كشف تقرير توقعات النمو الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي في يناير أن من غير المرجح أن يحدث انتعاش اقتصادي عالمي كبير هذا العام.
ويشير التقرير، الذي شمل آراء كبار الاقتصاديين من القطاعين العام والخاص في جميع أنحاء العالم، إلى أن معظم المشاركين يحافظون على نظرة حذرة بسبب التحديات المستمرة التي تعوق التعافي الكبير.
وجاء في التقرير أن "التوقعات تظل ضعيفة، حيث يتوقع أغلبية كبار الاقتصاديين (56%) أن يضعف الاقتصاد العالمي خلال العام المقبل، مقارنة بـ17% يتوقعون تحسنا".
ومع ذلك، يسلط التقرير الضوء على الاختلافات الإقليمية، مع توقعات متفائلة بشكل ملحوظ لمنطقة أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى ويتوقع عدد متزايد من خبراء الاقتصاد نمواً اقتصادياً يتراوح بين المعتدل والقوي في المنطقة، وهو ما يعكس تحسناً في التوقعات الاقتصادية.
وارتفعت نسبة الخبراء الذين يتوقعون نمواً أقوى لمنطقة أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى إلى 78% هذا العام، مقارنة بـ 65% العام الماضي، وهو ما يشير إلى تحول إيجابي للقارة.
ويعزى هذا التفاؤل إلى حد كبير إلى تخفيف التضخم والسياسات النقدية الأكثر تيسيراً، ومن المتوقع أن يدعم كلاهما الاستقرار الاقتصادي طوال العام.
ويشير التقرير إلى أن 64% من المشاركين يتوقعون أن يظل متوسط التضخم في منطقة جنوب الصحراء الكبرى في أفريقيا معتدلاً، مقارنة بنحو 56% في العام الماضي وبالإضافة إلى ذلك، ارتفعت نسبة الخبراء الذين يتوقعون انخفاض تكاليف المعيشة من 8% إلى 20%، وهو ما يعزز توقعات تحسن التضخم في عام 2024.
ويتوقع 67% من الاقتصاديين الذين شملهم الاستطلاع أن تظل السياسة النقدية في المنطقة، والتي بدأت في التخفيف في العديد من البلدان نحو نهاية العام الماضي، دون تغيير، في حين يتوقع 33% المزيد من تخفيف السياسة النقدية هذا العام.
وإن التوقعات الإيجابية للنمو في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى تتماشى مع أحدث توقعات صندوق النقد الدولي. ففي توقعاته الاقتصادية الإقليمية لشهر أكتوبر 2023، ذكر صندوق النقد الدولي أن البلدان في المنطقة تنفذ إصلاحات صعبة ولكنها ضرورية لاستعادة الاستقرار الاقتصادي الكلي.
ويتوقع صندوق النقد الدولي نمواً إقليمياً بنسبة 3.6% في عام 2024، مع توقع انتعاش متواضع في عام 2025 بنسبة 4.2% ومع ذلك، يحذر من أن التعافي لا يزال غير متكافئ، في ظل ظروف تمويلية مشددة وإحباطات اجتماعية ناجمة عن ارتفاع تكاليف المعيشة، والفرص المحدودة، وضعف الحوكمة.
وأشار صندوق النقد الدولي إلى أنه "على الرغم من أن الاختلالات الشاملة بدأت تتقلص، فإن الصورة تظل متباينة ويستمر التفاعل بين الفقر والفرص النادرة والصعوبات قصيرة الأجل المرتبطة بالتعديلات الاقتصادية الكلية في تأجيج الإحباط الاجتماعي".
ورغم الرياح الاقتصادية المعاكسة التي يواجهها العالم، تبدو آفاق منطقة أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى أكثر إشراقا، مما يوفر بصيصا من الأمل في تحقيق التعافي المستدام والاستقرار الاقتصادي في المنطقة.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل الإخباري يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
