إيرادات النفط الليبي في 2024.. أين ذهب فارق الـ6 مليارات دولار؟

شهدت إيرادات النفط الليبي في 2024 انخفاضًا ملحوظًا، مقارنة بعام 2023، بحسب بيان صدرَ مساء أمس الثلاثاء عن المصرف المركزي.

ووفقًا للبيانات لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، بلغ إجمالي إيرادات المبيعات النفطية الليبية خلال عام 2024 نحو 76.7 مليار دينار (15.48 مليار دولار أميركي)، بينما بلغت إيرادات الإتاوات النفطية 13.1 مليار دينار (2.64 مليار دولار)، في حين سجلت إيرادات بيع المحروقات بالسوق المحلية 152 مليون دينار (30.68 مليون دولار).

وفي أول تعليق لها صباح اليوم الأربعاء 15 يناير/كانون الثاني، أوضحت مؤسسة النفط الليبية أن التراجع لم يكن نتيجة سوء إدارة، بل جاء انعكاسًا لعوامل خارجة عن إرادتها، مؤكدةً التزامها بالشفافية والإفصاح عن كل التفاصيل المتعلقة بهذا الموضوع الحيوي للاقتصاد الليبي.

وفي سياق متصل، أشارت المؤسسة إلى أن مصرف ليبيا المركزي تناول هذه الإحصائيات دون التطرق إلى التفاصيل أو الأسباب التي أدت لهذا الانخفاض، لذا رأت ضرورة توضيح الصورة بالكامل، تفاديًا لأيّ سوء فهم أو تأويل.

ويعدّ قطاع النفط الليبي الركيزة الأساسية للاقتصاد الليبي، ومصدر الدخل القومي الرئيس، مما يجعل أيّ تذبذب في الإيرادات موضع اهتمام واسع النطاق.

(الدينار الليبي = 0.20 دولارًا أميركيًا)

إيرادات النفط الليبي 2024

أكدت مؤسسة النفط أن انخفاض إيرادات النفط الليبي في 2024، بنحو 6.447 مليار دولار مقارنة بعام 2023، ناتج عن عوامل فنية واقتصادية لا يمكن تجنّبها، بحسب البيان الصادر عنها.

وأرجعت انخفاض الإيرادات النفطية إلى عدّة عوامل رئيسة، أولها هو إدراج مبلغ بقيمة 2.4 مليار دولار، يعود للعام 2022، ضمن إيرادات 2023، ما أظهر تراجعًا نسبيًا في إيرادات 2024 عند المقارنة.

وشمل هذا المبلغ 718 مليون دولار من إيرادات النفط، بالإضافة إلى 1.682 مليار دولار ضرائب وإتاوات لشركة توتال عن المدة من مارس/آذار 2018 وحتى نوفمبر/تشرين الثاني 2019، حسبما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وكان لهبوط متوسط إنتاج النفط خلال عام 2024 دورٌ كبيرٌ في الانخفاض، إذ سجل الإنتاج تراجعًا بنحو 36 مليون برميل بسبب الإغلاقات المتكررة التي أدت إلى توقف الإنتاج في عدّة مواقع.

بالإضافة إلى ذلك، سجلت أسعار خام برنت انخفاضًا بلغ متوسطه 1.86 دولارًا للبرميل خلال 2024، مقارنة بـ2023، إذ أثّر هذا الانخفاض -وإن بدا طفيفًا- بشكل كبير في إجمالي الإيرادات، بالنظر إلى حجم الإنتاج الكبير.

التكاليف الإضافية

أشار بيان مؤسسة النفط الليبية إلى زيادة كبيرة في تكاليف توريد المحروقات من الخارج، بلغت نحو 500 مليون دولار.

ويعود ذلك إلى ارتفاع الطلب من كبار المستهلكين، إلى جانب التوقفات المتكررة لمصفاة الزاوية، ما أجبر مؤسسة النفط على تعويض النقص من خلال استيراد المحروقات.

كما أسهم تذبذب إنتاج الغاز في تفاقم الأزمة، إذ اضطرت المؤسسة إلى استعمال الديزل بوصفه بديلًا لضمان استمرار عمل المرافق الحيوية.

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحدّ، بل زادت أيضًا المصروفات المصاحبة لتغطية السوق المحلية بالمحروقات بقيمة 100 مليون دولار، تضمنت تغطية ديون سابقة بقيمة 40 مليون دولار.

أمّا على صعيد الغاز الطبيعي، فقد بلغت قيمة الشحنات الموردة 199 مليون دولار، تنفيذًا لقرارات حكومية، وفق ما ورد في بيان مؤسسة النفط الليبية.

مخصصات تسوية الغاز

أشارت المؤسسة إلى زيادة في مخصصات تسوية الغاز لصالح شركة إيني الإيطالية خلال العام الماضي، بقيمة 447 مليون دولار مقارنة بعام 2023، إذ نتجت هذه الزيادة عن انخفاض إنتاج الغاز وزيادة الاستهلاك المحلي، ما حدّ من كميات الغاز المصدّرة.

وأكدت مؤسسة النفط أن انخفاض إيرادات النفط الليبي في 2024 لا يمكن إرجاعه إلى أيّ قصور إداري، بل يعكس ظروفًا خارجة عن إرادة الجميع، حسبما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وجددت المؤسسة التزامها بمبدأ الشفافية، مؤكدةً أن أبوابها مفتوحة أمام وسائل الإعلام للتحقق من أيّ معلومات.

وعلى ذلك، تبقى إيرادات النفط الليبي قضية جوهرية تحتاج إلى متابعة دقيقة وإدارة حريصة، نظرًا لأهميتها في دعم الاقتصاد الليبي وتحقيق الاستقرار المالي للبلاد.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر..

1. إيرادات النفط الليبي في بيان الإيراد والإنفاق لعام 2024 من مصرف ليبيا المركزي.
2. بيان مؤسسة النفط بشأن تراجع إيرادات النفط الليبي في 2024 من موقعها الرسمي.