كان المغرب قد استورد آخر كمية كهرباء من الجزائر، في 31 أكتوبر/تشرين الأول عام 2021، عقب انتهاء العقد المتعلق بتوريد الغاز، ولم يكن لهذا الأمر تأثير كبير في تزود المملكة بالكهرباء.
ويعكس ذلك، عدم صحة ما يشاع في وسائل التواصل الاجتماعي حول قطع الجزائر الكهرباء عن المغرب، إذ يتمتع المغرب بشبه اكتفاء ذاتي من الكهرباء، التي يحصل عليها من مصادر متعددة، لا سيما من المصادر المتجددة التي تشهد نموًا واهتمامًا حكوميًا كبيرًا.
مزيج توليد الكهرباء في المغرب
خلال العام الماضي 2023، سجّلت حصة الطاقة النظيفة بمزيج توليد الكهرباء في المغرب أعلى مستوى لها عند 21.02%، بحجم توليد 8.91 تيراواط/ساعة، بدعم من الكهرباء المولدة من طاقة الرياح التي ارتفعت حصتها، خلال العام الماضي، إلى 14.77% بكمية توليد 6.26 تيراواط/ساعة.
وبلغت حصة مصادر الوقود الأحفوري بمزيج توليد الكهرباء في المغرب، العام الماضي، ما نسبته 78.97% بحجم توليد 33.47 تيراواط/ساعة، تصدّرها الفحم بحصّة بلغت نسبتها 64.46%، بكمية توليد 27.32 تيراواط/ساعة، ويستهدف المغرب التوقف عن توليد الكهرباء من خلال الفحم بحلول 2050.
وبلغت نسبة حصة الغاز الطبيعي في المزيج، خلال العام الماضي، نحو 4.81% بكمية توليد 2.04 تيراواط/ساعة، حسبما طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وبلغت حصة الطاقة الشمسية في المزيج، خلال العام الماضي، نحو 4.84%، بحجم توليد 2.05 تيراواط/ساعة، في حين تراجعت حصة الطاقة الكهرومائية بالمزيج إلى 1.32% بحجم إنتاج 0.56 تيراواط/ساعة، كما تراجعت حصة الطاقة الحيوية في مزيج توليد الكهرباء، خلال العام الماضي 2023، إلى 0.09%.
الربط الكهربائي بين المغرب والجزائر
حول الربط الكهربائي بين المغرب والجزائر، قالت وزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة في المغرب، في اتصال هاتفي أجرته معها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، في يوليو/تموز الماضي، إنه لا حقيقة لاستمرار تبادل الكهرباء بين البلدين.
وأوضحت الوزارة، أن تبادل الكهرباء بين البلدين توقف تمامًا في اليوم الذي توقف فيه توريد الغاز الطبيعي من خلال أنبوب الغاز القادم من الجزائر إلى إسبانيا عبر المغرب، في 1 نوفمبر/تشرين الثاني من عام 2021، بعد قرار الجزائر بعدم تجديد عقد خط الغاز المغاربي الأوروبي، ما تسبَّب في أزمة كبيرة بين الجانبين.
وبرّر الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون -حينها- قرار عدم تجديد الاتفاقية بأنه ردّ على تصرفات عدائية تجاه بلاده، وذلك بعد قرار الجزائر في 24 أغسطس/آب من العام نفسه (2021) بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع الرباط.
وفي عام 2008، وُقّع اتفاق الربط الكهربائي بين المغرب والجزائر، ما سمح للأخيرة بدخول السوق الإسبانية وتصدير حتى 1000 ميغاواط إلى إسبانيا عبر المغرب، إذ تضمّن الاتفاق، حينها، بناء شبكة للربط الكهربائي قدرة 400 كيلوفولت في المغرب، بما يسمح بمد الكهرباء في الاتجاهين بين الجزائر وإسبانيا؛ ويتضمّن الاتفاق استيراد ما يصل الى 700 ميغاواط إذا اقتضت الحاجة.
موضوعات متعلقة..