أخبار عاجلة
مؤلف جديد يستعرض ثوابت المملكة -

ثلاثون عامًا على قانون بوسمان الذي بدّل وجه كرة القدم للأبد

ثلاثون عامًا على قانون بوسمان الذي بدّل وجه كرة القدم للأبد
ثلاثون عامًا على قانون بوسمان الذي بدّل وجه كرة القدم للأبد

بينما يسعى الكثير من اللاعبين في الوقت الحالي لتحسين عقودهم مع أنديتهم أو الانتقال إلى أندية أخرى، فإن الكثيرين ممن بدؤوا بممارسة كرة القدم في الألفية الثالثة قد لا يعلمون أن القوة التفاوضية التي يمتلكونها الآن لم تكن موجودة قبل ثلاثة عقود، وأنهم يدينون بالفضل إلى لاعب بلجيكي مغمور يدعى جان مارك بوسمان قرر في يوم من الأيام أن يثور على واقعه والظلم الذي شعر به. 

تعود الحكاية إلى عام 1988 حين انضم لاعب خط الوسط إلى نادي ستاندرد لياج البلجيكي بعقد يمتد لعامين فقط، ومع نهاية عقده في 1990 تلقى بوسمان عرضًا من نادي دانكيرك الفرنسي، لكن لياج حدد مبلغ 500 ألف جنيه إسترليني للتخلي عن خدماته (بالرغم من انتهاء عقده) على أن يتم دفعها بشكل فوري لإنهاء الصفقة، وهو ما رفضه النادي الفرنسي. 

وحسب اللوائح المعمول بها في ذلك الوقت فقد كان طلب النادي البلجيكي قانونيًا، فقبل ديسمبر/ كانون الأول 1995، لم يكن يسمح للاعب الذي انتهى عقده مع ناديه بالانتقال بشكل حر (كما هو الآن) إلى نادٍ آخر، إذ إن النادي كان يملك السلطة لمنعه من ذلك، وإجباره على البقاء أو المطالبة بمقابل مادي لمنحه الإذن بالتفاوض أو الانتقال لنادٍ آخر، بالرغم من أن اللاعب لم يكن يرتبط فعليًا بأي عقد.

لكن الأمر لم يعجب بوسمان، الذي دخل في أزمة مع إدارة ناديه والتي قررت تخفيض أجره بنسبة 75%، ليصبح 500 جنيه إسترليني فقط في الشهر، بداعي أنه لم يعد لاعبًا في صفوف الفريق الأول.

دعوى قضائية من بوسمان

قرر بوسمان رفع دعوى قضائية ضد كل من نادي لياج والاتحاد البلجيكي ونظيره الأوروبي واستند اللاعب إلى أن القواعد التي وضعها "يويفا" تتنافى مع مبادئ اتفاقية روما التي تم توقيعها عام 1957 والتي سمحت بحرية الحركة والتجارة داخل الدول الأوروبية. 

ورفض بوسمان الإغراءات واتخذ قرارًا نجم عنه الكثير من التداعيات الخطيرة بالنسبة له، حيث استمرت إجراءات التقاضي لمدة خمس سنوات ولم يكن في تلك الفترة هناك أي نادٍ في أوروبا يأخذ القضية على محمل الجد إلى أن أصدرت المحكمة قرارها في ديسمبر 1995، أي بعد خمس سنوات كاملة من النضال، والذي ينص على أن اللاعبين يجب أن يكونوا أحرارًا في تحديد مصيرهم بعد انتهاء عقودهم. ولم يقتصر القرار على هذا الأمر وحسب، بل أقرت المحكمة أن كل لاعبي دول الاتحاد الأوروبي يجب اعتبارهم لاعبين محليين في دوريات الدول الأوروبية التابعة للاتحاد وبالتالي يمكن لأي نادٍ أن يضم أي عدد من اللاعبين الأوروبيين الذين ينتمون لبلدان الاتحاد الأوروبي.

قرار بدّل وجه كرة القدم

لم يستفد بوسمان نفسه من هذا القرار، حيث رفض العديد من الأندية الحصول على خدماته قبل أن ينتقل إلى نادي "آر سي إس" البلجيكي ليلعب له سبع مباريات في موسم 1995-1996 ويسجل خلالها هدفًا واحدًا، ولتبدأ بعد ذلك مرحلة تراجعه التي انتهت بإدمانه الكحول واعتزال اللعب.

