غوتيريش يحذر من الأزمات العالمية ويدعو لتعزيز بناء السلام الدولي

أنطونيو غوتيريش

يتصاعد القلق الدولي مع تفاقم الصراعات الجيوسياسية، واتساع فجوة التفاوت الاقتصادي، وتصاعد أزمة المناخ، مما يهدد الاستقرار العالمي بشكل غير مسبوق. في ظل هذه الأوضاع المضطربة، شدد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، على ضرورة تكثيف الجهود لتعزيز بناء السلام، مؤكدًا أن العالم يواجه "ورطة" حقيقية تستدعي استجابة دولية عاجلة.

تعرض "بلدنا اليوم" أهم تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة "أنطونيو غوتيريش" خلال الدورة التاسعة عشرة للجنة الأمم المتحدة لبناء السلام:

شدد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، على ضرورة العمل الجاد لتعزيز جهود السلام، محذرًا من تفاقم النزاعات والانقسامات التي تهدد استقرار العالم.

وتحدث غوتيريش، خلال الدورة التاسعة عشرة للجنة الأمم المتحدة لبناء السلام، عن أهمية تعزيز بنية السلام، مؤكدًا أنها تمثل أدوات محورية لتحقيق تطلعات الشعوب نحو الاستقرار. وتشمل هذه البنية لجنة بناء السلام، ومكتب دعم بناء السلام، وصندوق بناء السلام، حيث تعمل بالتنسيق مع فرق الأمم المتحدة القطرية لتعزيز الاستقرار في المناطق المتضررة من النزاعات.

استعرض غوتيريش التحديات التي تواجه العالم، مشيرًا إلى تصاعد الصراعات واتساع الفجوات الجيوسياسية، فضلًا عن تفاقم أزمة المناخ. وأوضح أن هذه التحديات تجعل عمل لجنة بناء السلام أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى، مؤكدًا دورها الاستشاري في تقديم الدعم للدول المتأثرة بالأزمات.

كما أشاد الأمين العام بجهود لجنة بناء السلام، مشددًا على ضرورة تعزيز دورها الاستشاري داخل الأمم المتحدة وخارجها. وأشار إلى أهمية التعاون بين اللجنة والمجتمع المدني والقطاع الخاص والمنظمات الإقليمية والمؤسسات المالية لضمان تحقيق نتائج ملموسة.

و أكد غوتيريش أن ميثاق المستقبل يمثل فرصة مهمة لتوسيع نطاق بناء السلام، داعيًا إلى إعطاء الأولوية للوقاية من النزاعات والوساطة لتعزيز الاستقرار الدولي. كما لفت إلى تقريره الأخير حول بناء السلام، الذي يتضمن اقتراحات لتعزيز جهود اللجنة في دعم الاستقرار العالمي.

بالإضافة إلى ذلك, حث الأمين العام اللجنة على تقديم توصيات عملية للجمعية العامة ومجلس الأمن لتعزيز بنية بناء السلام، داعيًا إلى تمويل مستدام لدعم هذه الجهود. وأكد أن مساهمات الجمعية العامة لصندوق بناء السلام تعد خطوة مهمة، لكنها لا تزال بعيدة عن الهدف المنشود البالغ 500 مليون دولار سنويًا.

ودعا غوتيريش إلى استكشاف حلول تمويلية مبتكرة تضمن استدامة الموارد اللازمة لدعم بناء السلام، مشيرًا إلى أهمية الشراكات بين القطاعين العام والخاص في هذا الصدد. كما أعرب عن ثقته في قدرة اللجنة على دفع جهود الأمم المتحدة نحو تحقيق سلام دائم ومستدام في العالم.

نرى أن العالم في السنوات الأخيرة شهد تصاعدًا ملحوظًا في النزاعات المسلحة والانقسامات السياسية، مما زاد من التحديات الأمنية والاقتصادية على المستوى الدولي. ومع تفاقم أزمات مثل الحرب في أوكرانيا، والتوترات في الشرق الأوسط، وتداعيات التغير المناخي، أصبحت الحاجة إلى جهود دبلوماسية واستراتيجيات بناء السلام أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى. في هذا السياق، تلعب لجنة بناء السلام التابعة للأمم المتحدة دورًا محوريًا في تقديم الدعم للدول المتأثرة بالنزاعات وتعزيز الاستقرار من خلال التعاون الدولي والتمويل المستدام.

يذكر أن اللجنة تأسست عام 2005 كهيئة استشارية حكومية دولية تهدف إلى دعم الدول الخارجة من النزاعات، وتقديم توصيات لمجلس الأمن والجمعية العامة والمجلس الاقتصادي والاجتماعي بشأن استراتيجيات بناء السلام. تتكون اللجنة من 31 دولة يتم اختيارها وفقًا لمساهماتها المالية والعسكرية في منظومة الأمم المتحدة، مما يمنحها دورًا فاعلًا في رسم سياسات الاستقرار الدولي.