أخبار عاجلة
رسميًا.. حكيم زياش ينضم إلى الدحيل القطري -

دعم المغرب استقلال الجزائر .. أدوار تاريخية بارزة رغم محاولات الإنكار

دعم المغرب استقلال الجزائر .. أدوار تاريخية بارزة رغم محاولات الإنكار
دعم المغرب استقلال الجزائر .. أدوار تاريخية بارزة رغم محاولات الإنكار

شهدت المنطقة المغاربية خلال فترة الخمسينات والستينات من القرن الماضي تحولات جذرية، حيث كانت الدول المغاربية تقاوم الاستعمار وتبحث عن الاستقلال. وفي هذا السياق، كان للمغرب دور بارز في دعم الثورة الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي.

وكشفت عدد من الوثائق التاريخية أن الملك محمدا الخامس، الذي كان على رأس المملكة المغربية في تلك الحقبة الزمنية، قدم دعما سياسيا وعسكريا ولوجستيا كبيرا للثوار الجزائريين من أجل نيل الاستقلال. ورغم هذا الدعم التاريخي الذي قدمه المغرب، إلا أن الجزائر التي نالت استقلالها بفضله وفضل دعم دول أخرى، تقوم اليوم بتقديم الدعم لجبهة البوليساريو، وهي منظمة انفصالية تعتبرها الرباط منظمة إرهابية.

منذ بداية الثورة الجزائرية في عام 1954، كان المغرب تحت قيادة الملك الراحل محمد الخامس من أوائل الدول التي قدمت دعما واسعا للثوار الجزائريين، سواء على مستوى المحافل الدولية أو من خلال تقديم الدعم اللوجستي والعسكري للثوار، وفق الشهادات التاريخية التي حصلت عليها جريدة هسبريس الإلكترونية.

محمد سالم ولد بيه، باحث في تاريخ المنطقة المغاربية من مدينة الداخلة، قال في هذا السياق: “المغرب خلال فترة حكم محمد الخامس كان شريكا استراتيجيا للجزائر في نضالها ضد الاستعمار الفرنسي، لم يكن الدعم المغربي مجرد دعم معنوي، لأن المغرب قدم ملاذا آمنا للثوار الجزائريين، وساهم في تهريب الأسلحة والذخيرة إلى داخل الجزائر”.

وأضاف الباحث ذاته، في تصريح لهسبريس، أن “المغرب أتاح للثوار الجزائريين استخدام أراضيه كقاعدة خلفية، حيث تم إنشاء قواعد تدريب للثوار الجزائريين على الأراضي المغربية، كما كانت الحدود المغربية الجزائرية نقطة حيوية لمرور المؤن والأسلحة إلى داخل الجزائر، مما ساعد على استمرار النضال الجزائري ضد الاستعمار الفرنسي، وقد كان الملك محمد الخامس يدرك تماما أن استقلال الجزائر هو جزء من نضال مشترك لتحرير كامل المنطقة المغاربية من الاستعمار”.

على الصعيد الدبلوماسي، يضيف المتحدث ذاته، “لعب المغرب دورا محوريا في تعزيز قضية الجزائر في المحافل الدولية، وذلك من خلال دعم محمد الخامس الثورة الجزائرية على مستوى الأمم المتحدة، حيث ضغط من أجل إدراج قضية الجزائر كقضية تصفية استعمار”، مشيرا إلى أن المغرب كان يسعى جاهدا إلى حشد التأييد الدولي والدعم السياسي للثوار الجزائريين، وهو ما ساهم في زيادة الضغوط على فرنسا لإنهاء استعمارها للجزائر.

من جانبه، قال جلال الدين بنعيسى، باحث في العلاقات المغربية الجزائرية من مدينة فجيج، إن “الدبلوماسية المغربية في فترة محمد الخامس كانت فعالة للغاية في إبراز قضية الجزائر على الساحة الدولية”، مضيفا أن المغرب لم يكن فقط داعما سياسيا للثورة الجزائرية، بل كان يقود جهودا دبلوماسية كبيرة لجعل استقلال الجزائر قضية دولية، وهو ما ساهم في تحفيز الرأي العام العالمي للضغط على فرنسا لإنهاء استعمارها”.

