استأنفت الدراسة بمختلف المدارس المغربية بداية هذا الأسبوع، بعد نهاية العطلة البينية الأولى، معيدة النقاش معها حول ضرورة المرونة فيما يخص توقيت الدخول والخروج واعتماد التوقيت الشتوي (غرينيتش)، بدل الصيفي (غرينيتش+1)، الذي صارت الإدارات المغربية تعتمده طيلة السنة، ما عدا في شهر رمضان كحالة خاصة.
وأخبرت مجموعة من المؤسسات العمومية التأهيلية، تابعة لأكاديميات جهوية ومديريات إقليمية مختلفة، التلاميذ الذين يتابعون الدراسة بها أنها ستمر إلى التوقيت الشتوي، مقترحة الساعة التاسعة صباحا (بالتوقيت الرسمي) موعدا انطلاق الدروس، على أن يكون موعد الخروج في الساعة السادسة والنصف مساء.
هذا الموضوع يثير الكثير من النقاش في صفوف آباء وأمهات التلاميذ، إذ عادة ما يرفع هؤلاء مطلب إعمال المرونة من خلال اعتماد نمط “إزاحة الساعات” حتى تكون متناسبة مع خصوصيات الفترتين الخريفية والشتوية، سواء في الفترة الصباحية أو في الفترة المسائية، الأمر الذي كان محط احتجاجات خلال حكومة سعد الدين العثماني بعد قرار الإبقاء وقتها على التوقيت الصيفي في الخريف والشتاء بعدما كانت الدولة تقوم بإعادة النظر فيه خلال كل شهر أكتوبر وأبريل من كل سنة.
وتظهر جهود مؤسسات وجمعيات تمثل آباء وأمهات التلاميذ كذلك، خصوصا بالعالم القروي وشبه الحضري، لتفادي مختلف إكراهات “التوقيت الرسمي”، حيث عادة ما يتم التوافق مع مجالس المؤسسات التعليمية بخصوص إعادة النظر في التوقيت واعتماد التوقيت الذي يتوافق مع خصوصيات كل منطقة، مع استحضار استفادة أو عدم استفادة المتمدرسين من النقل المدرسي والإيواء.
وقال محمد الهلالي، مدير مشاريع “جمعية أصدقاء المدارس” مهتم بالشأن التعليمي بالمناطق القروية، إن “اعتماد التوقيت الرسمي خلال الأيام الباردة صعب جدا ولا يمكن الاستمرار فيه، إذ ليس في مصلحة المتمدرس بالدرجة الأولى، مما يفرض دائما وجود اجتهادات من قبل جمعيات الآباء ومجالس المؤسسات التربوية”.
وأضاف الهلالي، في تصريح لهسبريس، أن “النمط الأفيَد هو اعتماد الثامنة والنصف أو حتى الساعة التاسعة صباحا موعدا لبداية الدروس، أما توقيت الثامنة صباحا فإنه صعب جدا لأنه ليس في مصلحة التلميذ ومحيطه الأسري كذلك، خصوصا إذا كان هذا المحيط منخرطا في أنشطة اقتصادية؛ فالإشكالية وقتها تكون مزدوجة”، متابعا: “المشكل يكون في الذهاب والإياب كذلك بالنسبة للمتمدرسين القاطنين بالعالم القروي وشبه الحضري”.
كما ذكر أن “اعتماد النظام الكندي بدوره على مستوى المؤسسات الابتدائية يبقى حلا مهما، غير أن اعتماده بالمؤسسات الإعدادية أو الثانوية يبقى صعبا جدا لعوامل موضوعية، بما فيها قلة القاعات على سبيل المثال؛ فالحلُّ في نهاية المطاف هو إعمال المرونة في المرحلة الشتوية اعتبارا للصعوبات التي يتسبب فيها التنقل صباحا، خصوصا في حالة عدم وجود النقل المدرسي”.
وشدد الهلالي على “أهمية وجود نقاش على مستوى المؤسسات المدرسية العمومية بين جمعيات آباء وأمهات وأولياء أمور التلاميذ والمدراء من أجل التوافق حول عدم الاشتغال بالتوقيت الرسمي خلال الفترة الشتوية، بالنظر إلى إكراهات ذلك وانعكاساته على أداء التلاميذ والإكراهات التي يتسبب فيها بالنسبة للأسر هي الأخرى”.
من جهته، قال هشام كحل العيون، عن جمعية آباء وأمهات وأولياء التلاميذ بمدرسة السلطان مولاي إسماعيل الابتدائية بإقليم مراكش، التابعة للأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين مراكش-آسفي: “يتم حاليا العمل بتوقيت غرينيتش وليس الصيفي، إذ إن هذا الأخير ليس مرنا وهو صعب على التلاميذ، خصوصا الفئات الصغرى خلال الفترات الباردة مثلا، كهذه التي نحن على أبوابها اليوم”.
وأضاف كحل العيون، في تصريح لهسبريس، أن” التوقيت الرسمي ليس في مصلحة التلاميذ وليس في مصلحتنا أساسا كآباء وأمهات وأولياء أمور التلاميذ، ولذلك نحاول دائما التدخل لصالح القرارات التي توافق العملية التعليمية لفائدة المتمدرسين، ومن المهم أن نؤكد من جديد أن التوقيت الرسمي ليس عمليا، خصوصا في فصلي الخريف والشتاء”.