في يوم 20 يناير، وفي مشهد تاريخي داخل مبنى الكابيتول بواشنطن، أدى جي دي فانس اليمين الدستورية كنائب للرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، إيذانًا ببدء فترة رئاسية جديدة. المناسبة كانت لحظة مفصلية للسياسة الأمريكية، حيث يعد ترامب أول رئيس أمريكي سابق يعود إلى البيت الأبيض منذ 130 عامًا. حضور الحفل كان واسع النطاق وشمل شخصيات سياسية بارزة، رؤساء سابقين، ومليارديرات مؤثرين مثل إيلون ماسك وجيف بيزوس، وسط إجراءات أمنية غير مسبوقة تضمنت نشر أكثر من 25 ألف عنصر أمني.
من هو جي دي فانس؟
جي دي فانس، المولود في الثاني من أغسطس 1984 في ميدلتاون بولاية أوهايو، يمثل قصة نجاح أمريكية فريدة. نشأ في بيئة فقيرة ضمن منطقة تعرف بـ"حزام الصدأ"، والتي تعاني من تدهور اقتصادي. ورغم التحديات، استطاع فانس أن يشق طريقه نحو القمة، حيث تخرج من جامعة ولاية أوهايو عام 2009، ثم حصل على شهادة الدكتوراه في القانون من جامعة ييل عام 2013.
اشتهر فانس بكتابه "مرثية هيلبيلي" (Hillbilly Elegy)، الذي صدر في عام 2016، حيث سرد فيه تفاصيل حياته ونشأته وسط التحديات الاقتصادية والاجتماعية. لاقى الكتاب نجاحًا كبيرًا وأصبح من أكثر الكتب مبيعًا، وتم تحويله لاحقًا إلى فيلم.
قبل انخراطه في السياسة، خدم فانس في قوات مشاة البحرية الأمريكية وشارك في عملية حرية العراق، مما أكسبه خبرة وشعبية ساهمت في صعوده السياسي. في عام 2022، انتُخب عضوًا في مجلس الشيوخ عن ولاية أوهايو، ليصبح لاحقًا الخيار الأول لدونالد ترامب كنائب له في انتخابات 2024.
من الانتقاد إلى الشراكة السياسية مع ترامب
الطريق نحو الشراكة السياسية بين فانس وترامب لم يكن مباشرًا. ففي عام 2016، كان فانس من أبرز منتقدي ترامب ووصفه بأنه "بغيض"، وهو موقف أثار حينها جدلًا واسعًا. لكن مع مرور الوقت، تغيرت مواقفه، وأصبح من أبرز المدافعين عن ترامب، خصوصًا بعد دخوله المعترك السياسي. هذا التحول جعله المرشح المثالي ليكون نائبًا لترامب، مما يعكس قدرة فانس على إعادة تقييم مواقفه وتشكيل تحالفات استراتيجية.
دور فانس في الإدارة الجديدة
جي دي فانس يُتوقع أن يلعب دورًا محوريًا في إدارة ترامب الجديدة. بخلفيته في القانون، خدمته العسكرية، وتجربته ككاتب وسياسي، يُنظر إليه كقوة دافعة للعديد من القضايا المحورية مثل إصلاح التعليم، تعزيز الأمن القومي، ومعالجة التحديات الاقتصادية في المناطق المتضررة.
فانس معروف بآرائه التي تميل إلى المحافظة فيما يتعلق بالقضايا الاجتماعية والسياسية. ويتوقع أن يكون جزءًا من فريق يدفع نحو تنفيذ أجندة ترامب الطموحة، التي تشمل أكثر من 100 أمر تنفيذي في اليوم الأول، بما في ذلك سياسات تتعلق بالهجرة، التجارة، والطاقة.
مراسم التنصيب وسط إجراءات أمنية مشددة
شهدت مراسم التنصيب حضورًا مكثفًا من وسائل الإعلام العالمية، حيث تم اتخاذ تدابير أمنية مشددة لضمان سلامة الحضور. أكثر من 25 ألف عنصر أمني، 4 آلاف منهم تم جلبهم من مدن أخرى، شاركوا في تأمين الحفل. كما تم استخدام سياج مضاد للتآكل بطول 30 ميلًا، ونشر الطائرات بدون طيار للمراقبة.
