مع اقتراب عام 2025، تتزايد التكهنات بشأن مستقبل الاستثمار في المعادن الثمينة، وخاصة الذهب والفضة، في ظل التحولات الاقتصادية العالمية والتوجه نحو الطاقة النظيفة، فبالرغم من أن الذهب يظل الملاذ الآمن التقليدي لعقود، إلا أن الفضة بدأت تلعب دورًا بارزًا بفضل الطلب الصناعي المتزايد والعجز في المعروض.
وبالرغم من الإمكانات الكبيرة للفضة، إلا أنها لا تزال عرضة لتقلبات كبيرة تجعلها أقل استقرارًا من الذهب، ومع ذلك، فإن الطلب الصناعي القياسي والعجز في المعروض يعززان من فرص ارتفاع قيمتها في السنوات المقبلة، وبالنسبة للمستثمرين الذين يتحملون مخاطر أكبر، قد تكون الفضة فرصة جذابة لتحقيق مكاسب كبيرة.
الطلب الصناعي يحرك أسعار الفضة
الفضة ليست مجرد معدن ثمين، بل هي أيضًا عنصر أساسي في العديد من التطبيقات الصناعية، مثل الطاقة الشمسية، والتكنولوجيا، والبناء، ووفقًا لتقرير من صحيفة "Economic Times" الهندية، من المتوقع أن يصل الطلب الصناعي على الفضة إلى مستوى قياسي يتجاوز 700 مليون أونصة في عام 2025، بزيادة سنوية تبلغ 7%.
هذا النمو في حجم الطلب على الفضة مدفوع بالانتقال العالمي نحو الطاقة المتجددة، حيث تُستخدم الفضة بشكل مكثف في الخلايا الشمسية، لكن تكمن المشكلة الرئيسية تكمن في العجز المتوقع في المعروض، ففي عام 2024، بلغ الطلب العالمي على الفضة 1.21 مليار أونصة، متجاوزًا الإنتاج بفجوة وصلت إلى 182 مليون أونصة.
ووفقًا لتقرير من "العربية Business"، فإن محدودية الاستكشافات الجديدة تزيد من هذا العجز، مما يؤدي إلى تضييق السوق وتعزيز الأسعار.
الذهب.. الخيار الأكثر أمانًا
يبقى الذهب الخيار الأمثل للتحوط ضد تقلبات السوق، خاصة في أوقات عدم اليقين الجيوسياسي والاقتصادي، واستقراره النسبي يجعله حجر الزاوية في أي محفظة استثمارية متوازنة، بينما تظل الفضة مكملة بدلاً من أن تكون بديلاً.
توقعات جولدمان ساكس
على الرغم من التفاؤل بشأن الذهب، أشار تقرير صادر عن جولدمان ساكس إلى أن التوقعات بوصول أسعار الذهب إلى 3000 دولار قد تم تأجيلها إلى منتصف عام 2026.
وأوضح التقرير أن أسعار الذهب من المتوقع أن تصل إلى 2910 دولارات للأونصة بحلول نهاية 2025، مشيرًا إلى أن التباطؤ في عمليات التيسير النقدي قد يؤدي إلى تراجع الطلب على صناديق المؤشرات المدعومة بالذهب، مما يحد من تسارع الارتفاعات السعرية.
توقعات أسعار الفضة والذهب لعام 2025
وفقًا لبنك UBS، من المتوقع أن تتراوح أسعار الفضة بين 36 و38 دولارًا للأونصة في عام 2025، مع إمكانية وصولها إلى 40 دولارًا إذا استمر الطلب في الارتفاع.
وأشارت تقارير متخصة، إلى أن الفضة سجلت مكاسب تجاوزت 20% في 2024، لكنها تأثرت لاحقًا بارتفاع العوائد الأمريكية وقوة الدولار في الفترة الأخيرة.
