تمتد العلاقات الاقتصادية بين مصر والصين لعقود طويلة، حيث تعتبر مصر بوابة رئيسية لأسواق الشرق الأوسط وأفريقيا، على مدار هذه العقود، حرصت الصين على تعزيز استثماراتها في السوق المصري، الأمر الذي انعكس في النمو المتسارع لحجم هذه الاستثمارات، وحققت الاستثمارات الصينية في مصر نموًا ملحوظًا، مما يعكس عمق الروابط الاقتصادية بين البلدين.
التوسع الاستثماري الصيني في مصر
وصل عدد الشركات الصينية العاملة في السوق المصري إلى نحو 2066 شركة، بإجمالي استثمارات تجاوزت 8 مليارات دولار، هذا الزخم الاستثماري يعكس اهتمام الصين بالسوق المصري، خاصة بعد انضمام مصر إلى تجمع بريكس، وهو ما فتح آفاقًا جديدة للتعاون الاقتصادي بين البلدين.
وشهدت العلاقات التجارية بين القاهرة وبكين نموًا ملحوظًا، حيث ارتفعت قيمة التجارة الثنائية بنسبة 13% لتصل إلى 11.624 مليار دولار خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2024، مقارنة بـ10.283 مليار دولار في نفس الفترة من العام السابق.
ووفقًا لنشرة التجارة الخارجية الصادرة عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، سجل شهر سبتمبر وحده ارتفاعًا في التجارة بنسبة 24.8%، ما يعكس ديناميكية العلاقات الاقتصادية.
منطقة قناة السويس قبلة الاستثمارات الصينية
تُعد المنطقة الاقتصادية لقناة السويس نقطة محورية في الاستثمارات الصينية بمصر، حيث جذبت استثمارات بقيمة تجاوزت 6 مليارات دولار، وتشكل الصين منها حوالي 40%، حيث تضم المنطقة نحو 160 شركة صينية تعمل في قطاعات متنوعة مثل الألياف الزجاجية، ومواد البناء، ومعدات النفط، والأجهزة الكهربائية، وتصنيع الآلات.
وفي هذا السياق، أكد قنصل عام الصين بالإسكندرية، يانغ يي، أن عام 2024 شهد نموًا مستمرًا في الاستثمارات الصينية بمختلف المجالات، مع توسع الشركات الكبرى مثل ميناء شاندونغ وهايسنس في مشاريعها بمصر.
وأشار قنصل عام الصين بالإسكندرية، في تصريحات إعلامية، إلى أهمية التعاون بين البلدين لتحقيق تطلعات قادتهما في تعزيز الشراكة الاستراتيجية وبناء مجتمع مصير مشترك.
في سياق العلاقات الثنائية، أكد قنصل عام الصين بالإسكندرية أهمية التنسيق الاستراتيجي بين البلدين لتحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط، مشيرًا إلى نجاح الحوار الاستراتيجي بين وزيري خارجية البلدين في تحقيق توافقات هامة تعزز التعاون الدولي.
مشروعات استراتيجية صينية بـ 10 مليارات دولار
واستمرارا لعمليات توسع الاستثمارات الصينية في مصر، تخطط شركة “آسيا-بوتاس” الصينية لضخ استثمارات تتراوح بين 7 إلى 10 مليارات دولار لإنتاج الفوسفات في مصر، حيث من المقرر أن تستثمر الشركة - في المرحلة الأولى - 1.6 مليار دولار لإنشاء مجمع صناعي لإنتاج الأسمدة الفوسفاتية في منطقة تمتد من إسنا إلى السباعية، مع تصدير 100% من الإنتاج للأسواق المجاورة.
ومن المتوقع أن يوفر مشروع شركة “آسيا-بوتاس” الصينية، نحو 3000 فرصة عمل مباشرة في مرحلته الأولى.
وأكد حسام هيبة، الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة، أن المشروع يتماشى مع خطط التنمية المستدامة لمصر، ويوفر حوافز استثمارية تدعم توطين التكنولوجيا المتقدمة في مجال الاستخراج والتصنيع.
مجالات جديدة للاستثمارات الصينية
وفي نفس الإطار، يسعى مجلس الأعمال المصري الصيني إلى جذب استثمارات إضافية بقيمة مليار دولار خلال عام 2025، مع التركيز على قطاعات الملابس الجاهزة والصناعات الكيماوية.
وأوضح مصطفى إبراهيم، نائب رئيس المجلس، أن البروتوكولات الموقعة مع المقاطعات الصينية تشمل تعزيز التبادل التجاري وتسهيل دخول الشركات الصينية الجديدة للسوق المصري.
ومما لا شك فيه، تمثل الاستثمارات الصينية في مصر ركيزة أساسية لتعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين، مع تطلعات لمزيد من النمو في الأعوام المقبلة، وتظل مصر شريكًا استراتيجيًا للصين في تحقيق رؤيتها التنموية بمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، مستفيدة من موقعها الجغرافي ومزاياها الاستثمارية الفريدة، التي تجعل منها وأحدة من اهم الواجهات الاستثمارية لها في إفريقيا والشرق الأوسط .
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل الإخباري يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.