ميلاد السيد المسيح , تعد كنيسة القيامة للأقباط الكاثوليك في مدينة المنيا الجديدة من أبرز الأماكن التي تجمع بين التراث المسيحي والهوية المصرية القديمة .
مغارة ميلاد السيد المسيح
في هذا العام ، تم تصميم مزود الميلاد بشكل فريد من نوعه، حيث قام القائمون على الكنيسة بتقديم فكرة مبتكرة تدمج بين الحضارة الفرعونية والإيمان المسيحي .
تحت شعار “هويتنا في مغارتنا”، كان المزود هذا العام في قلب تصميم مستوحى من أهرامات مصر، مما يعكس عمق ارتباط المصريين بهويتهم التاريخية والثقافية .
مزود ميلاد السيد المسيح في شكل الهرم مع المسلتين الفرعونيتين
الأب أنطون فؤاد ، راعي كنيسة القيامة ، أوضح أن الفكرة هذا العام جاءت لتعكس الارتباط العميق بالهوية المصرية .
تم تصميم المغارة داخل هرم ، وهو تصميم غير معتاد يعكس عراقة التاريخ المصري . كما تمت إضافة مسلتين فرعونيتين على جانبي المغارة ، مكتوب عليهما بالحروف الهيروغليفية القديمة عبارة “المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة”، وذلك لنقل رسالة سلام ومحبة تنبع من التراث المصري القديم.
الهدف من هذه الفكرة كان التأكيد على أن الإيمان المسيحي ليس منفصلًا عن الهوية المصرية، بل هو جزء منها، مع الاعتزاز باللغة المصرية القديمة التي تطورت لتصبح اللغة القبطية.
الهوية المصرية المسيحية تلاقي التاريخ والدين
في حديثه عن أهمية هذا التصميم ، أشار الأب أنطون إلى أن المصريين مسيحيين كانوا قبل كل شيء مصريين .
وقال: “إيماننا المسيحي لا يتناقض مع هويتنا المصرية، بل يعززها”. فالحضارة المصرية القديمة كانت تتميز بالسلام والجمال ، وهي قيم يعتز بها جميع المصريين بغض النظر عن دياناتهم .
يضاف إلى ذلك أن الكنيسة لا ترى في تصميم المغارة مجرد مشهد ديني، بل رؤية ثقافية تمزج بين تاريخ مصر العريق والإيمان المسيحي، مما يبعث برسالة قوية بأن الدين لا يفصلنا عن هويتنا الوطنية.
من جانبه، قال ياسر عماد، أخصائي التنمية وأحد المشاركين في تصميم ماكيت المغارة ، إن هذا التصميم يعبّر عن الفخر بالهوية المصرية.
وأضاف: “عندما نعرّف أنفسنا كأقباط مسيحيين كاثوليك، فإننا نبدأ أولاً بالكلمة المصرية. نحن مصريون قبل أن نكون مسيحيين، وهذه هي رسالتنا في هذا العام”. تأكيدًا على هذه الرسالة، كانت المغارة التي تم تصميمها هذا العام تعبيرًا عن الاحتفاء بالحضارة الفرعونية من خلال الدمج بين الرموز الفرعونية والهويات المسيحية.