صليب , يعتبر دير الأنبا بولا في البحر الأحمر واحدًا من أبرز المعالم الدينية والتاريخية في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية .
ومن بين كنوزه القيمة، يتصدر صليب فضة ثمين هدية من البابا يوأنس الملوان ي، البابا السابع عشر في تاريخ الكنيسة، الذي عاش في القرن الثامن عشر .
يُعد هذا من أبرز ما خلفه البابا يوأنس، الذي كان معروفًا بعنايته الخاصة بالكنائس والأديرة، وكذلك بحرصه على الحفاظ على التراث الديني وتوريثه للأجيال المقبلة.
صليب فضة عليه نقش تاريخي
يحمل عليه كلمات مهمة تشهد على عناية البابا يوأنس بهذا الكنز الثمين .
يذكر النقش أن هذا قد أهداه البابا يوأنس الخامس بعد المائة إلى دير الأنبا بولا “كوقف مؤبد” حيث تم تخصيصه ليظل ملكًا للدير ويكون جزءًا من تراثه المقدس .
ويؤكد النقش في نصه أنه لا يجوز بيع أو رهن أو إخراجه من الدير تحت أي ظرف، ويشدد على أنه في حالة انتهاك هذه الوصية ، سيعاقب الشخص المُخالف من قبل الله والقديس الأنبا بولا نفسه .
ومن جهة أخرى، فإن من يلتزم بهذه الوصية ويحافظ على هذا الإرث سيكون له البركة والمكافأة من الله.
دور البابا يوأنس في الحفاظ على التراث الديني
لم يكن مجرد هدية رمزية ، بل كان تعبيرًا عن حرص البابا يوأنس الملواني على حماية التراث الديني القبطى من الضياع والتغيير .
لقد وضع كعلامة واضحة على أهمية الحفاظ على الممتلكات الدينية للأجيال القادمة . لم يكن الهدف من هذه الهدية مجرد الزخرفة أو التزين ، بل كان هناك بُعد روحاني عميق من خلال التأكيد على بقاء هذه الهدايا في الدير وضمان استمرارها كجزء من الذاكرة الدينية. ويعكس هذا الموقف التزام البطريرك بالكنيسة واهتمامه الكبير بنقل التراث الديني دون المساس به.
أهمية الـ صليب في تراث دير الأنبا بولا
يعد جزءًا لا يتجزأ من التراث الديني الغني الذي يحفظه دير الأنبا بولا. فهو ليس فقط رمزًا للإيمان والتفاني، بل يمثل أيضًا جزءًا من تاريخ الكنيسة القبطية وارتباطها العميق بالقديسين والأديرة. ويعكس الصليب تقدير البابا يوأنس للقديس الأنبا بولا، أول السواح، ويُعتبر من أبرز المعالم الدينية التي تروي قصة العناية الربانية التي تواصل الحفاظ على التراث الروحي للأجيال المتعاقبة.