وأكد بنعيسى، في تصريح لهسبريس، أن إحدى أبرز المحطات في دعم المغرب لاستقلال الجزائر “مؤتمر طنجة الذي عقد في عام 1958، والذي جمع قادة من المغرب وتونس والجزائر، وتم فيه الاتفاق على تعزيز التعاون بين الدول المغاربية لمواجهة الاستعمار، وكان الهدف الأساسي هو دعم الثورة الجزائرية حتى تحقيق الاستقلال”، لافتا إلى أن “مؤتمر طنجة كان دليلا على أن المغرب كان يسعى ليس فقط لتحرير الجزائر، بل لتوحيد المنطقة المغاربية في مواجهة القوى الاستعمارية”.

وعاد محمد سالم ولد بيه، الباحث في التاريخ المغاربي، ليوضح أهمية هذا المؤتمر، قائلا: “مؤتمر طنجة كان نقطة تحول في التعاون المغاربي ضد الاستعمار، إذ كان المغرب يلعب دورا محوريا في هذا التعاون، حيث سعى الملك محمد الخامس إلى تعزيز الوحدة بين دول المنطقة من أجل دعم نضال الجزائر. كان الهدف هو تحقيق استقلال شامل للمنطقة، وهذا ما جعل المغرب في طليعة المدافعين عن القضية الجزائرية”.

رغم كل هذا الدعم الذي قدمه المغرب للجزائر خلال فترة الاستعمار، إلا أن العلاقات بين البلدين تشهد اليوم توترا كبيرا بسبب دعم الجزائر لجبهة البوليساريو، وهي حركة انفصالية تسعى إلى إقامة دولة مستقلة في الصحراء المغربية، والرباط تعتبرها منظمة إرهابية تمس بأمن واستقرار المنطقة ككل.

جلال الدين بنعيسى أشار إلى هذا التحول في العلاقات بين المغرب والجزائر، قائلا: “ما يحدث اليوم يعتبر مفارقة تاريخية، لأن الجزائر التي كانت تستفيد من دعم المغرب في نضالها من أجل الاستقلال، باتت اليوم تدعم حركة انفصالية تهدد وحدة المغرب الترابية”، مؤكدا أن هذا الموقف الجزائري يثير استغراب كثيرين، خاصة في ظل العلاقة التاريخية التي جمعت البلدين في مواجهة الاستعمار.

وضمن سلسلة من الأحداث التي عكست التزام المغرب بدعم الثورة الجزائرية، تعرضت مدينة فجيج، الواقعة على الحدود المغربية الجزائرية، لقصف من قبل الجيش الفرنسي في عام 1956، وكانت هذه المدينة المغربية التاريخية معروفة بتقديمها الدعم الكبير للثوار الجزائريين، حيث كان سكانها يوفرون المؤن والمساعدات اللوجستية، ويساهمون في تهريب الأسلحة عبر الحدود إلى داخل الجزائر.

وقد أثار هذا الدعم الشعبي والعسكري حنق السلطات الفرنسية التي اعتبرت فجيج نقطة رئيسية لتزويد الثوار الجزائريين بالإمدادات. وفي هذا السياق، قال جلال الدين بنعيسى إن “الهجوم الفرنسي على فجيج كان بمثابة عقاب جماعي للمدينة بسبب تضامنها الصريح مع الثورة الجزائرية، لأن التضامن الشعبي في فجيج كان قويا، واعتبرته فرنسا تهديدا مباشرا لجهودها العسكرية في الجزائر”، خاتما بأن هذا القصف كشف عن حجم التضحيات التي قدمها المغاربة، ليس فقط على المستوى الرسمي، بل أيضا الشعبي، في سبيل دعم نضال الجزائر ضد الاستعمار.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق أستاذ اقتصاد زراعي: قطاع الزراعة شهد ثورة تشريعية منذ 2014
التالى بعد قرار محمود الخطيب.. زيزو يوافق على عرض ممدوح عباس الخيالي ويوقع مع الزمالك