صوم ، المعروف أيضا بصيام أهل نينوى ، يُعد من أصوام الدرجة الأولى في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية .
و يتميز بكونه أحد الصيامات الروحية العميقة التي ترتبط بالتوبة والانقطاع عن الشهوات ، وهو يُعتبر دعوة للعودة إلى الله. في عام 2025، يبدأ في يوم الإثنين 10 فبراير ويستمر حتى يوم الأربعاء 12 فبراير ، ليكي يكون بذلك أحد أقصر الصيامات في الكنيسة القبطية .
ومع ذلك، فإنه يحمل معاني روحية كبيرة، إذ يرتبط بقصة يونان النبي وأهل نينوى .
العلاقة بين يونان والسيد المسيح
يستمر صيام يونان لمدة ثلاثة أيام ، ويأتي قبل الكبير بحوالي خمسة عشر يومًا .
يرتبط بعيد القيامة ، حيث يُطلق عليه أيضًا “فصح يونان”، وهو مصطلح كنسي يشير إلى العبور من الموت إلى الحياة ، وهو نفس المعنى الذي تحمله كلمة “فصح” باللغة العبرية .
إن قصة يونان الذي ابتلعه الحوت لبضعة أيام وخرج حيًا، تشكل صورة رمزية لقيامة المسيح من الموت بعد أن عاش في القبر لمدة ثلاثة أيام. لذلك، يعتبر يونان رمزًا للمسيح في تقاليد الكنيسة الأرثوذكسية، حيث يربط الصوم بين توبة أهل نينوى وقيامة السيد المسيح.
طقوس صوم يونان وأثره الروحي في الكنيسة
خلال الصيام ، تُقام الصلوات اليومية في الكنيسة مع زيادة عدد القداسات، وذلك من أجل تمكين أكبر عدد من المؤمنين من المشاركة .
تتسم الصلوات بعمقها الروحي وتعد فرصة للتوبة والانقطاع عن الأطعمة الحيوانية ومنتجاتها .
كما يُقرأ سفر يونان من الكتاب المقدس ، حيث يُستعرض فيه رجوع أهل نينوى عن خطاياهم استجابة لدعوة النبي
. يلتزم الأقباط بالصيام انقطاعيًا لفترات طويلة تعبيرًا عن التوبة والتواضع أمام الله. ويتزامن هذا الصوم مع تقاليد الكنيسة التي تشدد على الصلاة والصوم باعتبارهما طريقًا للتوبة والانضباط الروحي .
صوم يونان والهوية القبطية
يعتبر من صيامات الكنيسة القبطية الأرثوذكسية الرئيسية ، إذ يلتزم الأقباط بالامتناع عن تناول الأطعمة الحيوانية وكذلك السمك خلال هذا الصيام ، وهو ما يجعله يشبه الأربعيني و الأخرى مثل أسبوع الآلام .
يمزج صيام يونان بين التقليد الكنسي العريق والتوبة الحقيقية المستمدة من الكتاب المقدس .
فهو يعكس قدرة الإنسان على تغيير مصيره الروحي عبر الصلاة والصيام والعودة إلى الله بالتوبة الصادقة. وفي النهاية، يظل صوم يونان محطة روحية عظيمة في حياة الأقباط، تذكرهم برحمة الله غير المحدودة وأنه دائمًا في انتظار توبة عباده.