في يوم تاريخي آخر، يتولى دونالد ترامب منصب رئيس الولايات المتحدة مرة أخرى وسط تطلعات وترقب واسع لما سيقدمه في ولايته الثانية. يُعد يوم 20 يناير بداية جديدة لترامب، الذي يعود إلى المكتب البيضاوي بعد سنوات من إثارة الجدل. خلال حملته الانتخابية، أطلق ترامب عشرات الوعود الجريئة، منها ما يتعلق بالهجرة، والتجارة، والطاقة، والإجراءات القانونية، مما يثير تساؤلات حول الأولوية الأولى التي سيبدأ بها.
أولوية الهجرة: خطة ترحيل كبرى
تصدرت الهجرة قائمة تعهدات ترامب في حملته لعام 2024. أعلن أنه سيطلق في اليوم الأول "أكبر برنامج ترحيل في تاريخ أميركا"، مستهدفًا المهاجرين غير المسجلين، الذين يُقدر عددهم بنحو 11 مليون شخص وفقًا للإحصاءات الفيدرالية. ومع ذلك، تشير البيانات إلى أن أقل من 500 ألف منهم لديهم خلفيات إجرامية. تعهد ترامب بتنفيذ برنامج الترحيل بصرامة، مما أثار جدلاً واسعًا بين المدافعين عن حقوق الإنسان والخبراء الاقتصاديين.
إلغاء حق المواطنة بالولادة: معركة دستورية وشيكة
حق المواطنة بالولادة، الذي يكفله التعديل الرابع عشر للدستور الأميركي، هو هدف آخر على قائمة ترامب. أكد في تصريحات لوسائل الإعلام أنه سيعمل على إنهاء هذا الحق فورًا. خطوة كهذه ستثير معارك قانونية كبيرة، وقد تُحدث تغيرات جذرية في بنية المجتمع الأميركي. ورغم التحديات، يصر ترامب على اعتبار هذا الإجراء جزءًا من إصلاح شامل لنظام الهجرة.
العفو عن متهمي هجوم الكابيتول
يُعد هجوم 6 يناير 2021 على مبنى الكابيتول أحد أبرز الأحداث في تاريخ الولايات المتحدة الحديث. وعد ترامب بالنظر في إصدار عفو شامل عن المتهمين والمدانين في هذا الهجوم خلال "التسع دقائق الأولى من ولايته". أثار هذا التعهد انتقادات واسعة، إذ يرى البعض أن العفو قد يبعث برسائل سلبية بشأن الالتزام بسيادة القانون.
إجراءات اقتصادية حاسمة: التعريفات الجمركية
يرى ترامب أن فرض تعريفات جمركية بنسبة 25% على الواردات من كندا والمكسيك يمثل خطوة ضرورية لتعزيز الاقتصاد الأميركي. وأكد أن هذا الإجراء سيكون أحد قراراته الأولى فور توليه المنصب، رغم التحذيرات من تأثيره السلبي المحتمل على الأسعار والعلاقات التجارية الدولية.
ركز ترامب بشكل كبير على زيادة إنتاج النفط والتوسع في عمليات التكسير الهيدروليكي. وعد بأن إدارته الجديدة ستُسرع إصدار التصاريح المطلوبة، مما سيؤدي، وفقًا له، إلى خفض تكاليف الطاقة وتحسين مستويات المعيشة للأميركيين. هذا الوعد يمثل استمرارًا لسياسات ترامب التي ركزت على الاعتماد على الموارد الطبيعية المحلية.
ترامب أمام التحديات: ما التالي؟
تثير وعود ترامب الطموحة تساؤلات حول الأولويات التي سيبدأ بها في يومه الأول. وبينما ينتظر الشعب الأميركي رؤية النتائج، يظل تنفيذ هذه الوعود رهينًا بقدرة إدارته على التغلب على العقبات السياسية والقانونية، وسط توقعات بمزيد من الانقسامات في المشهد السياسي.
