اقرأ في هذا المقال
- الطاقة النووية في أفريقيا خيار مثالي لمعضلة الكهرباء
- التنمية في أفريقيا ستكون مصحوبة بزيادة كبيرة في الطلب
- 30 دولة في العالم تفكر في مشروعات نووية ثلثها في أفريقيا
- يمثل النفط حاليًا 43% من إنتاج الطاقة في أفريقيا
- قد تؤدي المفاعلات الصغيرة دورًا في مواجهة تحديات الطاقة بالقارة
تبرز الطاقة النووية في أفريقيا حلًا واعدًا لتعزيز أمن الطاقة في بلدان القارة التي تشهد نموًا حادًا في الطلب على الكهرباء، وفق أحدث متابعات القطاع النووي في أفريقيا لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وتكتسب مشروعات الطاقة النووية أهمية متزايدة في أفريقيا، نتيجة توقعات بتناقص إنتاجية الوقود الأحفوري خلال العقود المقبلة، إلى جانب الطبيعة غير الموثوقة لإمدادات الطاقة المتجددة التي تهدّد استقرار الشبكات الوطنية وموثوقيتها.
وتمثّل أفريقيا ثُلث إجمالي عدد البلدان الراغبة في إدخال الطاقة النووية عالميًا ضمن مزيج الكهرباء، والبالغ 30 دولة.
وتشمل قائمة الدول التي أقدمت فعليًا أو حتى تفكر في مشروعات الطاقة النووية في أفريقيا كلًا من: مصر وغانا وكينيا والمغرب والنيجر ونيجيريا والسودان وأوغندا والجزائر وتونس وزامبيا.
خيارات حتمية
ربما لا تترك الزيادة السريعة في الطلب على الطاقة في أفريقيا خيارًا لبلدان القارة سوى الاستثمارات المكثفة في الطاقة النووية، وفق مقال للكاتب جاكي سيليرز.
وتساءل سيليزر: "كيف يبدو مستقبل الطاقة في أفريقيا على المدى الطويل في عالم يتعيّن عليه التحول بعيدًا عن الوقود الأحفوري للحد من الاحتباس الحراري؟".
واستشهد سيليزر بدراسة تحليلية أجراها برنامج المستقبل الأفريقي، التابع لمعهد الدراسات الأمنية، خلصت إلى وجود عاملَيْن سيحددان مشهد الطاقة المستقبلي في أفريقيا، وهما الطلب والنمو السكاني.
وحول العامل الأول، أوضح سيليزر أن التنمية في أفريقيا ستكون مصحوبة بزيادة كبيرة في الطلب على الطاقة؛ إذ إن الطلب السريع سيتطلّب وجود 8.62 برميلًا من النفط المكافئ لكل شخص، علمًا بأن المتوسط في أفريقيا حاليًا 3 براميل من النفط المكافئ لكل شخص؛ وهو الأدنى في أي منطقة عالميًا.
ثم سلّط كاتب المقال الضوء على العامل الآخر الذي يحدّد ملامح الطاقة النووية في أفريقيا، وهو أن القارة تشهد نموًا سكانيًا بمعدلات مطردة، موضحًا أن عدد سكان أفريقيا لامس مليارًا و448 مليون شخص في عام 2022، متجاوزًا نظيرَيْه في الهند التي ما تزال تشهد نموًا في هذا الخصوص، والصين التي لامست الذروة.
وأشار إلى أنه بحلول عام 2066 سيزيد عدد السكان في أفريقيا على نظيره في الهند، في حين سيواصل هذا العدد التراجع القوي في الصين.
وتعني الزيادة السريعة في احتياجات الطاقة لعدد سكانها المتنامي بسرعة أن الطلب على الطاقة في أفريقيا سيتجاوز نظيره في الهند بدءًا من نحو عام 2061، وفق معلومات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
النفط والغاز
استعان كاتب المقال جاكي سيليرز بنموذج التنبؤات العالمية بالمستقبل، الصادر عن جامعة دنفر، لاستكشاف مدى قدرة أفريقيا على التحول بعيدًا عن الوقود الأحفوري، بما في ذلك النفط والغاز.
