذا كان الفرق بين القياسين أكثر من 5 درجات، يجب إعادة القياس مرة أخرى.
إن التعرف على كيفية معرفة ارتفاع ضغط الدم يعد جزءًا أساسيًا لعلاج فعّال، والوعي بالأعراض والعوامل المؤثرة يمكن أن يساعد كثيرًا في تجنب المضاعفات الخطيرة،من الضروري أن يتحلى الأفراد بحسٍ عالٍ من الوعي واتباع النصائح والضوابط للحفاظ على مستويات ضغط الدم ضمن الحدود الطبيعية.
