خاص| ارتفاع أسعار الثوم.. أزمة مؤقتة في السوق المصرية وحل قريب يلوح في الأفق

أسعار الثوم

شهدت الأسواق المصرية مؤخرًا ارتفاعًا في أسعار الثوم، مما أثار حالة من الترقب والقلق بين المستهلكين، خاصة أن هذه السلعة تُعد من الأساسيات التي لا غنى عنها في المنازل والمطاعم، ويرجع هذا الارتفاع إلى تراجع الكميات المتاحة في السوق، نتيجة الاعتماد على المخزون القديم من الإنتاج المحلي، إلى جانب الثوم المستورد الذي تأثرت أسعاره بزيادة تكاليف النقل والجمارك.

موعد انخفاض أسعار الثوم 

ورغم حدة الأزمة الحالية، فإن الحلول تبدو قريبة ومبشرة، مع اقتراب موسم الحصاد المحلي الجديد، يتوقع أن يؤدي دخول كميات كبيرة من المحصول المحلي إلى انخفاض كبير في الأسعار، قد يصل إلى أكثر من 70%، هذا الانخفاض المنتظر يعكس أهمية دور المحصول المحلي في تحقيق التوازن بالسوق وتلبية احتياجات المستهلكين.

ديناميكية الأسعار في سوق المنتجات الزراعية 

وتُعد مثل هذه التغيرات في أسعار المحاصيل الزراعية أمرًا معتادًا في الأسواق التي تعتمد على مواسم الزراعة، حيث يشهد السوق فترات قصيرة من الارتفاع نتيجة قلة المعروض، يعقبها استقرار تدريجي مع بداية مواسم الحصاد، فإن الثوم باعتباره محصولًا استراتيجيًا، لا يمثل فقط عنصرًا غذائيًا أساسيًا، بل يُعد أيضًا سلعة تخزينية يمكن الاستفادة منها لفترات طويلة.

وفي هذا السياق، يتزايد الحديث عن أهمية التوسع في زراعة الثوم محليًا لتقليل الاعتماد على الاستيراد، مما يعزز من قدرة السوق على مواجهة مثل هذه التقلبات، إلى جانب ذلك، يتميز الثوم المصري بجودته العالية التي جعلته مطلوبًا في الأسواق العالمية، وهو ما يفتح آفاقًا جديدة للتصدير وتحقيق عوائد اقتصادية تعود بالنفع على المنتجين المحليين.

حاتم النجيب: أسعار الثوم ستنخفض 70% مع دخول الموسم الجديد

يقول حاتم النجيب، نائب رئيس شعبة الخضروات بالغرفة التجارية، في تصريحات خاصة ل "بلدنا اليوم" أن الأسباب الرئيسية وراء ارتفاع أسعار الثوم خلال الفترة الحالية هو أن السوق يعتمد بشكل أساسي على الثوم المستورد وكميات من الثوم المحلي كانت مخزنة لدى التجار في الوقت الراهن، وهو ما أدى إلى زيادة ملحوظة في الأسعار نتيجة ارتفاع تكاليف الاستيراد والنقل، فضلًا عن الطلب المتزايد على هذه السلعة الأساسية في المنازل والمطاعم.

انخفاض متوقع بنسبة 70%

وأكد النجيب أن هذه الزيادة في الأسعار مؤقتة، إذ من المتوقع أن تنخفض بشكل كبير خلال الشهر المقبل، بالتزامن مع بدء موسم حصاد الثوم المحلي مع زيادة المعروض المحلي في الأسواق، ستنخفض الأسعار بنسبة تزيد عن 70%، مما يعيد التوازن إلى السوق ويخفف العبء على المواطنين.

سيناريو مشابه للطماطم والبطاطس

وأشار النجيب إلى أن ما يحدث مع الثوم الآن سبق أن حدث مع الطماطم والبطاطس خلال الأشهر الماضية، حيث شهدت أسعارهما ارتفاعًا في وقت معين قبل أن تتراجع بشكل كبير بعد دخول العروة الجديدة، مضيفا أن العوامل الطبيعية والدورات الزراعية تلعب دورًا محوريًا في تحديد وفرة السلع وأسعارها، وهو أمر طبيعي في سوق يعتمد جزئيًا على المواسم الزراعية.

الثوم سلعة استراتيجية

وعلى صعيد آخر، لفت النجيب إلى أن الثوم يعد من السلع التخزينية طويلة الأجل، مما يمنح المنتج المحلي فرصة كبيرة للتوسع في الأسواق الدولية، وأن الثوم المصري يتميز بجودته العالية ويُقبل عليه عدد كبير من الأسواق العالمية، وفي ختام حديثه، دعا نائب رئيس شعبة الخضروات المستهلكين إلى التريث وعدم القلق من ارتفاع الأسعار الحالي، مؤكدًا أن السوق سيشهد استقرارًا قريبًا مع زيادة المعروض المحلي، مضيفا أن التعاون بين المنتجين والمستهلكين هو السبيل لضمان توافر السلع بأسعار عادلة، مع الحفاظ على جودة المنتجات الزراعية المصرية.

جمال أبو الفتوح: الثوم سلعة استراتيجية وارتفاع أسعارها هذه الأيام طبيعي لنقص المعروض

ويقول الدكتور جمال أبو الفتوح، وكيل لجنة الزراعة بمجلس الشيوخ، أن الارتفاع الحالي في أسعار الثوم يعود إلى قرب انتهاء المخزون الخاص بالموسم القديم، وأوضح أن هذا الوضع طبيعي ومتوقع مع اقتراب نهاية أي موسم زراعي، مشيرًا إلى أن الموسم الجديد لزراعة الثوم بات قريبًا جدًا، ما يعني أن الأسواق ستشهد انخفاضًا ملحوظًا في الأسعار مع بدء الحصاد، هذا الانخفاض سيتيح للمواطنين فرصة لتوفير احتياجاتهم من الثوم وتخزينها بأسعار مناسبة.

وأضاف وكيل لجنة الزراعة بمجلس الشيوخ أن مساحة زراعة الثوم في مصر لهذا الموسم بلغت حوالي 60 ألف فدان، بمتوسط إنتاجية يصل إلى 10 أطنان للفدان الواحد، مما يوفر إجمالي إنتاج يُقدر بنحو 450 ألف طن، وأن هذا الحجم من الإنتاج يعكس استقرارًا نسبيًا في توافر المحصول، وهو ما سيساهم في استقرار الأسعار خلال الفترة المقبلة.

ويعتبر محصول الثوم من المحاصيل الزراعية الأساسية في السوق المصرية، حيث يستخدم على نطاق واسع في العديد من الأطعمة، فضلاً عن فوائده الصحية المتعددة، وأكد أبو الفتوح أهمية دعم المزارعين وتوفير التسهيلات اللازمة لضمان استمرار إنتاج المحصول بجودة وكميات كافية لتلبية احتياجات السوق المحلي والتصدير.

واختتم وكيل لجنة الزراعة تصريحه بالإشارة إلى أهمية تعزيز وعي المواطنين بأهمية الشراء والتخزين في الأوقات التي تنخفض فيها الأسعار، للاستفادة المثلى من المحاصيل الزراعية دون الإضرار بالأسواق أو المزارعين.