شهدت أسعار القهوة في الآونة الأخيرة تغييرات ملحوظة تعود بشكل أساسي إلى الضغوط المرتبطة بانخفاض المحاصيل في الدول المنتجة الكبرى مثل البرازيل وفيتنام،هذا الضغوط أثرت بشكل كبير على العرض، مما أدى إلى ارتفاع الأسعار بشكل واضح،وفي الوقت نفسه، تشير التوقعات إلى أن المخزونات العالمية للقهوة ستصل إلى أدنى مستوياتها في 25 عاماً خلال موسم 2025-2025، مما يولد قلقاً في الأسواق حيال الاستقرار في الإمدادات،كما شهدت العقود الآجلة لقهوة الروبوستا تقلبات ملحوظة في سوق لندن، مما يعكس التأثير المباشر للتغيرات في الإمدادات على الأسعار.
ارتفاع الأسعار في السوق المحلية
في مرحلة لاحقة، أفاد حسن فوزي، مدير شعبة في غرفة التجارة، بأن أسعار القهوة شهدت ملحوظة بنسبة 15% في السوق المحلية خلال الفترة الأخيرة،ويعتبر هذا الارتفاع مؤشراً واضحاً على التأثيرات الناتجة عن الأوضاع العالمية المتقلبة في إنتاج القهوة وأسعارها.
سعر البن الطبيعي
وفقاً لفوزي، ارتفع سعر البن الطبيعي في السوق إلى 560 جنيهاً للكيلو، بعد أن كان 480 جنيهاً، ب تقدر بـ80 جنيهاً،كما سجل سعر البن المطحون ارتفاعاً أيضاً، حيث بلغ 680 جنيهاً بعد أن كان 600 جنيه،هذه ال في الأسعار تأتي لتسلط الضوء على التزايد المستمر في تكاليف القهوة، والتي تسهم بشكل كبير في تغيير سلوكيات الشراء لدى المستهلكين.
أسباب ارتفاع الأسعار عالمياً
أرجع فوزي ارتفاع الأسعار عالمياً إلى الظروف المناخية السيئة مثل الجفاف، وكذلك المشاكل الجوية الأخرى التي أثرت سلبياً على إنتاج القهوة في دول مثل البرازيل،هذا بالإضافة إلى القضايا المتعلقة ب تكاليف الإنتاج والشحن،وتجدر الإشارة إلى أن ارتفاع الأسعار في الأسواق العالمية له تأثير مباشر على الأسعار المحلية، حيث تضاعفت هذه الأسعار مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي،كما أن نفاد المخزونات المحلية يزيد من حدة المشكلة، مما يؤثر سلبياً على استيراد القهوة من الأسواق الدولية.
تأثير ال على استهلاك القهوة
يرى فوزي أن هذه ال في الأسعار قد تؤثر على معدلات استهلاك القهوة، حيث قد يضطر بعض المستهلكين إلى تقليل الكمية التي يشترونها أو التفكير في أولوياتهم الشرائية، والتركيز على المنتجات الأساسية بدلاً من الكماليات مثل القهوة،هذه التغيرات في سلوك المستهلك قد تؤدي إلى تراجع في الطلب، مما قد يؤثر على السوق بشكل عام.
اعتماد مصر على استيراد البن
يتضح من تصريحات فوزي أن مصر تعتمد بصورة كاملة على استيراد البن من دول كإندونيسيا وفيتنام والبرازيل والهند وإثيوبيا وكولومبيا،ورغم الألعاب السعريّة السائدة، إلا أن ال لم تؤثر على كافة المحلات التجارية حالياً نظراً لاعتماد بعضها على المخزون القديم،ومع نفاد المخزون، سيتوجب على التجار شراء القهوة بأسعار جديدة، مما سيؤدي حتماً إلى الأسعار في السوق.
جهود التجار لمواجهة ارتفاع الأسعار
وأكد فوزي أن التجار يبذلون جهوداً متواصلة للسيطرة على أسعار القهوة ومنع زيادتها بشكل مفاجئ،لكن في ظل استمرار الارتفاع العالمي، سيكون من الصعب تفادي الأسعار في السوق المحلية،من المهم أن يظل التجار على اطلاع دائم بالتغيرات العالمية لضمان استقرار السوق المحلي.
في الختام، تعكس التغيرات في أسعار القهوة على الصعيدين المحلي والعالمي التحديات الكبيرة التي تواجهها مختلف الدول المنتجة والمستوردة،التأثيرات المناخية والسياسية والتنظيمية تلعب دوراً كبيراً في إدارة العرض والطلب، مما يؤثر على الأسعار بشكل مباشر،لذا ينبغي على التجار والمستهلكين اتخاذ الحيطة في قراراتهم الشرائية، كما يجب متابعة الأوضاع العالمية لضمان فهم أوسع للتغيرات الممكنة في هذا السوق الحيوي.