أخبار عاجلة
ترتيب دوري المحترفين عقب مباريات اليوم -
7 أطعمة تطهر جسمك من السموم -
مشروب صباحي موجود في منزلك يعزز مناعتك -
فوائد خارقة لشرب القهوة على الريق.. اعرفها -

بوهدوز: الأمازيغية قوة واستقرار

بوهدوز: الأمازيغية قوة واستقرار
بوهدوز: الأمازيغية قوة واستقرار

تحت شعار “مراكش ملتقى الثقافات ومهد الحضارة الأمازيغية”، احتفت النسخة الأولى من مهرجان “أمور ن أكوش” برأس السنة الأمازيغية 2975.

وقدم الناشط المدني رشيد بوهدوز مداخلة غنية بعنوان “قراءات تاريخية في غنى الهوية المغربية من خلال الحضارة الأمازيغية” تناول فيها الأبعاد المختلفة للأمازيغية ودورها كمحور أساسي للهوية الوطنية المغربية، وطرح رؤية شاملة تجمع بين العمق التاريخي، الوحدة الوطنية، وأبعاد التنمية المستقبلية.

افتتح بوهدوز كلمته بتوجيه برسالة قوية، جاء فيها “إن الأمازيغية ليست مكونا ضمن مكونات الهوية الوطنية؛ بل هي الأساس الذي يربط المغاربة بأرضهم وتاريخهم، وهي الروح التي وحّدتهم عبر العصور”، موضحا أن تصوير الأمازيغية كجزء فقط من الهوية الوطنية هو اختزال غير منصف، وأنها العمق التاريخي والثقافي الذي بنيت عليه الدولة المغربية.

وأكد أن التنوع الذي نشهده في المغرب (الدارجة، الحسانية، العربية) ليس سوى تجليات لهذا الأساس الأمازيغي الجامع وتمظهرات ثقافية لهذا الأساس، موردا أن “الأمازيغية ليست رافدا؛ بل هي البحر الذي تصب فيه جميع الروافد”.

وأشار إلى أن الهوية الأمازيغية مرتبطة بالأرض والتاريخ؛ مما يجعلها رمزا للتجذر والاستمرارية، معتبرا الاحتفال بـ”يناير”، الأغاني الأمازيغية، وحتى الأساطير مثل أسطورة أنتايوس وغايا، تُبرز هذا الارتباط العميق بالأرض. وزاد متابعا: “كما تمنح الأرض القوة لأنتايوس في الأسطورة، فإن الأمازيغية تمنح المغرب قوته وهويته”.

ولم تخلُ مداخلة الناشط المدني المذكور من إثارة الجدل والاهتمام، مشيرا في هذا الصدد إلى أن متحدثي الدارجة المغربية هم أمازيغ بالضرورة؛ لأن بنية الدارجة نفسها مستمدة من البنية اللغوية الأمازيغية، مضيفا: “حتى إن تغيرت المصطلحات، فإن نمط التفكير والتعبير في الدارجة يعكس العقلية الأمازيغية؛ وهو ما يظهر في ترتيب الكلمات والبنية النحوية”.

كما استشهد بوهدوز بالأبحاث الجينية التي تؤكد أن غالبية المغاربة ينتمون إلى أصول أمازيغية، مبرزا أن محاولات تقسيم الهوية الوطنية إلى أمازيغ وعرب هي محاولات غير علمية وتفتقر إلى أساس جيني أو تاريخي، وشدد على أن الاختلافات اللغوية والثقافية بين المغاربة هي مجرد تجسدات سطحية للهوية الأمازيغية الجامعة.

انتقد الباحث عينه الفكر القومي العربي الذي اجتاح المغرب في القرن العشرين، معتبرا أنه أدى إلى تهميش الأمازيغية وزعزعة الهوية الوطنية، موردا أن هذا الفكر دفع البعض إلى التنكر لجذورهم الأمازيغية وتبني هويات وافدة، مؤكدا أن الأمازيغية هي الحصن الأخير ضد التيارات العابرة للحدود التي تهدد النسيج الوطني.

وقدم الناشط ذاته رؤية واضحة ومتميزة حول الفرق بين “الوحدة في التنوع” وبين “التنوع الموحَّد”، مشددا على أهمية اعتماد النموذج المناسب لضمان استقرار الهوية الوطنية المغربية، شارحا الوحدة في التنوع تشير إلى الاعتراف بالتعددية الثقافية واللغوية داخل المجتمع دون وجود أساس مشترك عميق يجمع هذه التعددية. وعلى الرغم من احترامها للاختلافات، فإن هذا النموذج يُبقي الوحدة الوطنية هشّة وقابلة للتفكك عند أية خلافات، كما حدث في يوغوسلافيا التي حاولت بناء دولة من هويات متباينة دون عمق مشترك.

على العكس من ذلك، أورد بوهدوز، فإن التنوع الموحَّد ينطلق من أساس هوياتي مشترك يُمثل العمق الثقافي والتاريخي للأمة؛ مثل الأمازيغية في الحالة المغربية، التي تعمل كإطار جامع تتفرع منه مظاهر التنوع الثقافي واللغوي. وضرب بوهدوز مثالا بالقومية الألمانية، التي بُنيت على أساس اللغة والثقافة الألمانية مع احترام الاختلافات الإقليمية.

وشدد على أن المغرب يجب أن يتبنى نموذج “التنوع الموحَّد”، حيث تُعتبر الأمازيغية العمق المشترك لكل المغاربة، بينما تبقى التنوعات الثقافية (كالدارجة والحسانية) مظاهر لهذا العمق، مؤكدا أن هذا النموذج لا يعزز فقط الوحدة الوطنية؛ بل يجعل التنوع مصدر قوة واستقرار، بخلاف الوحدة الهشة القائمة على اختلافات غير مترابطة.

كما شدد بوهدوز على أن المناطق الأمازيغية تمتلك إمكانات كبيرة في السياحة الثقافية والصناعات التقليدية والفلاحة، وأن تعزيز الأمازيغية يمكن أن يحفز التنمية في المناطق المهمشة ويحقق العدالة الاجتماعية”.

وحذر رشيد من تراجع نسبة الناطقين بالأمازيغية وفق الإحصائيات الأخيرة، معتبرا هذا التراجع مؤشرا خطيرا يُنذر بفقدان الهوية الوطنية تدريجيا، مشيرا إلى أن هذا التراجع ليس مجرد تحول طبيعي؛ بل نتيجة لعقود من السياسات التي همّشت الأمازيغية وأضعفت حضورها في الحياة اليومية للمغاربة.

ودعا إلى ضرورة اتخاذ خطوات عاجلة لإعادة الاعتبار للأمازيغية، من خلال إدماجها في التعليم والإعلام والسياسات الثقافية، مشددا على أن تعزيز الهوية الأمازيغية ليس رفاهية؛ بل ضرورة لحماية وحدة المغرب وضمان استقراره في مواجهة التحديات.

واختتم بوهدوز مداخلته بالتأكيد على أن الأمازيغية ليست مجرد لغة أو موروث ثقافي؛ بل هي العمود الفقري الذي يربط بين المغاربة جميعا، وأن استمرار تهميشها يهدد الاستقرار الوطني، بينما تعزيزها يعني بناء وطن قوي بجذوره، موحد بتنوعه”.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق أكرد يقسم آراء جمهور وست هام
التالى نقابات تدعو إلى صيغة تشاركية في إعداد النظام الأساسي لوزارة التجهيز