لكن قرار المحكمة والذي أخذ اسم قانون بوسمان (اصطلاحًا) بدّل وجه كرة القدم الأوروبية والعالمية بشكل كامل، إذ منح اللاعبين قوة لم يكونوا يمتلكونها، وهو ما أدى إلى رفع قيمة عقودهم ومدتها، إضافة إلى أجورهم السنوية، كما أنه بدل من موازين القوى الكروية بشكل كبير، بحيث بدأت الفجوة تصبح أكبر ما بين الأندية الغنية والفقيرة؛ وأصبحت الأندية التي تمتلك المال والاستثمارات الكبيرة قادرة على شراء أكبر عدد من اللاعبين المميزين وإغرائهم بعقود مميزة، في حين أن أندية أخرى نجحت في التعاقد مع لاعبين كثر ينتمون إلى منظومة الاتحاد الأوروبي، إضافة إلى عدد من اللاعبين الأجانب من أمريكا اللاتينية وأفريقيا أو حتى أوروبا الشرقية.

البرازيلي فيليبي كوتينيو لاعب برشلونة وليفربول السابق

اقرأ المزيد

ويذكر التاريخ أن نادي أرسنال كان أول نادٍ يزج بتشكيلة خالية من أي لاعب إنجليزي في 2005، قبل أن يلحق به تشيلسي وفرق أخرى، فيما فاز إنتر ميلان الإيطالي على بايرن ميونخ الألماني في نهائي دوري الأبطال 2010 من دون أن يكون في تشكيلته الأساسية أي لاعب إيطالي.

إيجابيات وسلبيات قانون بوسمان

بعد مرور ثلاثة عقود على تطبيق قانون بوسمان يمكن القول إن كرة القدم العالمية قد تبدلت بشكل جذري، فمن جهة أولى تحرر اللاعبون من عبودية الأندية، وبات بإمكان اللاعب المنتهي عقده مغادرة ناديه بشكل حر ودون أي تكاليف مادية. كما سمح هذا القانون بمنح اللاعبين ميزات تفاوضية أفضل، فيما ظهر وللمرة الأولى ما يعرف باسم وكلاء اللاعبين الذين أصبحوا يديرون مهمة التفاوض بشكل منظم. 

وبعيدًا عن ارتفاع الأجور بشكل جنوني، فقد أعطى القانون فرصة كبرى للأندية من أجل استقطاب لاعبين من خارج القارة الأوروبية. فاستفادت الأندية من مواهب لم يكن بإمكانها الحصول عليها سابقًا بسبب قانون (3+2) وهو القانون الذي كان يسمح بوجود ثلاثة لاعبين أجانب فقط في الميدان، واثنين على مقاعد البدلاء. 

لكن بأي حال من الأحوال، لا يمكن تجاهل السلبيات الكبيرة التي ظهرت بسبب هذا القانون، ومن أبرزها سيطرة الأندية الكبيرة وذات النفوذ المادي الكبير على النسبة الأكبر من الصفقات وسرقتها لأبرز المواهب التي تبرز في الأندية الأخرى التي تحولت إلى مصانع لإنتاج المواهب وبيعها دون استثمارها، بسبب عدم القدرة على مقاومة الإغراءات المادية.. لتتراجع وبشكل ملحوظ دوريات مثل الدوري الهولندي والفرنسي وحتى الإيطالي الذي تربع طويلًا على عرش الكرة الأوروبية، بسبب تدفق كميات كبيرة من المال في دوريات دون أخرى. 

أما بالنسبة لبوسمان نفسه فقد عانى ماديًا بشدة، وجرب بيع قمصان تحمل اسمه، على اعتبار أنه صاحب الدور الرئيس في تغيير قوانين اللعبة الخاصة بسوق الانتقالات، لكن لم يقبل أحد على شرائها.

في 2015 وبعد سنوات من المعاناة أصبح بوسمان مفلسًا رسميًا وعاطلًا عن العمل وبات يعتمد على التبرعات المالية التي تصله من الاتحاد الدولي للاعبين المحترفين منذ ذلك الحين وحتى يومنا هذا حيث يبلغ من العمر 60 عامًا. 

أهم القصص

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق عيار 21 بـ 3765 جنيه.. ارتفاع أسعار الذهب في مصر بنهاية تعاملات اليوم السبت 4-1-2025
التالى بعد قرار محمود الخطيب.. زيزو يوافق على عرض ممدوح عباس الخيالي ويوقع مع الزمالك