تعتزم الجهات الحقوقية والمدنية المواكبة لتطورات ملف القنب الهندي بالمغرب المرور إلى السرعة القصوى في تنزيل برنامجها الترافعي عن تشريع الاستعمالات الترفيهية والتقليدية “للكيف”؛ فقد عقد مؤسسون ومنخرطون ضمن دينامية “نداء من أجل فتح نقاش عمومي من أجل الاستعمال الترفيهي للقنب الهندي”، الثلاثاء، لقاء ثانيا مع حزب جبهة القوى الديمقراطية، بعد الأول الذي جمع الطرفين السبت الماضي.
وجاء اللقاء الجديد مع الأمين العام للحزب سالف الذكر، بطلب من جمعية الريف لحقوق الإنسان وكذا المرصد المغربي لتقنين “الكيف”، في خطوة “مثلت نقطة انطلاقة مهمة لفتح النقاش الوطني من أجل تشريع المنتجات الترفيهية لهذه المادة، لا سيما مع تعهد هذه الهيئة السياسية بعرض هذا الموضوع على طاولة أحزاب أخرى”، تزامنا مع “أخذ الدينامية موافقة مبدئية لعقد لقاءات مماثلة مع أحزاب يسارية خلال الأسابيع المقبلة؛ ضمنها حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وحزب التقدم والاشتراكية”، وفق نشطاء من الدينامية تحدثوا لهسبريس.
وكان المرصد المغربي لتقنين القنب الهندي، الممثل ضمن الدينامية، قد شرع في حملة ترافعية جديدة تحمل اسم “100 عام من التجريم باراكا”، من أجل تقنين الاستعمال التقليدي للكيف؛ من خلال لقاء مع الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية بمجلس النواب، “بسط خلاله المرصد حججه للدعوة إلى تقنين الاستعمال التقليدي وكذا الترفيهي للقنب الهندي، لا سيما كون ‘الكيف’ جزءا من تقاليد الشعب المغربي، وعدم انطواء استهلاكه على تأثيرات صحية سلبية، كما تثبت الدراسات العلمية الرصينة”.
“مطلب ملح.. ولقاءات مقبلة”
شريف أدرداك، رئيس المرصد المغربي لتقنين القنب الهندي، قال إن “لقاء الثلاثاء هو الأول الذي يحضره ممثلو المرصد ضمن الدينامية سالفة الذكر مع حزب جبهة القوى الديمقراطية في إطار ترافع الدينامية عن فتح نقاش عمومي حول الاستعمال الترفيهي لنبتة القنب الهندي”.
وأضاف أدرداك، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أنه “في اليوم ذاته، عقد أعضاء المرصد اجتماعا مع الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية بمجلس النواب كأول لقاء ضمن حملة ترافعية يقودها المرصد لإلغاء تجريم هذه النبتة، أطلق عليها ‘100 عام من التجريم باراكا”.
وشدد رئيس المرصد المغربي لتقنين القنب الهندي على أن “إطلاق المرصد هذه الحملة لا يعني غياب أو انقطاع التنسيق مع الجمعيات والتنسيقيات الرافعة لنداء الاستعمال الترفيهي للكيف”، مؤكدا أن “اللقاءين مع جبهة القوى الديمقراطية والفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية بسط خلالهما المرصد منطلقات الحملة الجديدة، وعلى رأسها وجود منحى دولي نحو رفع التجريم عن الاستعمال التقليدي للنباتات المرتبطة بثقافات الشعوب الأصلية”، مستحضرا في هذا الشأن “السماح للشعب البوليفي بمضغ نبتة الكوكا (التي يُصنع منها الكوكايين)؛ بالنظر إلى كونها جزءا من تقاليده الأصلية، كما بررت بوليفيا تحفظها على اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات”.
وسجل الفاعل المدني ذاته أن “أعضاء المرصد وممثلي الدينامية يستندون في الدفاع عن مطلب رفع التجريم عن الاستهلاك الترفيهي والتقليدي لنبتة القنب الهندي إلى دراسات علمية رصينة أثبتت عدم وجود أضرار صحية لهذا الاستهلاك حينما يكون مقننا ومنظما”، مؤكدا “وجود رؤية لدى الناشطين لتنظيم الاستعمال الترفيهي والتقليدي للقنب الهندي تستحضر التجارب الدولية في هذا المجال؛ فعلى سبيل المثال، ستتم الدعوة إلى إحداث فضاءات خاصة لهذا الاستعمال مثل ‘les clubs du cannabis’ في إسبانيا، على أن تراعي الخصوصيات الثقافية المغربية”.
وكشف المتحدث عينه أن “نشطاء الدينامية سيلتقون، خلال الأسابيع المقبلة، مع مجموعة من الهيئات والأحزاب بمختلف انتماءاتها ومواقعها؛ فملف تقنين الاستعمال الترفيهي والتقليدي للقنب الهندي هو ملف يهم جميع الأحزاب وجميع المغاربة في نهاية المطاف”، موردا أن “هناك إلى حدود الساعة توافقا مبدئيا على عقد لقاء بين الدينامية وحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وآخر بينها وبين حزب التقدم والاشتراكية”.
“تفعيل توصيات”
من جهته، أكد شكيب الخياري، رئيس جمعية الريف لحقوق الإنسان وأحد النشطاء المؤسسين والمنخرطين في دينامية “نداء من أجل فتح نقاش عمومي حول الاستعمال الترفيهي للقنب الهندي”، أن “الجمعية راسلت جل الأحزاب السياسية المغربية قصد عقد لقاءات مع قياداتها وممثليها رفقة الناشطين والفاعلين الموقعين على هذا النداء”، مسجلا أن “اللقاءين اللذين عقدا مع الأمين العام لجبهة القوى الديمقراطية؛ الأول قبل أربعة أيام والثاني منذ يومين والذي ضم نشطاء آخرين من موقعي النداء لم يحضروا الاجتماع الأول، ستعقبهما لقاءات أخرى مبرمجة مع باقي الأحزاب المغربية”.
وأضاف الخياري، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “هذه اللقاءات تروم تسريع تنزيل وتفعيل توصية كل من المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي واللجنة الخاصة للنموذج التنموي، المرفوعة إلى جلالة الملك، والتي تدعو إلى ضرورة انخراط المغرب في الاتجاه الدولي الرامي إلى إباحة الاستعمال الترفيهي للقنب الهندي وفق ضوابط قانونية؛ على رأسها تحديد طبيعة المواد والمنتجات الترفيهية المستهلكة وكمياتها والفضاءات المخصصة لاستهلاكها”.
وشدد رئيس جمعية الريف لحقوق الإنسان، المواكبة لتطورات “ملف الكيف” بالمغرب، على أن “اللقاءات التي جرت مع الحزب سالف الذكر تمثل نقطة انطلاقة مهمة لفتح النقاش الوطني حول الاستعمال الترفيهي للقنب الهندي، خاصة أن الحزب التزم باتخاذ الإجراءات الكفيلة بذلك مع شركائه الحزبيين”، مسجلا أن “المجتمع المدني مدعو بدوره إلى الانخراط بقوة في هذه الدينامية والمساهمة في إعداد برامج ترافعية عنها”.