زيارة ماكرون إلى لبنان: دعم السيادة والإصلاحات ووحدة الصف الوطني

يحمل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ثلاث رسائل محورية خلال زيارته الثالثة للبنان، المقررة يوم الجمعة، وهي الأولى منذ تفجير مرفأ بيروت في صيف 2020.

تأتي هذه الرسائل في إطار التأكيد على أولويات فرنسا تجاه لبنان عزيز السيادة الوطنية، دعم الإصلاحات الاقتصادية لتحقيق التنمية، وضمان الوحدة الوطنية.

جدول الزيارة واللقاءات الرسمية

ماكرون سيصل إلى بيروت برفقة وفد محدود يشمل وزيري الخارجية والدفاع، والمبعوث الفرنسي الخاص للبنان جان إيف لو دريان.

تشمل الزيارة لقاءات مع الرئيس ميشال عون في قصر بعبدا، والرؤساء نبيه بري ونجيب ميقاتي.

إضافة إلى رئيس الوزراء المكلف نواف سلام، الذي سبق لفرنسا أن دعمته لتشكيل حكومة إصلاحية بالتوازي مع انتخاب سليمان فرنجية رئيسًا للجمهورية.

كما سيجتمع ماكرون مع قادة دوليين وممثلين لمجموعة مراقبة وقف إطلاق النار لمناقشة تطبيق الاتفاقيات الدولية، لا سيما القرار 1701.

رسائل الزيارة

تعزيز السيادة اللبنانية

تولي فرنسا أهمية قصوى لتمكين الدولة اللبنانية من فرض سيطرتها على حدودها وأراضيها، ودعم الجيش اللبناني بالتدريب والتجهيز. تسعى باريس أيضًا لتسريع انسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان وتعزيز حضور الجيش اللبناني. كما تدعو إلى احترام القرار 1701 وتعتبر أنه فرصة للبنانيين لإثبات قدرتهم على استعادة السيادة.

تسعى فرنسا أيضًا إلى تحقيق توافق دولي، خاصة مع سوريا، لضبط الحدود ومنع التهريب، مع تأكيد أهمية أن تكون لبنان بمنأى عن أي تهديدات إقليمية.

التحول السياسي وحزب الله

تشدد فرنسا على ضرورة أن يتحول "حزب الله" إلى حزب سياسي بالكامل، معتبرة أن هذا التحول أساسي لضمان الوحدة الوطنية واستقرار المؤسسات.

كما ترى باريس أن الحزب فقد قدراته العسكرية جزئيًا بسبب تطورات إقليمية، وتعتبر التخلي عن السلاح خطوة رئيسية للاندماج الكامل في العمل السياسي اللبناني.

الإصلاحات الاقتصادية

فرنسا مصرة على ضرورة توقيع لبنان اتفاقًا مع صندوق النقد الدولي كخطوة أساسية لإعادة الثقة الدولية.

تعتبر باريس أن أي مساعدة دولية للبنان مشروطة بالإصلاحات البنيوية، الشفافية، ومكافحة الفساد، تهدف هذه الجهود إلى تعبئة الدعم الدولي وإنعاش الاقتصاد اللبناني.

الدعم الدولي

فرنسا تنسق بشكل مستمر مع السعودية والولايات المتحدة لتحقيق رؤية مشتركة تجاه لبنان، بما في ذلك الدعم السياسي والاقتصادي.

وتسعى باريس لاستغلال الزخم الدولي لإطلاق مبادرات تخدم إستقرار لبنان وإعادة بناء مؤسساته.