أكد الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية وشئون الهجرة، أن «المسار التفاوضي حول سد النهضة وصل إلى طريق مسدود»، مشددا أن «مصر تحتفظ بحقها الذي كفله القانون الدولي بحماية مصالحها في حال تعرضها للخطر والضرر».
جاء ذلك خلال مقابلة لبرنامج «بالورقة والقلم»، مع الإعلامي نشأت الديهي، المذاع عبر شاشة «TEN» ، على هامش جلسة الاستعراض الدوري الشامل في مجال حقوق الإنسان بجنيف.
وتابع: «للأسف الشديد الموقف المُتعنت من الطرف الآخر؛ أدى إلى هذا الجمود والطريق المسدود».
وأضاف: «انخرطنا في مفاوضات بحسن نية من جانبنا على مدار 13 عاما، ولكن للأسف لم نصل إلى شيء؛ بل تم استغلال المفاوضات لفرض رؤية معينة وأمر واقع».
ورد على تساؤل الإعلامي نشأت الديهي، حول تدخل أطراف أخرى بعملية الوساطة، قائلا: «بكل وضوح: المسار التفاوضي وصل إلى نهايته وطريقه المسدود».
وكشف الدكتور بدر عبد العاطي عن تفاصيل حواره مع وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، مشيرا إلى تناوله الكثير من الملفات الإقليمية والدولية.
وقال، إن الحديث شمل مستقبل القضية الفلسطينية، واليوم التالي في غزة وسوريا وليبيا.
وأكد أن: «هناك تقاربا شديدا مع الجانب الأمريكي»، مشيرا إلى تطرق النقاش أيضا إلى «قضية مصر الوجودية، قضية المياه والسد الإثيوبي».
وأشار إلى وجود «تطابق في المواقف واعتراف كامل بالحقوق المائية المصرية باعتبارها قضية باعتبارها قضية وجودية لمصر» .
ولفت إلى التوصل إلى اتفاق تشغيل وملء سد النهضة بدعم من الإدارة الأمريكية في ولاية الرئيس الأمريكي ترامب الأولى، مشيرا إلى أن «الاتفاق كان جاهزا للتوقيع بموافقة جميع الأطراف، لكن الطرف الآخر(إثيوبيا)، للأسف الشديد؛ تراجع في يوم التوقيع».
وأوضح أن الاتفاق كان يمنح إثيوبيا حق توليد الكهرباء بنسبة 80% في حالة الجفاف الممتد، بما يحقق كل مساعي إثيوبيا فيما يتعلق بالتنمية، ويحفظ لمصر حقها في الوجود والحياة والاستمرار.
ورد الدكتور بدر عبد العاطي، على تساؤل الإعلامي نشأت الديهي «هل لدى الإدارة الأمريكية الجديدة شهية مفتوحة لحل الدولتين؟».
وقال على هامش جلسة الاستعراض الدوري الشامل في مجال حقوق الإنسان بجنيف: «لا ننسى أن الرئيس ترامب في ولايته الأولى طرح رؤيته فيما يتعلق بحل الدولتين، ونحن نسعى مع هذه الإدارة للعمل على تنفيذ هذه الرؤية على أرض الواقع».
وتابع: «لولا انخراط إدارة الرئيس ترامب، قبل توليها مهام منصبها، في مباحثات وقف إطلاق النار في غزة؛ لم يكن من الممكن التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار بغزة».
وأشار إلى وجود «مصالح مشتركة وعلاقات سياسية واقتصادية قوية» بين البلدين، لافتا إلى عقد منتدى ضخم للأعمال والاستثمار بين مصر والولايات المتحدة في القاهرة برعاية الرئيس السيسي في مايو المقبل، وبمشاركة مئات الشركات الأمريكية.
وأكد أن مصر والولايات المتحدة كطرفين عالميين مهمين؛ تجمعهما مصالح مشتركة للعمل على تسوية كل الصراعات القائمة بالطرق السلمية.
ونوه أن الرئيس السيسي كان من أوائل الرؤساء الذين قدموا التهنئة للرئيس ترامب بعد إعلان فوزه في الانتخابات الأمريكية خلال الفترة الثانية.
وأضاف: «أنا على تواصل مع وزير الخارجية الأمريكي لمناقشة الوضع في قطاع غزة والمنطقة، في ظل الأهمية البالغة لحل القضية الفلسطينية والخطورة البالغة لأي عمليات تهجير أو اقتلاع للفلسطينيين من أرضهم».
وشدد أن العلاقات بين مصر والولايات المتحدة تاريخيا تحظى بطابع استراتيجي بعد أكثر من 4 عقود من الشراكة الاستراتيجية، مشيرا إلى وجود مصالح مشتركة وبعد استراتيجي للعلاقة وحرص مشترك من البلدين؛ للحفاظ على هذه الشراكة.