ووفق النموذج، يمثّل النفط حاليًا 43% من إنتاج الطاقة في أفريقيا، مقابل 33% للغاز و19% للفحم.
ويوضح النموذج كذلك أنه بحلول عام 2050، سيشكل النفط 17% من إنتاج الطاقة في أفريقيا، في حين سيشكّل الغاز 40% والفحم (7%).
ويرى جاكي سيليرز أن هناك إمكانًا لخفض تلك الأرقام لا سيما بالنفط للنفط والغاز، غير أنه أكد أن هذا يتطلّب مزيدًا من الجهد.
بدائل أخرى.. ولكن
لا تمثّل طاقة الشمس والرياح والطاقة الحرارية الأرضية وغيرها من المصادر المتجددة الأخرى سوى 2% من إجمالي إنتاج الطاقة في أفريقيا، وفق معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
ويرى كاتب المقال أن القارة ستستغرق وقتًا طويلًا حتى تتمكن من التحول عن الوقود الأحفوري واستبدال المصادر النظيفة به.
وقال إنه على الرغم من أن طاقة الشمس والرياح تتمتع بإمكانات كبيرة لتوفير الكهرباء للمنازل من خلال التطبيقات خارج الشبكة أو في المناطق الريفية، فإنها لن تحل مشكلة متطلبات الأحمال الأساسية في أفريقيا.
كما أن الطاقة الكهرومائية التي تستأثر بـ3.2% من إنتاج الطاقة في أفريقيا تواجه تهديدات تغير المناخ، وسرعان ما تضع البلدان المطورة لها في مأزق، على غرار ما حدث في زامبيا التي شهدت تناقصًا حادًا في مياه الأمطار أثر في سعتها الكهرومائية التي تغذّي 86% من شبكتها الوطنية.
وأوضح أنه في ظل في عدم إحراز أي تقدم في مجال تخزين الطاقة، فإن الطبيعة المتقطعة للطاقة المتجددة تشكّل عقبة كبيرة أمام البلدان الساعية لاستغلال سلعها الأساسية وتصنيعها.
الطاقة النووية في أفريقيا.. الحل
تجعل المعضلات المذكورة الطاقة النووية في أفريقيا خيارًا بارزًا لتعزيز أمن الطاقة في بلدان القارة في ظل تنامي الطلب على الكهرباء.
وتُعد محطة كويبيرغ في جمهورية جنوب أفريقيا المحطة النووية الوحيدة العاملة في أفريقيا.
وفي عام 2022 بدأت روسيا بناء 4 محطات طاقة نووية ذات سعة كبيرة على تحلية المياه في مدينة الضبعة غرب مصر، ويُتوقع دخول تلك المحطات حيز التشغيل في عام 2026، بتكلفة نهائية تلامس نحو 30 مليار دولار أميركي.
وقال كاتب المقال: "وحتى في هذه الحالة، لن تمثل الطاقة النووية في أفريقيا سوى أقل من 1% من إجمالي إنتاج الطاقة في القارة".
ووفق الجمعية النووية العالمية، تستأثر الطاقة النووية بإنتاج 10% من إجمالي الكهرباء المولدة في أفريقيا، مع وجود نحو 60 مفاعلًا قيد البناء، ونحو ضعف هذا العدد في مرحلة التخطيط، علمًا بأن معظم هذه المفاعلات هي محطات تقليدية ضخمة الحجم.
المفاعلات المعيارية الصغيرة
يرى كاتب المقال أن المفاعلات النووية الصغيرة والمتناهية الصغر قد تؤدي دورًا مهمًا في مواجهة تحديات الطاقة في أفريقيا.
لكنه يرى أن تلك المفاعلات ربما تظل بعيدةً عن الاستعمال التجاري واسع النطاق حتى عقد من الزمان.
ثم أوصى الكاتب في نهاية مقاله بضرورة وجود قيادات جريئة وإبرام شراكات جديدة لتعزيز الاستثمار في قطاع الطاقة النووية في أفريقيا، من أجل تطبيقات سلمية تكون جزءًا من حل أزمة الطاقة في القارة.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر:
2.بيانات مشروعات الطاقة النووية في أفريقيا من غرفة الطاقة الأفريقية.