أعلن وزير الطاقة والثروة المعدنية الدكتور صالح الخرابشة أن عمليات الحفر والاستكشاف في حقل الريشة الأردني، أسفرت عن التوصل إلى احتياطيات جديدة تُقدَّر بنحو 14.6 تريليونات قدم مكعبة من الغاز الطبيعي، وذلك في السيناريو الأعلى الذي وضعته شركة شلمبرجيه العالمية.
وحسب تقديرات شلمبرجيه، فإن ما يمكن استخراجه حينها وفق هذا السيناريو 6.65 تريليونات قدم مكعبة، وأن عملية استغلال هذا الغاز يتطلب برنامج حفر مكثف.
وخلال مؤتمر صحفي، تنقله منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) عبر بث مباشر، اليوم الثلاثاء 19 نوفمبر/تشرين الثاني (2024) أعلن الوزير الخرابشة أن جهود الحفر أسفرت عن اكتشاف كميات تجارية من الغاز الطبيعي.
ومن المقرر أن تمثّل الكميات الجديدة المكتشفة في حقل الريشة الأردني للغاز الطبيعي، نقلة مهمة في تاريخ قطاع الطاقة في المملكة، التي تستورد نحو 90% من احتياجاتها من الغاز الطبيعي من الخارج.
وحسب التقدير المتوسط لاكتشاف الغاز في حقل الريشة، فإن الكميات تُقدر ب 11.99 تريليون قدم مكعبة ويمكن استخراج 4.67 تريليون قدم مكعبة حينها.
يشار إلى أن حقل الريشة الأردني يعدّ الحقل الوحيد المنتج للغاز الطبيعي في البلاد، وفي حالة الاستغلال الجيد لموارده، من خلال تطويرها والعمل على الاستفادة منها، يمكن أن تتحول المملكة إلى دولة مصدّرة للغاز.
اكتشاف الغاز الجديد في حقل الريشة
قال وزير الطاقة الدكتور صالح الخرابشة، إن اكتشاف الغاز الجديد في حقل الريشة الأردني جاء بعد عمليات تنقيب، استهدفت المملكة من خلالها زيادة ورفع القدرات الإنتاجية للحقل، وفق ما جاء في بيان للوزارة.
وانعقد المؤتمر الصحفي للوزير الخرابشة بحضور مدير عام شركة البترول الوطنية المهندس محمد الخصاونة، وأمين عام وزارة الاتصال الحكومي الدكتور زيد النوايسة، وذلك لإعلان نتائج دراسة التقديرات التأشيرية لاحتياطيات الغاز الطبيعي في الحقل.
يشار إلى أن وزارة الطاقة والثروة المعدنية الأردنية كانت قد بدأت قبل أشهر عمليات التنقيب عن النفط والغاز في عدد من المناطق الواعدة بالمملكة، ومن ضمنها منطقة حقل الريشة، المملوك لشركة البترول الوطنية، وهي العمليات التي أسفرت عن الكشف الحالي.
احتياطيات حقل الريشة
أشارت تصريحات سابقة لمسؤولين أردنيين إلى أن احتياطيات حقل الريشة (الاحتياطيات الجديدة المكتشفة) قد تصل إلى نحو 10 تريليونات قدم مكعبة من الغاز الطبيعي، وهو ما جعل الكثيرين يعلّقون آمالًا كبيرة على تحول المملكة إلى التصدير.
وعلّقت الناطقة الإعلامية باسم وزارة الطاقة والثروة المعدنية الأردنية ليندا النعيمات على هذه التطلعات، بالقول، إنه لا يمكن حاليًا الحديث عن التصدير، لأن تطوير حقول الغاز يحتاج إلى وقت طويل، قد يصل إلى سنوات، كما أن إنتاج حقل الريشة الأردني قد يسدّ جزءًا من الاحتياجات المحلية فقط.
يُذكر أن الغاز الطبيعي كان قد أسهم خلال العام الماضي 2023 بنسبة 61.1% من إجمالي إنتاج الكهرباء في الأردن، مقارنة بنسبة 68% في العام السابق له 2022، وفق متابعات منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
حقل الريشة الأردني للغاز
يعدّ حقل الريشة الأردني للغاز الطبيعي، المكتشف في عام 1986، فرس الرهان للمملكة الساعية إلى تعزيز إمكاناتها الغازية، لا سيما أنه الحقل الوحيد المنتج للغاز في البلاد، لذلك تتواصل جهود تطويره والبحث عن مزيد من الإمكانات فيه.
وتستهدف خطط الحكومة، التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، تعزيز إنتاج الحقل الغازي، الذي يقع على مساحة تبلغ نحو 7 آلاف و500 كيلومتر مربع، من خلال حفر آبار جديدة خلال العامين الجاري والمقبل 2024 و2025.
يشار إلى أن المملكة كانت قد وقّعت اتفاقًا مع شركة النفط البريطانية "بي بي" في عام 2010، لتكون شريكًا إستراتيجيًا في امتياز الحقل، وذلك ضمن مساعيها لزيادة إنتاجه إلى 50 مليون قدم مكعبة يوميًا.
ولكن الشركة البريطانية أعادت هذه الحصة في عام 2014، بعدما أخفقت في إضافة إنتاج جديد خلال 3 سنوات ينصّ عليها الاتفاق، بدعوى أن مكامن الغاز بالمنطقة محدودة الإمكانات والاحتياطيات، ولكن الاكتشاف الجديد في حقل الريشة الأردني من شأنه أن يدعم الإنتاج والاستثمارات.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..