شهد صيف عام 2024 انخفاضًا ملحوظًا لمعدل انقطاعات توليد الطاقة النووية في أميركا، ما يشير إلى تحسّن الكفاءة التشغيلية داخل القطاع.
وأظهرت بيانات حديثة، اطّلعت عليها وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)، أن الانقطاعات خلال فصل الصيف عادت إلى المستويات التي شُوهدت في عام 2022 بعد ارتفاع حاد عام 2023.
وأشارت إلى أن متوسط الانقطاعات اليومية لقدرة توليد الكهرباء من محطات الطاقة النووية انخفض من 3.1 غيغاواط في عام 2023، إلى 2.6 غيغاواط خلال المدة من يونيو/حزيران إلى 31 أغسطس/آب (2024).
وساعد انخفاض انقطاعات توليد الطاقة النووية في أميركا في استقرار إمدادات الكهرباء خلال أوقات الذروة، وتلبية ارتفاع الطلب الذي يحدث عادة في الصيف.
نظرة على الانقطاعات في فصل الصيف
تخضع محطات الطاقة النووية لانقطاعات دورية مخطط لها، مثل أنشطة الصيانة والتزوّد بالوقود النووي، وأخرى طارئة.
فقد شهدت انقطاعات توليد الطاقة النووية في أميركا ارتفاعًا خلال منتصف يوليو/تموز ومطلع شهر أغسطس/آب بمتوسط 3.1 غيغاواط يوميًا، وبلغت ذروتها عند 5.7 غيغاواط خلال آخر يوم في أغسطس/آب، وفق ما جاء في تقرير صادر عن إدارة معلومات الطاقة، اليوم الثلاثاء 5 نوفمبر/تشرين الثاني.
ومؤخرًا، تجاوزت انقطاعات الطاقة النووية متوسط السنوات الـ5 بسبب عدة عوامل، منها الاضطرابات المرتبطة بالطقس والانقطاعات المتعلقة بالتزوّد بالوقود النووي.
وبدءًا من 21 أكتوبر/تشرين الأول (2024)، بلغ عدد انقطاعات توليد الطاقة النووية في أميركا غير المخطط لها 39، انخفاضًا من 55 في عام 2023.
وشهدت وحدة "وترفورد 3" في لويزيانا أطول الانقطاعات غير المخطط لها التي استمرت لمدة 59 يومًا بسبب حريق في محولين يوم 22 مارس/آذار.
في المقابل، اقتصرت مدة الانقطاعات في مرافق أخرى، مثل وحدة "بيتش بوتوم 2" في بنسلفانيا، ووحدة "كوك 2" في إنديانا، ووحدة "كالفيرت كليفس 2" في ماريلاند، على يوم واحد فقط.
فضلًا عن ذلك، استمرت الانقطاعات في وحدة "أوكوني 3" في كارولينا الجنوبية، ووحدة "واتس بار 1" في ولاية تينيسي لمدة 16 و11 يومًا على التوالي.
تداعيات إعصار هيلين
تسبّب إعصار هيلين الذي ضرب الجنوب الشرقي في أواخر سبتمبر/أيلول 2024، في انقطاع التيار الكهربائي؛ ما أثر في عمليات محطتين للطاقة النووية بالمنطقة.
فقد قررت شركة "ساوثرن نكلير" وقف عمليات الوحدة الأولى من محطة "هاتش" في جورجيا عن العمل مؤقتًا.
ونتيجة للأضرار التي لحقت بشبكة التوزيع جراء العاصفة، انخفض الطلب على الكهرباء، وأدى ذلك إلى تشغيل الوحدة الثانية من المحطة بنسبة 80% من قدرتها، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
على صعيد آخر، اضطرت شركة "ديوك إنرجي" إلى خفض الإنتاج من وحدتي محطة كاتاووبا النووية بولاية كارولينا الشمالية بسبب تلف المعدات الكهربائية.
وبعد إجراء الإصلاحات اللازمة، أعادت تشغيل الوحدة الثانية، في حين خضعت الوحدة الأولى لانقطاعات مخطط لها تتعلّق بالتزوّد بالوقود والصيانة، التي بدأت في مطلع شهر أكتوبر/تشرين الأول.
انقطاعات التزود بالوقود
بدءًا من 31 يوليو/تموز، شهد متوسط عدد أيام انقطاعات توليد الطاقة النووية في أميركا بهدف إعادة التزود بالوقود تحسنًا ملحوظًا.
فقد استمر متوسط الانقطاعات 34 يومًا خلال عام 2024، بانخفاض عن 38 يومًا في عام 2023، وفق البيانات التي اطلعت عليها وحدة أبحاث الطاقة.
وشهدت وحدة "سيكوياه 2" في تينيسي أطول الانقطاعات لهذا العام لمدة 59 يومًا، تليها وحدة "سوري 1" في فيرجينيا لمدة 58 يومًا.
وخلال النصف الأخير من عام 2024، من المقرر أن تنتهي محطات الطاقة النووية المختلفة من انقطاعات التزوّد بالوقود، التي بدأت في سبتمبر/أيلول وامتدت إلى أكتوبر/تشرين الأول.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..