سجّلت صادرات الغاز المسال العالمية زيادة طفيفة بنحو 0.7% خلال عام 2024، رغم ارتفاع ملحوظ في سعة التصدير المضافة، بحسب تقرير مستجدات أسواق الغاز المسال العربية والعالمية في 2024، الصادر عن وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن).
وبلغت صادرات العالم من الغاز المسال -لا تشمل عمليات إعادة التصدير- 409.21 مليون طن خلال العام الماضي، مقارنة بـ406.4 مليون طن عام 2023.
وكانت هذه الزيادة هي الأبطأ منذ 10 سنوات، ما يسلط الضوء على التحديات التي تواجه القطاع، خاصة مع الفجوة الواضحة بين سعة الإنتاج المضافة والزيادة الفعلية في الصادرات.
وبينما تسعى الدول المصدرة إلى تعزيز السعة في السنوات المقبلة، يبقى العديد من العوامل عائقًا أمام تعزيز صادرات الغاز المسال العالمية.
صادرات الغاز المسال العالمية لم تواكب السعة
شهد قطاع الغاز المسال تأجيل عدد من المشروعات الكبرى -التي كان من المقرر بدء تشغيلها في 2024- إلى العام الجاري، ويعود ذلك إلى عقبات في البناء والتشغيل، وهي تحديات شائعة في هذه المشروعات التي تتسم بكثافة رأس المال، إلى جانب عقبة خاصة بروسيا تحديدًا وهي العقوبات الغربية.
وأسهمت 3 مشروعات رئيسة في روسيا والمكسيك والكونغو في تعزيز سعة الإنتاج بنحو 8.6 مليون طن سنويًا، بحسب ما نقلته وحدة أبحاث الطاقة من تقرير صادر عن شركة إنرجي أوتلوك أدفايزرز.
وبذلك، ارتفعت سعة إسالة الغاز المسال عالميًا إلى 485.4 مليون طن سنويًا خلال 2024، مقارنة بـ476.8 مليون طن في عام 2023، كما يوضح الرسم أدناه، من إعداد وحدة أبحاث الطاقة:
وكانت زيادة السعة في 2024 أكبر من 2023، الذي شهد إضافة 3.6 مليون طن سنويًا، إلا أنها لم تُترجم إلى ارتفاع كبير في صادرات الغاز المسال العالمية.
وكان ذلك لأسباب خاصة بالمشروعات ذاتها؛ فقد تأثر المشروع الروسي بالعقوبات الغربية، في حين لم يعمل مشروعا المكسيك والكونغو بالطاقة التصميمية الكاملة.
مشروعات الغاز المسال الجديدة في 2024
كانت روسيا صاحبة النصيب الأكبر من سعة الغاز المسال المضافة في 2024، مع بدء تشغيل وحدة الإسالة الأولى لمشروع "أركتيك 2" بقدرة إنتاجية تصل إلى 6.6 مليون طن سنويًا.
بيد أن شركة "نوفاتيك"، المشغل الرئيس للمشروع، اضطرت إلى وقف الإنتاج بسبب العقوبات الغربية المشددة، وهذا القرار ألقى بظلال من الشك على مستقبل استئناف عمليات الإنتاج، إلا أن ذلك لم يمنع الصادرات الروسية من تسجيل مستويات مرتفعة، كما يوضح الرسم أدناه:
وعلى جانب آخر، دخلت المكسيك على خريطة الدول المنتجة للغاز المسال بمشروع "ألتاميرا"، الذي بدأ الإنتاج في سبتمبر/أيلول (2024) بقدرة 1.4 مليون طن سنويًا، معتمدًا على إمدادات الغاز الأميركي.
وفي الكونغو، بدأت وحدة "تانغو" العائمة عملياتها التجارية في ديسمبر/كانون الأول 2023، بسعة 0.6 مليون طن سنويًا، وبدأت التصدير لأول مرة في فبراير/شباط 2024، وهي جزء من مشروع الكونغو للغاز المسال الذي تطوره شركة "إيني"، ويتضمن سفينتين عائمتين تصل طاقتهما الإجمالية إلى 3 ملايين طن.
وخلال ديسمبر/كانون الأول 2024، أعلنت شركة "فينتشر غلوبال" بدء الإنتاج في مشروع "بلاكمينز" للغاز المسال -الواقع بولاية لويزيانا الأميركية- بعد 30 شهرًا فقط من اتخاذ قرار الاستثمار النهائي، وهذا المشروع يضم 24 وحدة إنتاج بقدرة إجمالية تبلغ 13 مليون طن سنويًا.
بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع بدء تشغيل وحدة الإسالة الرابعة في محطة فريبورت الأميركية في مطلع العام الجاري (2025).
سعة إنتاج الغاز المسال في 2025
ستشهد سعة إنتاج الغاز المسال في 2025 طفرة كبيرة حال تشغيل المشروعات الجديدة في المواعيد المحددة.
ورغم أن التوقعات تشير إلى زيادة السعة العالمية بنحو 27 مليون طن سنويًا في 2025، فإن الإمدادات لن تتجاوز 9 ملايين طن، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
وتشمل هذه الإضافات:
- مشروع تورتو أحميم للغاز المسال على الحدود البحرية بين موريتانيا والسنغال بسعة 2.5 مليون طن سنويًا، ويتضمن مرحلة ثانية لزيادة السعة إلى 5 ملايين طن سنويًا.
- بدء عمل المرحلة الأولى من مشروع بلاكمينز بكامل طاقتها، مع تطوير مرحلة ثانية لزيادة السعة إلى 20 مليون طن سنويًا بحلول 2026.
- بدء عمل المرحلة الثالثة من محطة كوربوس كريستي لتصدير الغاز المسال، التي تتألّف من 7 وحدات متوسطة الحجم بسعة إجمالية 10 ملايين طن سنويًا، مع توقع اكتمال تطوير 3 وحدات في 2025 وبقية الوحدات خلال 2026.
- بدء الإنتاج من مشروع كندا للغاز المسال، وتسليم أولى الشحنات من الوحدة الأولى بحلول منتصف عام 2025، وتتكون المنشأة من وحدتين بسعة إجمالية تبلغ 14 مليون طن سنويًا.
وبصفة خاصة، ستسهم المشروعات الأميركية الجديدة في تعزيز صادرات البلاد من الغاز المسال بنسبة 7% على أساس سنوي خلال 2025، بعدما تربّعت على عرش أكبر مصدري الغاز المسال بنحو 87.2 مليون طن خلال 2024.
الرسم التالي، من إعداد وحدة أبحاث الطاقة، يرصد صادرات الغاز المسال الأميركية على أساس ربع سنوي:
تقرير مستجدات أسواق الغاز المسال العربية والعالمية
بدأت وحدة أبحاث الطاقة أول إصداراتها من تقرير مستجدات أسواق الغاز المسال العربية والعالمية في عام 2024، وتحديدًا الربع الأول (بداية أبريل/نيسان).
ويُعَد هذا التقرير أول إصدار عالمي يغطي البيانات الحديثة بعد نهاية كل ربع سنوي، وبحدّ أقصى أسبوعين.
وتعمل وحدة أبحاث الطاقة من مقرّها في واشنطن؛ إذ تُصدر عدّة تقارير دورية، أسبوعية وشهرية، إلى جانب الملف السنوي لحصاد أسواق الطاقة عربيًا وعالميًا.
ويمكن الاطلاع على حصاد وحدة أبحاث الطاقة لعام 2024 وتوقعات 2025 عبر الضغط (هنا).
موضوعات متعلقة..
