كشفت أحدث البيانات الحكومية عن تراجع عدد تسجيلات السيارات الكهربائية في ألمانيا، خلال العام الماضي (2024)، على أساس سنوي في أول عام لإلغاء إعانات الشراء.
وفاجأت برلين السوق بذلك القرار، في ديسمبر/كانون الأول (2023)، بعد حكم قضائي على خلفية أزمة مالية في الدولة صاحبة أكبر اقتصاد أوروبي، وفق تحديثات قطاع السيارات لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
ولأول مرة في تاريخها، تفوز بريطانيا بلقب أكبر أسواق السيارات الكهربائية في أوروبا بعدما تجاوزت ألمانيا بدعم من الخصومات المقدمة للمشترين والسياسات الحكومية الصارمة.
يأتي ذلك في وقت حرج؛ إذ تسعى ألمانيا لنشر 30 مليون سيارة كهربائية بحلول عام 2030، لكن تقديرات تقول إن برلين بحاجة لمضاعفة المبيعات 6 أضعاف لتحقيق الهدف.
السيارات الكهربائية في ألمانيا خلال 2024
تراجعت حصة السيارات الكهربائية في ألمانيا، خلال شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي (2024)، إلى 23.4% من إجمالي كل المبيعات انخفاضًا من 30% على أساس سنوي.
وتفصيليًا، انخفضت حصة السيارات الكهربائية الخالصة (العاملة بالبطارية) إلى 14.9% بالمقارنة بـ22.6% على أساس سنوي.
أما السيارات الهجينة القابلة للشحن فقد ارتفعت إلى 8.5% من 7.4% في ديسمبر/كانون الأول (2023).
وقفزت حصة السيارات الهجينة إلى 31.4% من 23% على أساس سنوي، وانخفضت حصة السيارات العاملة بالديزل، لكن سيارات البنزين ظلت دون تغيير.
وخلال عام 2024 ككل، انخفضت حصة السيارات الكهربائية العاملة بالبطارية إلى 13.5% (380.609 وحدة) من 18.4% على أساس سنوي.
لكن حصة السيارات الهجينة القابلة للشحن ارتفعت إلى 6.8% (191.905 وحدة) من 6.2%، كما صعدت حصة السيارات الهجينة إلى 26.8% من 23.4%.
وقفزت حصة سيارات البنزين إلى 35.2% من 34.4% وسيارات الديزل من 17.2% إلى 17.1%.
وإجمالًا، سُجلت 224 ألفًا و721 سيارة في ديسمبر/كانون الأول (2024) بانخفاض 7% على أساس سنوي.
أما في 2024 ككل؛ فقد انخفضت التسجيلات 1% إلى مليونين و817 ألفًا و294 وحدة من مليونين و844 ألفًا و361 وحدة.
وتصدرت شركة فولكسفاغن قائمة الشركات صاحبة السيارات الأكثر مبيعًا في ألمانيا خلال 2024؛ إذ استحوذت على 19.1% من كعكة السوق، تليها مرسيدس بنسبة 9.2% و"بي إم دبليو" 8.3%.
وضمت القائمة -أيضًا- شركات: سكودا (بنسبة 7.3%)، وأودي (7.2%)، وسيات (5.4%)، وأوبل (5.2%)، وفورد (3.5%)، وهيونداي (3.4%).
السيارات الكهربائية في بريطانيا
قدّم الهبوط الألماني فرصة من ذهب لتسجيلات السيارات الكهربائية في بريطانيا، جرّاء عاملين رئيسين هما:
1- قرار إلغاء الإعانات.
2- الاقتصاد المتعثر.
وكان وزير النقل فولكر ويسينغ، يأمل في أن يدفع قرار وقف إعانات السيارات الكهربائية في ألمانيا السوق إلى الوقوف على قدميها دون مساعدة من الحكومة، وهو ما لم يتحقق.
وأصبحت المملكة المتحدة أكبر سوق للسيارات الكهربائية في أوروبا لأول مرة لتتجاوز ألمانيا الأكبر من حيث المبيعات والإنتاج سابقًا.
وارتفعت مبيعات السيارات الكهربائية بمقدار الخُمس لتصل إلى 381 ألفًا و970 وحدة خلال عام 2024.
وشكلت السيارات الكهربائية 19.6% من كل مبيعات السيارات البريطانية ارتفاعًا من 13.5% في ألمانيا، و16.9% في فرنسا.
يمثل ذلك دفعة لطموحات لندن بحظر سيارات البنزين والديزل في 2030؛ تحقيقًا لهدف خفض الانبعاثات إلى 81% بحلول عام 2035 مقارنة بمستويات 1990.
وتفرض الحكومة غرامات تصل إلى 15 ألف جنيه إسترليني مقابل بيع كل سيارة غير كهربائية تتجاوز الحصة المقررة.
وينص تكليف السيارات الخالية من الانبعاثات على أن تكون 22% من مبيعات شركات التصنيع من السيارات الكهربائية.
وبدءًا من العام الجاري (2025) سيتعين على صنّاع السيارات تقليل الانبعاثات بمتوسط 15% مقارنة بمستويات الأعوام بين 2020 و2040.
وخلال العام الماضي (2024)، قدّمت الشركات 4.5 مليار جنيه إسترليني في شكل خصومات للأسعار، بما يعادل 12 ألفًا عن كل سيارة، وذلك لتحقيق المستهدفات الحكومية.
لكن جمعية مصنعي وتجار السيارات (SMMT) حذرت من عدم استدامة ذلك المقدار من الخصومات، وأن حجم الطلب الحقيقي على السيارات الكهربائية أقل من الهدف الحكومي.
وتشير بيانات الجمعية إلى أن واحدًا فقط من بين كل 10 مشترين اختاروا السيارات الكهربائية في 2024، كما تقل مبيعات العام بمقدار 2.4 نقطة مئوية.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر:
- تسجيلات السيارات الكهربائية في ألمانيا خلال 2024 من "كلين تكنيكا"
- السيارات الكهربائية في بريطانيا من صحيفة "تيليغراف"
