يترقب قطاع تخزين الكهرباء في ألمانيا نموًا قياسيًا في قدرات البطاريات بدعم من اقتراب دخول مشروعات عملاقة حيز التشغيل.
وكشفت بيانات الشركات المشغّلة أن مشروعات بطاريات بقدرة إجمالية 226 غيغاواط طلبت الربط بالشبكة، بحسب آخر تحديثات قطاع تخزين الكهرباء لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
ورغم دورها بدعم موثوقية الشبكة في أوقات تقطُّع إمدادات الطاقة المتجددة بسبب الطقس، فإن تلك القدرات تزيد كثيرًا على خطط الوصول لقدرات 54 غيغاواط فقط بحلول عام 2045.
ولذلك يحذّر مسؤولون من تبعات تلك الزيادة في صورة اختناق الشبكة، أي عندما تزيد الأحمال بما يمنع التيار من الوصول إلى المستهلكين؛ إذ تعجز الشبكة عن نقل كل تلك الكميات؛ وهو ما يؤدي إلى حدوث شلل.
قدرات تخزين الكهرباء في ألمانيا
كان يُنظَر إلى نمو قدرات تخزين الكهرباء في ألمانيا على أنّه السبيل لإرساء شبكة كهرباء تعتمد على الطاقة المتجددة المتقطعة دون عوائق، خاصة مع الأهداف الطموحة التي وضعتها برلين.
إذ تعمل الدولة -صاحبة أكبر اقتصاد أوروبي- على رفع حصة الطاقة المتجددة، وعلى رأسها الشمس والرياح، في مزيج الكهرباء إلى 80% بحلول عام 2030، من 47% في عام 2022.
وسواء نجحت في ذلك أم لا، فإن قدرات هائلة من مشروعات تخزين الكهرباء في الطريق إلى تغذية الشبكة بإجمالي 226 غيغاواط.
ويزيد ذلك كثيرًا عن 54 غيغاواط فقط من قدرات التخزين اللازمة لدعم خطط الحياد الكربوني في ألمانيا بحلول عام 2045، وفق بيانات رسمية صدرت العام الماضي.
لكن المشكلة هنا أن الطلب القوي على الكهرباء خلال أشهر الشتاء مع تراجع إنتاج الطاقة الشمسية يرفع فواتير المستهلكين.
وعندما تبدأ بطاريات تخزين الكهرباء في تفريغ شحناتها لسدّ الفجوة، ربما يكون إنتاج طاقة الرياح يتدفق بالفعل؛ وهو ما يؤدي إلى غمر الشبكة بالإمدادات.
ولذلك يخشى مسؤولون حكوميون ومشغّلو شبكات الكهرباء من أن بناء مشروعات تخزين الكهرباء في المكان الخاطئ، مع عدم إدارة الموارد على نحو سليم، قد يؤدي إلى خنق الشبكة.
الكهرباء في ألمانيا
دعا أكبر مشغّل لشبكة الكهرباء في ألمانيا "تينيت" (Tennet) إلى نشر مشروعات البطاريات في المناطق المناسبة تجنبًا للإضرار بالمنظومة.
وقال، إن شمال البلاد يحتضن معظم مشروعات طاقة الرياح؛ ولذلك يجب توجيه مشروعات التخزين الجديدة إلى الجنوب الذي تتركز فيه شركات التصنيع.
وحذّر بيان مشغّلي الشبكة الأربعة من تركيز شركات بطاريات التخزين -في الوقت الحاضر- على تحقيق أرباح من خلال شحن الكهرباء عند انخفاض الأسعار وتفريغها بالشبكة عند الارتفاع، وهو ما سيفاقم أزمة "الاختناق".
وجاء ذلك من منطلق سعى مطوّري تلك المشروعات إلى الاستفادة من تراجع أسعار أنظمة التخزين مع إمكان استعمالها للتربّح من وراء تقلبات سوق الكهرباء.
كما حذّر الرئيس التنفيذي لمشغّل الشبكة شركة "أمبريون" (Amprion) كريستوف ميلر من "صراع مصالح" بين الشبكة والشركات المطورة لمشروعات بطاريات تخزين الكهرباء في ألمانيا.
واستجابت وزارة الاقتصاد للوضع؛ إذ تُجري محادثات مع جهات التنظيم والتشغيل المحلية لضمان ألّا تضغط بطاريات تخزين الكهرباء في ألمانيا على الشبكة.
ومن بين اقتراحات التنظيم المطروحة تقديم حوافز، أو فرض عقوبات ترتبط بالشحن، أو تفريغ شحنات تلك البطاريات العملاقة، مع وضع إطار تنظيمي مُلزم.
وتفوق مشكلات شبكة الكهرباء في ألمانيا حدود البلاد، إذ من الممكن أن يؤثّر ارتفاع الأسعار في الدول المجاورة بسبب ترابط منظومات الكهرباء.
ولذلك من المتوقع أن يطرح الاتحاد الأوروبي آليات تسعير متعددة حسب المناطق تأخذ بالحسبان التباين في ألمانيا، وذلك في وقت لاحق من العام الجاري (2025).
أبحاث بطاريات تخزين الكهرباء
في السياق نفسه، أعلنت وزارة التعليم الألمانية تمويل أبحاث بطاريات تخزين الكهرباء بمبلغ 25 مليون يورو (26 مليون دولار أميركي).
*(اليورو = 1.04 دولارًا أميركيًا).
وستكون المخصصات من الموارد الخاصة للوزارة لسدّ فجوة التمويل الناتجة عن خفض تمويلات صندوق المناخ والتحول المعني بخطط التحول الأخضر (CTF).
وكانت الوزارة تموّل معظم أبحاث تخزين الكهرباء في ألمانيا من خلال الصندوق، لكن الحكومة أعلنت في ديسمبر/كانون الأول (2023) خفض الإنفاق ليتماشى مع حدود الاقتراض.
وبناءً على ذلك، لن يقدّم الصندوق تمويلات للأبحاث الجديدة بدءًا من العام الجاري 2025.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر:
- مخاوف من نمو قدرات تخزين الكهرباء في ألمانيا من وكالة بلومبرغ
- وزارة التعليم تمويل أبحاث تخزين الكهرباء من منصة "رينيوابلز ناو"