أما بالنسبة للذهب، فقد أشار تقرير صادر عن "Capitalmind" إلى أن المعدن الأصفر سيظل الخيار المفضل للمستثمرين الباحثين عن الاستقرار، وأوصى بتخصيص 62% من المحفظة الاستثمارية للذهب، مقابل 35% للأسهم، و3% فقط للفضة، نظرًا لتقلبات الأخيرة،
وأكد القترير على أن الذهب، عند مزجه مع الأسهم، يحقق توازنًا بين العائد والاستقرار، ويصبح استثمارا أكثر أمانا للأشخاص الذين يفضلون الاستثمار في الذهب.
مقارنة الذهب بالفضة
تعتبر الفضة أكثر تقلبًا من الذهب، ما يمنحها إمكانات أكبر لتحقيق مكاسب، لكنها تحمل مخاطر أعلى، وأشار تقرير صادر عن "Value Research"، نقلته قناة "CNBC"، إلى أن الانحراف المعياري للفضة يتجاوز 25%، مقارنة بمدى يتراوح بين 11% و14% للذهب، وهذا يجعل الذهب خيارًا أكثر أمانًا للمستثمرين المحافظين.
على مدى السنوات الخمس الماضية، تراوحت عوائد الفضة بين -2% و21% سنويًا، بينما حافظ الذهب على نطاق مستقر نسبياً بين 7% و19%، ورغم ذلك، تفوق الذهب على الفضة في 11 من آخر 17 عامًا، ما يعزز مكانته كأصل مستقر للتحوط ضد المخاطر الاقتصادية.
توقعات بمكاسب قياسية في الأعوام المقبلة
شهد الذهب ارتفاعًا ملحوظًا في العام الماضي، محققًا أفضل أداء سنوي منذ 14 عامًا، ووفقًا لهاني أبو عقلة، كبير محللي الأسواق في XTB MENA، ارتفعت أسعار الذهب بنسبة 27% خلال عام 2024، مدعومة بمشتريات ضخمة من البنوك المركزية التي بلغت ما بين 960 و980 طنًا، وهو مستوى وصفه بأنه يعكس طلبًا "غير طبيعي" على المعدن النفيس.
وأشار أبو عقلة، في مقابلة مع "العربية Business", إلى أن الزخم الذي دفع أسعار الذهب في 2024 قد يستمر، متوقعًا أن تتجاوز الأسعار حاجز 3000 دولار للأونصة بحلول عام 2025، في ظل استمرار عمليات الشراء المؤسسي وتعزيز الطلب من الأسواق الناشئة.
من ناحية أخرى، لفت أبو عقلة إلى أن الفضة حققت أفضل أداء لها منذ عام 2020، بارتفاع نسبته 21% خلال 2024، وأكد أن استمرار نمو النشاط الصناعي في اقتصادات رئيسية مثل الصين وألمانيا قد يدفع أسعار الفضة إلى مستويات تتراوح بين 40 و50 دولارًا للأونصة في الأعوام المقبلة.
وأضاف أن الفضة أصبحت بديلاً نقديًا مهمًا للمستثمرين الذين يبحثون عن وسيلة لحماية أموالهم في ظل تقلبات السوق.
التوترات الجيوسياسية
وأكد أوليه هانسن، رئيس استراتيجية السلع في بنك ساكسو، أن التوترات الجيوسياسية وارتفاع الديون في الولايات المتحدة زادت من جاذبية المعادن الثمينة كملاذات آمنة.
وأوضح رئيس استراتيجية السلع في بنك ساكسو، أن ارتفاع المخاطر الاقتصادية يدفع المستثمرين إلى التركيز على الذهب والفضة كوسائل للتحوط، مما يساهم في رفع أسعارهما في عام 20245.
وبرغم ختلاف وجهات النظر، إلا أن الثابت في توقع الخبراء هو مواصلة الذهب والفضة أداءهما القوي في الأعوام المقبلة، ويبقى المستثمرون بحاجة إلى مراقبة المتغيرات الاقتصادية العالمية، مثل سياسات التيسير النقدي ومستويات الطلب الصناعي، لتحديد الاستراتيجية الأنسب لاستثماراتهم في المعادن الثمينة.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل الإخباري يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.