استأنفت عناصر الإنقاذ عمليات البحث عن الجثث في وقت أعلن رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، نشر 10 آلاف جندي وشرطي إضافي، اليوم السبت، في منطقة فالنسيا التي دمّرتها فيضانات أودت بحياة 211 شخصا.
وبدا الأمل في العثور على ناجين بعد أكثر من ثلاثة أيام على إغراق المياه الموحلة البلدات وتدميرها البنى التحتية ضئيلا في الكارثة الأكثر فتكا في إسبانيا منذ عقود.
وسُجّل كل القتلى تقريبا في منطقة فالنسيا الشرقية، حيث عمل آلاف الجنود وعناصر الشرطة وقوات الحرس المدني على إزالة الركام والوحول بحثا عن الجثث.
وأفاد مسؤولون بأن العشرات مازالوا في عداد المفقودين، لكن يصعب نشر عدد دقيق، نظرا للأضرار البالغة التي لحقت بشبكات الهاتف والنقل.
وأعلن سانشيز، في خطاب متلفز، أن عدد القتلى ارتفع إلى 211، وأنه وافق على طلب رئيس الإقليم إرسال خمسة آلاف جندي إضافي، وأبلغه بنشر خمسة آلاف عنصر من الشرطة وقوات الحرس المدني.
وقال وزير الداخلية فرناندو غراندي-مارلاسكا، الجمعة لإذاعة “كادينا سير”،، إنه “من المنطقي” توقع ارتفاع عدد القتلى.
في الأثناء هناك أمل في أن ينخفض عدد المفقودين فور استئناف خدمات الاتصال عبر الهاتف والإنترنت.
وتمثّل الأولوية إعادة فرض النظام وتوزيع المساعدات في البلدات والقرى المدمّرة، التي قطعت عنها إمدادات الغذاء والمياه والطاقة على مدى أيام.
وتعرّضت السلطات لانتقادات واسعة بشأن مدى كفاية أنظمة التحذير قبل الفيضانات، واشتكى بعض السكان من أن الاستجابة للكارثة كانت بطيئة للغاية.
وقالت نائبة المسؤول عن منطقة فالنسيا سوزانا كاماريرو للصحافيين، السبت، إنه تم إيصال الإمدادات الأساسية “من اليوم الأول” إلى كل التجمّعات السكانية التي يمكن الوصول إليها؛ لكن من “المنطقي” أن يطالب السكان المتضررون بالمزيد، على حد قولها.
وقيّدت السلطات في فالنسيا إمكان الوصول إلى الطرق على مدى يومين للسماح لفرق الطوارئ بتنفيذ عمليات لوجستية وللبحث والإنقاذ بشكل أكثر فعالية.
حملة تضامن
خرج آلاف المواطنين الذين جروا عربات تسوّق وحملوا معدات إلى الشوارع الجمعة للمساعدة في جهود التنظيف.
وذكرت كاماريرو أن بعض البلديات حصلت على كم هائل من “التضامن والمواد الغذائية”.
وتواصل التضامن اليوم السبت، إذ خرج حوالى ألف شخص من مدينة فالنسيا الساحلية باتّجاه بلدات قريبة دمّرتها الفيضانات، وفق ما شاهده مراسل فرانس برس؛ وحضّتهم السلطات على التزام منازلهم لتجنّب الازدحام المروري الذي من شأنه أن يعرقل عمل أجهزة الطوارئ.
وترأس رئيس الوزراء، بيدرو سانشيز، اجتماع خلية أزمة يضم كبار أعضاء الحكومة اليوم السبت، ومن المقرر أن يوجّه خطابا إلى الإسبان في وقت لاحق.
وتشكّلت العاصفة التي تسببت في الفيضانات، الثلاثاء الماضي، مع تحرّك الهواء البارد فوق المياه الدافئة في المتوسط، وهو أمر معتاد في هذا الوقت من العام.
لكن العلماء يحذّرون من أن تغير المناخ المدفوع بالنشاط البشري يزيد من شدة ومدة وتكرار ظواهر الطقس الحادة هذه.