يتوقع أن يدخل الاتحاد الأفريقي لكرة القدم في صدام جديد مع الأندية واللاعبين والاتحادات الوطنية بسبب موعد بطولة أفريقيا للاعبين المحليين "الشان" والتي من المقرر تنظيمها شهر أغسطس المقبل في ثلاث دول هي كينيا وأوغندا وتنزانيا، بعد جدل كبير آخر صاحب تنظيمها من عدمه وسط انسحاب الكثير من المنتخبات المعروفة.
"winwin" كان سباقا، الثلاثاء الماضي، في الكشف عن قرار الاتحاد الأفريقي لكرة القدم تأجيل بطولة كأس أمم أفريقيا للاعبين المحليين "الشان" من شهر فبراير/ شباط المقبل إلى غاية شهر أغسطس/آب من العام الحالي 2025، وذلك بالتزامن مع حالة التخبط التي يشهدها الاتحاد الأفريقي، بسبب هذه البطولة، على خلفية تسجيل عدة نقائص تعيق إقامتها.
وتقام بطولة كأس أمم أفريقيا للمحليين "الشان"، في ثلاث دول، وهي كينيا وتنزانيا وأوغندا، ويشهد التحضير للبطولة عدة نقائص، أهمها ما يتعلق بعدم جاهزية البنى التحتية من مرافق وملاعب، فضلا عن عدم تمكن القائمين على البطولة من "جمع" العدد الكافي للمنتخبات للمشاركة، إذ أفرزت التصفيات تأهل 17 منتخبًا فقط، على الرغم من قرار المكتب التنفيذي للكاف بمشاركة 19 منتخبًا في البطولة.
وتأهلت حتى الآن إلى كأس أمم أفريقيا للمحليين "الشان" منتخبات 17 دولة، هي: كينيا وتنزانيا وأوغندا، المستضيفين للبطولة والمغرب وغينيا والسنغال وموريتانيا والنيجر وبوركينا فاسو ونيجيريا وجمهورية أفريقيا الوسطى وجمهورية الكونغو الديمقراطية والكونغو والسودان وزامبيا وأنغولا ومدغشقر.
الكاف يختار موعدًا "ممنوعًا" لتنظيم "الشان"
الغريب في قرار هيئة الرئيس باتريس موتسيبي الجديد بخصوص "الشان" هو اختيار موعد "ممنوع" وغير مناسب لتنظيم هذا الحدث القاري، على اعتبار أن الاتحاد الدولي لكرة القدم منع إجراء مباريات دولية خلال شهر أغسطس/ آب بقرار من مجلسه التنفيذي ويجري تطبيقه منذ عام 2015، ما يضع الكاف في حرج وصدام محتمل مع اللاعبين والأندية وحتى الاتحادات الوطنية الأفريقية.
ولم يحدد الاتحاد الأفريقي لكرة القدم لحد الآن الموعد الرسمي لتنظيم بطولة "الشان" لكنّه أكد بأنّه ستجري خلال شهر أغسطس المقبل، في تحّد صارخ للوائح الاتحاد الدولي لكرة القدم وتجاهل لتوصياته، رغم أن قرار الفيفا يسري على جميع الاتحادات القارية وهو أمر معروف وثابت منذ سنوات.
وكان الاتحاد الدولي لكرة القدم استقر عام 2012 على إلغاء المباريات الودية التي تقام في شهر أغسطس ولا تحظى بشعبية، خاصة بعد ضغوط الأندية وخاصة الأوروبية آنذاك، والتي كانت ترى في ذلك الموعد غير مناسب تمامًا لأنّه يتزامن مع نهاية التحضيرات الموسمية الرئيسية في الغالب، وبداية الموسم في بعض الأحيان.
وجاءت تغييرات الفيفا على تواريخ فترات التوقف الدولي بعد دراسة معمقة وإجماع دولي، تم بموجبه إلغاء المباريات الودية الدولية في شهري أغسطس وفبراير، لكن الأمر لا يبدو كذلك بالنسبة للاتحاد الأفريقي لكرة القدم الذي لا يفكر لا في مصلحة الأندية ولا اللاعبين.
وكان المطالبون بإلغاء المباريات الدولية في شهر أغسطس يستندون إلى عامل الحفاظ على صحة اللاعبين من ضغط الروزنامة وكثافة جدول المباريات وتقلّص فترات الراحة الموسمية، وفي الغالب تنتهي المسابقات شهر يونيو من كل عام، حتى يركن اللاعبون إلى الراحة لفترة معينة قبل استئناف التحضيرات نهاية يوليو وفي بداية شهر أغسطس.
ويرى الكثير من المتابعين بأن إجراء مباريات رسمية شهر أغسطس غير مدروس تمامًا، لأن اللاعبين يكونون غير جاهزين من الناحية البدنية والفنية، ما قد يعرضهم لخطر الإصابات المعقدة، على اعتبار أنّهم لم يستكملوا برنامج إعدادهم الموسمي، فكيف يدخلون للتنافس في بطولة رسمية وقوّية.
ولا تقف مشكلة الكاف الوحيدة باختيار هذا الموعد المثير للجدل عند هذا الحد فقط، بل سيصطدم بفترة الانتقالات الصيفية، والتي من المرجح أن تعرف رحيل العديد من اللاعبين الذين ينشطون في القارة السمراء للاحتراف خارجها، ما يعني فقدان البطولة لبعض النجوم في الوقت غير المناسب، رغم أن الكاف يزعم رغبته في تطوير البطولة وتحويلها لحدث مهم وكبير ومصدر استقطاب للممولين.
ويتضمن جدول فترات التوقف الدولي الجديد للفيفا منذ سنوات بما فيه الجدول الخاص بالفترة من 2025 إلى 2030، خمس فترات معروفة، خلال أشهر مارس/ آذار ويونيو/ حزيران وأيلول/ سبتمبر وتشرين الأول/ أكتوبر وتشرين الثاني/ نوفمبر، مع تحديد موعد البطولات القارية الكبيرة وفق الروزنامة المعروفة، لكن الكاف خرج عن النّص مرة أخرى.
ويتوقع أن يتسبب هذا الموعد بمشكلة جديدة للكاف في الاستقرار على تنظيم بطولة أفريقيا للاعبين المحليين "شان 2024" المتعثر منذ أشهر، خاصة أن الأندية يمكنها الاعتراض عليه وقد ترفض تسريح لاعبيها للمشاركة في البطولة.