يُعد حقل مرمول النفطي في سلطنة عمان فرس رهان بالنسبة إلى اقتصاد الدولة الخليجية، الذي يعتمد بدرجة كبيرة على عائدات النفط والغاز، التي تدعم توجه الدولة نحو تنويع مصادرها من الطاقة.
وبحسب بيانات حقول النفط والغاز لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، فإن الحقل النفطي العملاق يقدم إسهامًا ضخمًا في إنتاج البلاد من النفط، الذي يتجاوز 1.7 مليون برميل يوميًا، خلال الربع الثاني من العام الجاري 2024.
كما يُسهم حقل مرمول بنسبة كبيرة من إجمالي صادرات الدولة الخليجية من النفط الخام، التي سجلت حتى نهاية شهر يونيو/حزيران الماضي، أكثر من 100 مليون برميل، الأمر الذي يدعم بقوة إنتاج سلطنة عمان، ويسلط الضوء على حجم إيراداتها من مبيعاتها النفطية.
يُشار إلى أن سلطنة عمان تعتمد على إيرادات مبيعات النفط والغاز لدعم قطاعات الطاقة الأخرى، وفي مقدمتها إنتاج الطاقة المتجددة "الطاقة الشمسية وطاقة الرياح"، بالإضافة إلى المشروعات الجديدة المنتجة لوقود الهيدروجين الأخضر، إذ تستهدف البلاد اقتناص حصة ضخمة من سوقه العالمية.
وللاطلاع على الملف الخاص بحقول النفط والغاز العربية لدى منصة الطاقة المتخصصة، يمكنكم المتابعة عبر الضغط (هنا)، إذ يتضمّن الملف معلومات وبيانات حصرية تغطي قطاعات الاستكشاف والإنتاج والاحتياطيات.
معلومات عن حقل مرمول النفطي
ظهر حقل مرمول النفطي في سلطنة عمان للمرة الأولى في عام 1956، إلا أن بدء الإنتاج منه تأخر لنحو 25 عامًا، إذ أبصر أول برميل نفطي من هذا الحقل النور في عام 1981، مع تشغيل خط النفط الرئيس جنوب البلاد.
يُشار إلى أن رمال الصخر النفطية، ذات الحبيبات الدقيقة، من تكوين ماهويس (مجموعة هايما) تُعد أساسًا لخزانات حقل مرمول، إذ يمكن هناك التمييز بين 6 أنواع من الصخور الرسوبية من العينات، ومنها التكتلات الصخرية، والرمال متقاطعة الطبقات، والرمال متداخلة الطبقات، والرمال الضخمة، والرمال المتموجة، ورمال الصخر النفطي متداخل الطبقات.
وتشكّل الرمال المتداخلة نسبة 45% من خزان النفط في الحقل، كما أن المراوح الرسوبية كانت رملية في الغالب، وكان نصف قطرها عشرات من الكيلومترات، ما شكّل حزامًا واسعًا يحد منطقة المرتفعات التي تقع إلى الجنوب الشرقي من المنطقة، وفق ما نشره موقع "ريسيرش جيت" (Research Gate).
احتياطيات حقل مرمول
بحسب تقديرات غير رسمية، فإن احتياطيات حقل مرمول النفطي في سلطنة عمان تبلغ نحو 2.5 مليار برميل من النفط الخام عالي الجودة، إلا أن هذه الاحتياطيات جرى تقديرها في عام 1983، بحسب ما نشرته منصة "غلوبال إنرجي مونيتور" (Global Energy Monitor).
يُشار إلى أن معدلات الإنتاج من المجموعة العنقودية، التي تضم "مرمول"، كانت قد توسعت على مدى 40 عامًا من الإنتاج، إذ بلغ حجم إنتاجها بحلول عام 2020 نحو 81 ألفًا و860 برميلًا من النفط الخام، مع إمكان مضاعفة هذا الإنتاج خلال 7 سنوات.
وإلى جانب الـ500 بئر التي تعمل شركة تنمية نفط عمان على حفرها حاليًا، هناك 500 بئر أخرى من المخطط إضافتها إلى الحقل قبل نهاية العقد الجاري، ليصبح مجموع الآبار في حقل مرمول النفطي نحو 2000 بئر، بحسب بيانات النفط والغاز في سلطنة عمان لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
يُشار إلى أن شركة تنمية نفط عُمان مملوكة للحكومة في سلطنة عمان بنسبة 60%، وهي متخصصة في استكشاف النفط والغاز وإنتاجهما، في حين تمتلك شركة شل الهولندية نسبة 34% منها، وتمتلك توتال الفرنسية 4% منها، في حين تعمل الشركة بمناطق امتياز مساحتها 90 ألف كيلومتر مربع، أي ثلث مساحة الدولة.
خطط تطوير حقل مرمول
يؤدي حقل مرمول دورًا مهمًا في دعم اقتصاد سلطنة عمان، لا سيما مع ارتفاع قدراته الإنتاجية على مدى السنوات الماضية، مع ضخ شركة تنمية نفط عمان مزيدًا من الاستثمارات فيه، وفق ما نشره الموقع الإلكتروني الرسمي للشركة.
ويقع الحقل النفطي في التركيب الجيولوجي، المعروف باسم "تكوين الخلاطة"، الذي يحتوي على نوع من النفط الثقيل اللزج، وهو ما جعل خطط الإنتاج تتجه إلى استعمال أسلوب الغمر بالبوليمر، بصفته نوعًا من أساليب الاستخلاص المعزز للنفط.
وكانت الشركة التابعة للحكومة العمانية قد أكملت في عام 2020 حفر البئر رقم 1000 في المجموعة العنقودية، التي تضم حقل مرمول، إلى جانب حقول ورحب، وثليلات، وقهارير، وجميعها تقع في جنوب منطقة الامتياز للشركة، بحسب ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وتتضمن خطط تطوير حقل مرمول حفر نحو 500 بئر إضافية، وذلك خلال المرحلة الثالثة من مشروع الغمر بـ"البوليمر"، وتكثيف مشروعات الغمر بالمياه في الآبار البينية، الأمر الذي يُسهم في تعزيز إنتاج الحقل، وزيادة احتياطيات سلطنة عمان النفطية.
وتضم خطط شركة تنمية نفط عمان عددًا من المشروعات التطويرية عالمية المستوى، وتطبيقات تخضع لآليات استخلاص ثانوية وثلاثية -مثل الحقن بالبوليمر القلوي الخافض للتوتر السطحي- التي تسعى من خلالها إلى تعظيم إنتاج الحقل النفطي.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..