تزايدت التكهنات حول إمكانية إطلاق سراح مروان البرغوثي، القيادي البارز في حركة فتح والمعتقل في السجون الإسرائيلية، ضمن صفقة تبادل الأسرى المرتقبة بين إسرائيل وحركة حماس، التي تهدف إلى وقف إطلاق النار وتحقيق تهدئة طويلة الأمد في قطاع غزة.
مناضل منذ الصغر
ولد مروان البرغوثي عام 1958 في قرية كوبر، قرب رام الله. عايش الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية والقدس الشرقية منذ طفولته، وانخرط في العمل السياسي في سن الخامسة عشرة كعضو في حركة فتح بقيادة الزعيم الراحل ياسر عرفات.
في عام 1978، تم اعتقاله لأول مرة بتهمة الانتماء لجماعة فلسطينية مسلحة، حيث أمضى أكثر من أربع سنوات في السجن. خلال هذه الفترة، تعلم البرغوثي اللغة العبرية وحصل على شهادة الثانوية العامة، واستكمل دراسته الجامعية لاحقاً في التاريخ والعلوم السياسية في جامعة بيرزيت.
دوره السياسي والاعتقال الثاني
في عام 2002، خلال عملية "السور الواقي" الإسرائيلية، اعتُقل البرغوثي مجدداً ووجهت إليه تهم تتعلق بتأسيس كتائب شهداء الأقصى وتنظيم هجمات ضد أهداف إسرائيلية. بينما ينفي البرغوثي هذه التهم، حكمت عليه إسرائيل بالسجن خمسة مؤبدات وأربعين عاماً إضافية. رغم ذلك، يرفض البرغوثي الاعتراف بشرعية المحاكمة الإسرائيلية.
زوجته المحامية فدوى البرغوثي أكدت في مقابلات إعلامية أن التهم الموجهة إليه جاءت بسبب قيادته السياسية وليس نتيجة تورطه المباشر في أي أعمال عنف.
قاعدة جماهيرية واسعة
يمثل البرغوثي رمزاً وطنياً لدى الفلسطينيين، وهو الشخصية الأكثر شعبية بينهم وفق استطلاع أجراه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية عام 2023. أظهر الاستطلاع أن البرغوثي يتفوق على منافسيه في الانتخابات الرئاسية المحتملة، متقدماً على الرئيس محمود عباس والقيادي الراحل في حماس إسماعيل هنية.
دوره في عملية السلام
رغم اتهامه بقيادة عمليات مقاومة مسلحة، يعد البرغوثي من أبرز مؤيدي حل الدولتين. إلا أنه عبّر مراراً عن شكوكه بشأن التزام إسرائيل بالاتفاقيات الموقعة. صحيفة "الغارديان" وصفته في 2014 بـ"نيلسون مانديلا الفلسطيني"، معتبرةً أنه الشخصية المثلى لتحقيق السلام إذا أفرجت عنه إسرائيل.
إطلاق سراحه مشروط بالإبعاد؟
تشير تقارير إسرائيلية إلى أن إطلاق سراح البرغوثي قد يكون مشروطاً بإبعاده خارج الأراضي الفلسطينية. بينما يرى خبراء أن الإبعاد لن يمنعه من ممارسة دوره السياسي، معتبرين أنه قد يتولى قيادة الحكومة الفلسطينية من المنفى إذا لزم الأمر.
مروان البرغوثي ليس مجرد قيادي سياسي، بل يمثل رمزاً للنضال الفلسطيني ضد الاحتلال. اسمه اليوم يتردد كجزء من صفقة تاريخية، ما يفتح باب التساؤلات حول دوره في المستقبل السياسي الفلسطيني، وهل سيكون المفتاح لتحقيق السلام الذي طال انتظاره؟
