تحولت مدينة تنغير إلى مشهد يشبه بحيرات وسط الصحراء القاحلة، وذلك بسبب الأمطار الغزيرة التي هطلت على المدينة طيلة الليلة الماضية وإلى غاية زوال اليوم الاثنين، وكانت كاشفة لهشاشة البنية التحتية وعجز الجهات المختصة في إدارة الأزمات.
الشوارع الرئيسية والأزقة في تنغير تحولت إلى برك مائية وأوحال طينية، مما شكل خطرا حقيقيا على المنازل وحركة السير والجولان، وهذا الوضع لم يكن مفاجئا للسكان الذين يرجعونه إلى “التجاوزات والخروقات” في مراقبة الأشغال.
ويرى عبد الكريم موجان، فاعل جمعوي بمدينة تنغير، أن الأمطار التي عرفتها المدينة طيلة الليلة الماضية وصباح اليوم كشفت عن هشاشة البنية التحتية بعدد من الأحياء والشوارع والأزقة، وعلى وجه الخصوص شارع قاسم الزوهري وشارع تعاونية الحليب وبئر إنزران، ووسط المدينة، مضيفا أن “هذه الأمطار كشفت المستور، ويجب فتح تحقيق في جودة الأشغال”، بتعبيره.
وعاب المتحدث ذاته المشاكل التي تتخبط فيها البنية التحتية بمدينة تنغير، خاصة أنه لم تكن هناك لجنة مختصة لمراقبة ورش التجهيز الحضري من قبل، مضيفاً أن “النقص في المراقبة أدى إلى تآكل الطرق وتحويلها إلى عقبات تعرقل السير والجولان، مما تسبب في معاناة كبيرة للمواطنين سواء كانوا راجلين أو راكبين”، بتعبيره.
هذه الأمطار رغم إيجابياتها الكثيرة، خاصة على المجال الفلاحي والرعوي، إلا أنها كانت محملة بالمآسي والأحزان، وفضحت خروقات وغش المسؤولين ولا مبالاتهم بمصالح المواطنين، حسب تصريح لعائشة همري، من ساكنة المدينة، مضيفة أن “المواطنين بشاحناتهم وسياراتهم غرقوا في حفر وبرك مائية، مما كشف عن ضعف الرقابة في أشغال التهيئة الحضرية”، بتعبيرها.
وعلاقة بالموضوع، سجل واد تودغى، الذي يخترق أحياء ودواوير جماعات تودغى العليا ومدينة تنغير وتودغى السفلى وتغزوت نايت عطا، حمولة غير مسبوقة، ما أدى إلى قطع الطريق عند قنطرة “حنبل” نحو مضايق تودغى وأيت هاني وأسول وإملشيل، قبل إعادة فتحها بعد انخفاض منسوب الوادي.