تتجه سوق تخزين الكهرباء العالمية إلى تحقيق طفرة قياسية خلال السنوات المقبلة، إذ سيسهم تسارع النمو في تركيبات الطاقة المتجددة ذات الطبيعة المتقطعة، نحو تعزيز تقنيات التخزين.
وتوقّع تقرير حديث، اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)، أن تكون إضافات تخزين الكهرباء عالميًا على موعد مع نمو 10 مرات بحلول عام 2035، مقارنة بالمستويات الحالية.
ومن المتوقع أن تصل السعة التراكمية لأنظمة التخزين في جميع أنحاء العالم إلى 227 غيغاواط، ما يعادل 955 غيغاواط/ساعة.
ويبدو أن الصناعة تسير على الطريق الصحيح لتلبية الطلب العالمي، مع استمرار الحكومات في تحديد أهداف طموحة لتخزين الكهرباء، وتقديم آليات دعم متطورة.
سوق تخزين الكهرباء في العالم
ستشهد سوق تخزين الكهرباء في العالم عامًا قياسيًا خلال 2024، مع زيادة متوقعة في التركيبات بنسبة 76%، لتصل السعة إلى 69 غيغاواط، ما يعادل 169 غيغاواط/ساعة، بحسب تقرير صادر عن شركة بلومبرغ نيو إنرجي فايننس.
وتواصل الصين الهيمنة على القطاع، تليها الولايات المتحدة، مع تزايد إسهام أسواق رئيسة أخرى، مثل الهند وألمانيا وإيطاليا والمملكة المتحدة وأستراليا واليابان.
ويأتي استمرار الهيمنة الصينية رغم توقعات تراجع تركيبات تخزين الكهرباء في البلاد خلال العام المقبل، بنسبة 17%، لتصل السعة إلى 30 غيغاواط، وفق ما اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة.
أمّا الولايات المتحدة، فستؤدي سياسات الإدارة الجديدة للرئيس الجديد دونالد ترمب دورًا حاسمًا في تشكيل مستقبل سوق تخزين الكهرباء.
ورغم الشكوك التي تحيط بالمشهد السياسي، فإن الدعم المستمر الذي توفره مبادرات، مثل قانون خفض التضخم، والسياسات على مستوى الولايات، يسمح بالنمو حتى عام 2035.
وبعيدًا عن الولايات المتحدة والصين، تشهد أسواق تخزين الكهرباء في مناطق أخرى من العالم نموًا ملحوظًا، إذ تسهم المزادات والمناقصات في مختلف أنحاء أوروبا وأفريقيا وأميركا اللاتينية في تحفيز النمو داخل بلدان، مثل إسبانيا وبولندا واليونان وجنوب أفريقيا وتشيلي والبرازيل.
أهداف طموحة لتخزين الكهرباء
وضعت الدول أهدافًا طموحة لتخزين الكهرباء لضمان استقرار الشبكة، والحدّ من الطبيعة المتقطعة لمصادر الطاقة المتجددة.
ولتحقيق هذه الأهداف، وافقت الحكومات على توفير مليارات الدولارات لمخططات الدعم التي تهدف إلى جذب الاستثمارات لتعزيز حلول التخزين ومواكبة نمو الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
ومن المثير للاهتمام أن مستوى الدعم المطلوب لأنظمة التخزين بدأ في الانخفاض، مع استمرار تراجع تكلفة البطاريات والتقلب الحادّ في أسعار الكهرباء داخل المناطق التي تعتمد على الطاقة المتجددة في التوليد.
كما بدأت مخططات الدعم تتغير على مستوى العالم، مع تبنّي الحكومات في أوروبا وأستراليا آليات، مثل العقود مقابل الفروقات -تتيح للمرافق الاستفادة من فرق السعر دون امتلاك الأصل-، بدلًا من تقديم منح مباشرة أو الإنفاق الرأسمالي.
تقدم تقنيات تخزين الكهرباء
تشهد سوق تخزين الكهرباء تقدمًا تقنيًا ملحوظًا، وتأتي مادة فوسفات الحديد والليثيوم في الصدارة.
وتوقّع تقرير بلومبرغ نيو إنرجي فايننس أن تهيمن هذه التقنية على السوق حتى عام 2035، ويرجع ذلك انخفاض التكلفة وتوفير دورة حياة أطول مقابل مكونات بطاريات الليثيوم أيون القائمة على النيكل.
كما أن الزيادة في اعتماد هذه المواد مدفوعة بالتوسع السريع في القدرة التصنيعية، وخاصة من قبل شركات صناعة البطاريات الصينية، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
فضلًا عن ذلك، تعمل شركات تصنيع البطاريات العالمية، مثل "إل جي إنرجي سوليوشن" الكورية الجنوبية، و"باناسونيك" اليابانية، على تعزيز إنتاج حلول تخزين الكهرباء القائمة على فوسفات الحديد والليثيوم.
وأشار التقرير إلى الاهتمام المتزايد بتقنيات تخزين الكهرباء البديلة، مثل أنظمة التخزين طويلة الأمد، التي تشمل تخزين الطاقة الحرارية والتخزين الميكانيكي والكيميائي.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..