ما تزال توقعات إنتاج النفط في سوريا محط اهتمام كبير وسط التحديات الاقتصادية والسياسية التي تعصف بالبلاد منذ أكثر من عقد.
فقبل عام 2011، كانت سوريا تنتج نحو 400 ألف برميل يوميًا، لكن الصراعات المسلحة أدت إلى انخفاض الإنتاج ليصل إلى 90 ألف برميل يوميًا خلال 2024 (إجمالي الإنتاج من الحقول الواقعة تحت سيطرة النظام السابق والفصائل المعارِضة).
وكان وزير النفط السوري في الحكومة الانتقالية المهندس غياث دياب قد أوضح -في حوار حصري إلى منصة الطاقة المتخصصة- أن الإنتاج الحالي للنفط في سوريا لا يتجاوز 10 آلاف برميل يوميًا؛ نتيجة خروج معظم حقول النفط والغاز الحيوية عن سيطرة الدولة.
وتشير السيناريوهات المستقبلية إلى مسارات متباينة قد يسلكها القطاع خلال العقد المقبل، إذ يتراوح الإنتاج بين 63 ألف برميل يوميًا في أسوأ الحالات و207 آلاف برميل يوميًا في السيناريو الأكثر تفاؤلًا بحلول عام 2035، بحسب ما جاء في تقرير حديث، حصلت وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن) على نسخة منه.
وتكشف الفجوة الكبيرة بين السيناريوهات المطروحة حيال توقعات إنتاج النفط في سوريا، التي تصل إلى قرابة 150 ألف برميل يوميًا، التحديات الجسيمة التي تواجه القطاع.
إنتاج النفط في سوريا
حقّق قطاع النفط في سوريا أداءً لافتًا قبل الثورة على نظام الأسد، حيث بلغ الإنتاج ذروته في عام 2000، متجاوزًا 500 ألف برميل يوميًا، واستمر بمعدلات مرتفعة ليصل إلى 386 ألف برميل يوميًا في عام 2010، وفقًا لبيانات صادرة عن شركة أبحاث الطاقة ريستاد إنرجي.
وخلال هذه المدة، كانت الحكومة تسيطر بالكامل على القطاع، لكن سرعان ما شهد الإنتاج تراجعًا تدريجيًا مع اندلاع الثورة السورية في 2011.
وخلال المدة من 2013 إلى 2023، تراوح إنتاج النفط في سوريا بين 70 و40 ألف برميل يوميًا، قبل أن يرتفع إلى 89 ألف برميل يوميًا في 2024، كما يوضح الرسم البياني التالي الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة:
ويرجع ذلك إلى تعليق شركات النفط العالمية عملياتها في البلاد والعقوبات الدولية، فضلًا عن انقسام السيطرة على حقول النفط بين النظام وفصائل الثوار.
ومنذ اندلاع الصراع في سوريا عام 2011، باتت البلاد تعتمد على واردات النفط الإيراني.
ومع فرض عقوبات صارمة من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، التي حالت دون استيراد النفط من الأسواق العالمية، أصبحت إيران المصدر الوحيد للنفط في سوريا.
وخلال عام 2023، استوردت سوريا نحو 80 ألف برميل يوميًا، إلّا أن الواردات تراجعت إلى ما بين 60-70 ألف برميل يوميًا مؤخرًا، وتوقفت بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
وحاليًا، يسعى المجتمع الدولي إلى رفع العقوبات المفروضة على سوريا، وهو ما سيفتح أمامها الباب للبحث عن مصادر بديلة للنفط.
توقعات إنتاج النفط في سوريا بحلول 2035
يستعرض تقرير شركة أبحاث الطاقة ريستاد إنرجي 3 سيناريوهات محتملة لتوقعات إنتاج النفط في سوريا خلال المدة من 2025 و2035.
- يُظهر السيناريو المرتفع آفاقًا إيجابية، إذ يُتوقع أن يصل إنتاج النفط السوري إلى 207 آلاف برميل يوميًا بحلول عام 2035.
- بينما يشير سيناريو الحالة الأساسية إلى متوسط إنتاج يصل إلى 135 ألف برميل يوميًا.
- أمّا السيناريو المنخفض، فيُعدّ الأسوأ، مع توقعات بتراجع الإنتاج إلى 63 ألف برميل يوميًا بحلول 2035.
وبحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة، ستعتمد توقعات إنتاج النفط في سوريا على عدّة عوامل حاسمة، أبرزها:
- النهج المتّبع فيما يتعلق بالعقوبات الدولية.
- خريطة الطريق السياسية المستقبلية للبلاد.
- تأثير القوى السياسية المختلفة.
ولتحقيق أفضل السيناريوهات المتعلقة بتوقعات إنتاج النفط في سوريا، تحتاج البلاد إلى:
- استقرار سياسي يعزز الثقة.
- جذب الاستثمارات الأجنبية.
- استعادة قدرتها على الاستيراد.
- تنويع سلاسل توريد الطاقة.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..