شاركت الودادية الحسنية للقضاة في النسخة السادسة والستين من المؤتمر السنوي للاتحاد الدولي للقضاة، الذي انعقد في مدينة كيب تاون بجنوب إفريقيا من 18 إلى 22 أكتوبر الجاري تحت شعار “الولوج إلى العدالة حق للجميع”.
وحسب بلاغ صادر عن الودادية، ممهورا بتوقيع الرئيس محمد رضوان، فإن مشاركة وفد مهم من الودادية الحسنية شكلت فرصة مهمة لاستعراض التراكمات الإيجابية التي حققها المغرب في مجال استقلال القضاء وإصلاح العدالة وتطوير الإدارة القضائية، لافتا الانتباه إلى أن “المشاركة عززت مكانة القضاء كدعامة أساسية لدولة الحق والقانون، وأكدت الأثر الإيجابي لهذه الإصلاحات على البناء الحقوقي بالمملكة”.
وأضاف البلاغ، الذي توصلت به جريدة هسبريس الإلكترونية، أن وفد الودادية شارك، خلال فعاليات المؤتمر، بفعالية في مختلف المحاور الأساسية، سواء في اجتماعات اللجنة المركزية أو المجموعات الإقليمية أو اللجان الموضوعاتية.
وفي إطار اللجنة المركزية، تناول الوفد إسهامات القضاة المغاربة في رقمنة العمل القضائي وتفاعلهم مع تقنيات الذكاء الاصطناعي؛ فيما قدم الوفد على مستوى المجموعات الإقليمية عرضا مستفيضا حول التجربة المغربية في تعزيز استقلال القضاء والإصلاحات الجوهرية التي شهدها النظام القضائي، منذ إقرار دستور 2011 وحتى اليوم.
وأكد البلاغ أن “اللجان الموضوعاتية شملت مناقشة قضايا أساسية؛ مثل الذكاء الاصطناعي في العمل القضائي، وفعالية المرافعات المكتوبة، وتحديات التصنيع غير المشروع للمخدرات، والتطور الرقمي وتأثيره على سوق الشغل”، مشيرا إلى أن “وفد الودادية قدم مذكرات مكتوبة تعكس التراكمات الإيجابية التي حققها المغرب في هذه المجالات؛ ما أسهم في إثراء التوصيات الصادرة عن هذه اللجان، واستفاد الوفد في المقابل من تنوع التجارب القانونية للدول الأعضاء في الاتحاد”.
وفي هذا الصدد، أشاد وفد الودادية بأهمية الانفتاح على التجارب الدولية، معتبرا أن “المؤتمر كان مناسبة لتعريف المشاركين بالنقلة النوعية التي عرفها قطاع العدالة في المغرب، خاصة في مجال تعزيز استقلال السلطة القضائية وضمان المحاكمة العادلة وتجويد أداء مؤسسات إنفاذ القانون”.
وفي ختام مشاركته، عبّر الوفد المغربي عن اعتزازه بما تحقق في المملكة من إنجازات في المجال القضائي، مع التأكيد على ضرورة مواصلة العمل وفق التوجيهات الملكية السامية لتحقيق المزيد من التقدم.
حري بالذكر أن الودادية الحسنية للقضاة شاركت في أشغال المؤتمر السنوي للاتحاد الدولي للقضاة بجنوب إفريقيا؛ وفق أهدافها الاستراتيجية المسطرة في قانونها الأساسي التي تؤطرها الإرادة الملكية السامية، والتي تشكل الدبلوماسية الموازية أحد أهم مكوناتها الأساسية، وبالاستناد إلى عضويتها في الاتحاد الدولي للقضاة الذي يعد مجالا خصبا لخدمة المصلحة العليا للوطن.