أخبار عاجلة

الموساتي يستنطق المصادر الإسلامية للبحث عن حضور "أوروبا الوسيطية"

الموساتي يستنطق المصادر الإسلامية للبحث عن حضور "أوروبا الوسيطية"
الموساتي يستنطق المصادر الإسلامية للبحث عن حضور "أوروبا الوسيطية"

محاولة لرصد “تقابل الشرق والغرب، والبحث عن الوجود الأوروبي في المصادر الشرقية أو العربية الإسلامية”، تولى الباحث المغربي يوسف الموساتي القيام بها من خلال “دراسة حضور الإثنيات والجغرافية الأوروبية في المصادر العربية الإسلامية خلال العصر الوسيط، وتحديدا من القرن الأول الهجري/ السابع الميلادي إلى القرن العاشر الهجري / السابع عشر الميلادي، تاريخ التحول الجذري في موازين القوى، وظهور السرديات التاريخية الكبرى”.

وعن دار النابغة للنشر والتوزيع صدر كتاب “تحولات المركز والهامش – أوروبا الوسيطية في المصادر الإسلامية”، الذي يهدف إلى “تتبع التطور التاريخي والجغرافي للإثنيات والجغرافية (أو الجغرافيات) الأوروبية في هذه المصادر، ومحاولة الوقوف على مكامن الخلل في السردية الرسمية، والتناقض بين ما تقدمه هذه المصادر والجغرافية الحالية، وفهم القطائع والاستمراريات في هذا التاريخ الممتد على عشرة قرون”.

الموساتي يشير في مقدمة الكتاب إلى أن “العملية طويلة يستحيل معها الوصول إلى نتائج سريعة قدر ما تتطلب التراكم والاشتغال متعدد التخصصات ومقاربات ورؤى متعددة”، مبرزا أنه “لهذا كان لابد من الاستعانة بالمنهج التاريخي، وذلك عن طريق جمع النصوص (الجغرافية) وترتيبها كرونولوجيا، وعرض موضوع كل فصل أو بحث في كل واحد منها، لفهم تطورها التاريخي، ثم محاولة فهم الأفكار العامة المؤطرة لها”.

استنطاق للنصوص

يعترف الكاتب في توطئة المؤلف، الذي يقع في 250 صفحة، بأن “الدراسة لا تستعجل النتائج بقدر ما تروم استنطاق النصوص والوقوف على تناقضاتها، وطرح الأسئلة، فلن يتم الجنوح في التحليل، أو التفريط فيه خلال هذه المرحلة من المشروع، بل سينصب التركيز على الوصف مع التعليق الذي يسائل البديهيات، ويعيد طرح السؤال حول ما اعتبر منطلقات راسخة ويقينية وقطعية”، مؤكداً أنه حاول “الإصغاء للنصوص على اختلافها، واستنطاقها كخطوة أولى حتى تتضح الرؤية كاملة، وتتشكل خارطة الجغرافية والإثنيات الأوروبية في الذهن، ويتبلور الوعي بإشكالياتها ومكامن خللها، وآنذاك يمكننا إعادة تركيب الصورة”.

وناقش الموساتي الصعوبات التي اعترضت العمل، أبرزها “الضياع الكامل أو الجزئي لعدد من المصنفات الجغرافية، والأخطاء التي شابت عمليات التحقيق، فشوهت النصوص الأصلية، حتى غدا التمييز في بعض الأحيان بين النص الأصلي وتدخلات النساخ والمحققين أمرا صعبا”، مضيفا: “صعوبة المصطلحات التي أوردها الجغرافيون، واختلافها من واحد لآخر، وعدم اتفاقهم على معايير أو مصطلحات ثابتة، خاصة أن كثيرا من المقاييس (الدرجة، الفرسخ، الذراع …) عرفت بعض التحولات التي مازال تحديدها يحتاج إلى عمل ودراسات أكثر”.

كما تحدث المؤلف أيضا عما وصفه بـ”التضارب الموجود بين النصوص، الذي يصل أحيانا كثيرة حد التناقض، ليس بين المؤلفين، بل داخل الكتاب الواحد، فيمكن العثور على إشارة ثم نقيضها في نص آخر في الكتاب نفسه للمؤلف نفسه، إضافة إلى كثرة النسخ واللصق دون إحالات، وما يبدو واضحا من تدخلات المحققين أو المخرجين، بشكل شوه النصوص بشكل كبير”، معتبرا أن الأمر “يستلزم النقد الخارجي للمصادر والدراسة البيوغرافية لمؤلفيها، حتى يتم تحري الصدق والصواب، وتصحيح التحريفات والوقوف على المصادر الأصلية لكل مؤلف”.

تجميع للمعطيات

أشار الباحث يوسف الموساتي إلى أن “الاستعمار المباشر إذا كان قد انتهى فإن أشكاله الأخرى مستمرة، ومن بينها استعمار الوعي التاريخي وتزييفه؛ من هنا تصبح إحدى أدوات التحرير ‘نزع الشرعية’ عن السرديات التاريخية الكبرى، وتفكيكها والاتجاه صوب الهامش أو التابع أو صوب ذاكرة وتاريخ عادلين، لرد الاعتبار إلى ما تم نسيانه وتزييفه وإعادة تركيب التاريخ من جديد”.

في سياق آخر لفت الأكاديمي إلى أن التركيز كان “على تجميع المعطيات الواضحة والمتفق عليها، أو ما يبدو منسجما مع ما أورده المؤلف، ومحاولة القيام بعمل تركيبي للنصوص، ومحاولة تجميع أكبر عدد من النصوص والمؤلفات المرتبطة بفترة البحث واستجلاء مستوياتها ومحدداتها، في أفق فهم سيرورة وصيرورة تشكل أوربا جغرافية وإثنيات في التصور العربي الإسلامي”.

وأورد الكاتب أن هذا الكتاب يروم “فهم التشكل التاريخي والجغرافي والثقافي أيضا لبعض الإثنيات والجغرافيات الأوروبية، وتحديدا اليونان مع بداية أرض الروم، باعتبارها كانت الأقرب ثقافيا وحضاريا ومجاليا للمجال العربي الإسلامي، من أجل فهم مستويات حضورها في المصادر العربية الإسلامية، وكيف تطورت عبر التاريخ”، مبرزا أن “الكتاب انطلق من الوقوف على صورة الأرض، باعتبارها الإطار العام الذي أطر صورة المسلمين، خاصة الجغرافيين منهم”.

كما بين الموساتي أنه سيتم المرور بعدها “إلى اللغة اللاتينية وبحر الروم واليونان وغيرها من المباحث التي ركزت على المنطقة التي كانت أكثر احتكاكا بالثقافة الإسلامية، لاسيما اليونان، أثينا، الإغريق، بحر الروم… إلخ”، خالصا في تقديمه إلى أن “هذا العمل الأول لا يروم تقديم إجابات، بقدر ما يهمه طرح الأسئلة، وإعادة السؤال، والتساؤل حول البديهيات والمنطلقات التي ارتقت إلى درجة المطلقات، في أفق فهم أفضل لتاريخنا، ومن أجل ذاكرة عادلة”.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق موعد ظهور نتيجة الشهادة الإعدادية الأزهرية 2025 في كفر الشيخ
التالى وزير الطيران يلتقي وزير النقل القطري لبحث آليات تعزيز التعاون المشترك