نشر موظفو صندوق النقد الدولي تقييمًا لبرنامج الأرجنتين الذي بلغ في الأصل 44 مليار دولار، وهو ثاني أكبر برنامج للصندوق في التاريخ بعد اتفاقه مع الدولة في عام 2018.
ووفقًا لقواعد صندوق النقد الدولي، لا يمكن لدولة تتمتع "بوصول استثنائي" إلى أموال صندوق النقد الدولي مثل برنامج الأرجنتين أن تسعى إلى برنامج جديد حتى تنتهي ما يسمى بالتقييم اللاحق للبرنامج السابق.
وأكدت المتحدثة باسم صندوق النقد الدولي جولي كوزاك في ديسمبر أن المفاوضات بشأن برنامج جديد بدأت، وهو ما سيكون الاتفاق الثالث للأرجنتين في ملحمة مستمرة منذ سبع سنوات.
وفي سياق منفصل، قال وزير الاقتصاد الأرجنتيني لويس كابوتو إنه يأمل في التوصل إلى اتفاق خلال الأشهر الأربعة الأولى من عام 2025.
وتراقب الأسواق باهتمام المفاوضات التي يجريها كابوتو مع موظفي صندوق النقد الدولي لمعرفة ما إذا كان المقرض سيقدم تمويلاً جديداً يتجاوز 44 مليار دولار، فضلاً عن كيفية ومتى تقرر الأرجنتين رفع إطار الضوابط المفروضة على العملة ورأس المال والتي تمنعها من العودة إلى الأسواق الدولية وتشكل هاتان القضيتان أهمية مركزية في المفاوضات الجارية.
ورسم التقييم اللاحق صورة قاتمة لبرنامج صندوق النقد الدولي الأخير في الأرجنتين والذي بدأ في مارس 2022.
وتحدث الموظفون بالتفصيل عن القرارات السياسية المتهورة التي اتخذتها حكومة الرئيس السابق ألبرتو فرنانديز والتي أدت إلى إخراج البرنامج والاقتصاد عن مسارهما في الفترة التي سبقت الانتخابات الرئاسية لعام 2023 التي فاز بها ميلي بأغلبية ساحقة.
وبحلول منتصف عام 2023، "توقف البرنامج تقريبًا"، بعد "التراجع عن الالتزامات مرارًا وتكرارًا، وانحرفت سياسات السلطات بشكل كبير عن مسارها قبل العملية الانتخابية متعددة المراحل"، وفقًا للتقييم.
وباختصار، واجهت الأرجنتين مرة أخرى أزمة اقتصادية شاملة بحلول وقت الجولة النهائية من الانتخابات، وفقاً للتقرير.
وبعد عامين من المحادثات، لم يحظ برنامج 2022 بالدعم الواسع النطاق الذي سعى إليه موظفو صندوق النقد الدولي، حيث مرت الأرجنتين بثلاثة وزراء اقتصاد في غضون شهر تقريبًا.
ورغم أن فرنانديز أيد قانونًا جديدًا يقضي بضرورة موافقة الكونجرس على صفقة صندوق النقد الدولي، فقد صوتت فصائل من حزبه البيروني ضده، الأمر الذي كشف عن صراع سياسي داخلي أدى إلى تفاقم الانهيار الاقتصادي ومهد الطريق في نهاية المطاف لميلي إلى الرئاسة.
منذ توليه منصبه، واجه ميلي توترات خاصة به مع صندوق النقد الدولي، حيث اختار أحد كبار المفاوضين في الصندوق التنحي عن منصبه بسبب خلافات حول السياسات.
ومع ذلك، أشادت قيادة صندوق النقد الدولي إلى حد كبير بحملة التقشف التاريخية التي شنها ميلي والتي ساعدت في خفض التضخم قبل الموعد المتوقع.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل الإخباري يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.